جريدة الوطن ..لا وطنية في المجلس الوطني !

اتهام أي مواطن بأنه عميل , هو اجحاف بحق المواطنية , المعارض ليس خائن , انما له رأي آخر بما يخص الوطن .., وعندما تتحدث جريدة الوطن السورية  عن “مايسمى المعارضة ” في الخارج , انما تمارس هذه الجريدة نوعا من الاقصاء والتخوين  , الذي لاشبيه له الا في التفكير الديني ,,أما عندما تتحث الجريدة (الكاتب بنان النساف) عن  التناحر والتكالب على الكراسي بين المؤسسين للمجلس الوطني , فانه لاحق للجريدة بذلك ..لاتوجد كراسي للتناحر حولها ..الكراسي موجودة في الوطن , ومن يتناحر عليها  بامتياز هم من السلطة ومرتزقتها .

يقول الكاتب أو تقول الجريدة  على أن  البيان الذي صدر  عن هذا المجلس “متشدق ” ويدعي زورا تمثيل الشعب السوري ..المجلس لم يقل ذلك , وانما قال  ان حوالي 80% من المعارضة ممثلة به .. ثم يقول الكاتب  على أن أغلبية الشعب السوري  لاتقر بهذا المجلس …كيف عرف الكاتب ذلك  ؟؟لا أعرف .., والجريدة تتابع القول , ان المجلس” كبت” حقوق الشعب ” وسلبه”  انسانيته , وكيف يمكن للمجلس  كبت الشعب وسلبه لانسانيته , وهو المجلس الذي تأسس قبل أيام  , وتحديدا في يوم 2-10-2011, هل خربط الكاتب بين المجلس الوطني وبين السلطة ..اذ يقال ان السلطة كبتت الشعب وسلبته انسانيته  طوال أربعين عاما ..هذا على ذمة الراوي ..الا أنه على الأرجح صحيح .

الكاتب ناقم على ادعاء المجلس بأنه  يمثل الحرية  والديموقراطية , التي يحلم بها الشعب , والمجلس لم يدع  ذلك , وانما قال  انه يعمل من أجل الحرية والديموقراطية  التي يحلم بها الشعب , وكيف يستطيع الكاتب القول  , ان “المجلس لايمثل الا المؤسسين له” , من الذين” يمسون ويستفزون  أعماق  مشاعر وكرامة السوريين “..أما كيف حصل هذا الاستفزاز  فلا يعلم الا الله , والمجلس لم يدع تمثيل كامل الشعب السوري , لذا فان قول الكاتب  على أن المجلس  “محى وجود 23 مليون انسان ” هو قول باطل  وتهريجي  ولا يمت للحقيقة بصلة  , ويينم عن رفض مبدئي لأي معارضة ..ففي قاموس السلطة لاوجود لمعارضة ما , والتعامل مع المعارضين في السنين الأربعين الأخيرة يبرهن عن ذلك أفضل برهان , لماذا يسجن القتيل مشعل  تمو  سنوات عدة , ولماذا يسجن الشيخ  نواف البشير ؟؟ والكثير غيرهم ,انهم من المعارضة , وجواب السلطة على وجودهم كان الغاء هذا الوجود  وزجهم في السجون ,وقد لخبط  الكاتب هنا بين الشعب والسلطة ..المجلس يستفز بدون شك  مشاعر السلطة  وليس مشاعر الشعب السوري بشكل عام ..وعن  المساس بالكرامة  فلا لزوم للحديث المطول  ..المساس بالكرامة  يحدث عند وجود هذه الكرامة , ولا يمكن المساس بكرامة غير موجودة .

بعد حملة التجريح والتقريع والاستهزاء بالمجلس الوطني , أتت مرحلة الاستعطاف (ضربة على الحافر وضربة على المسمار )…”إن معظم الشعب السوري يخاطب هؤلاء قائلاً: ألم يكفكم ما حصل في وطننا؟ ألم ترو شغفكم بالدماء التي أريقت على أرضنا، فأنتم توازعتم كراسيكم ومناصبكم على حساب أمتنا وشعبنا، وتشدقتم من الخارج بإنشاء هيئة تنفيذية تبدؤون من خلالها محاصرة بلدنا دولياً، وأعلنتم عن تشكيل لجنة عسكرية تحميكم بعد حين، وتناسيتم وجود بلدكم سورية على الخريطة.
والشعب يقول لكم: كفى، كفى تهكماً وسخرية ومراوغةً بهذا الشعب الأبي الباسل، إنكم تحكمون على الأحداث من الخارج وتراهنون على دمار أرضنا من أجل ماذا؟ كل هذا من أجل المناصب وإرضاء من يراكم، وعليكم أن تتذكروا أن لا حكومة ولا سلطة من دون الشعب فأنتم أفاقون وأصحاب مصالح فقط والجميع في الداخل يعرف الحقيقة.
مهما حشدتم من مواقف غربية لن تخنقوا إرادة الشعب لأنكم دعاة حرية وديمقراطية زائفة ولن تستطيعوا أن تخدعوا الشعب السوري بادعاءاتكم هذه، فهو من صنع الحرية وأسس الديمقراطية.” الكاتب يذكر المجلس الوطني   بالقول”  لا حكومة ولا سلطة بدون الشعب ” وهذا صحيح تماما , الا أن المجلس الوطني لايحكم الآن وليس له سلطة على الحكم ..أليس من الضروري  قول ذلك للسلطة الحاكمة بالحديد والنار , وعندما يريد الكاتب القول  , ان السلطة أتت عن طريق شرعي  ..انتخابات ..الخ , فليس له فعلا الا التوجه الى  الماريستان .. ان  هذا  قمة الجنون !..الذي أراه واضحا من قول الكاتب ,ان الشعب السوري “هو من صنع الحرية وأسس الديموقراطية ” هو قول لاينم الا عن فقدان العقل عند الكاتب , وهذا سبب آخر للذهاب الى الماريستان ..فأين الحرية والديموقراطية في سورية ؟؟؟واذا كان هناك فيض من الحرية والديموقراطية , فلماذا الاصلاح ؟؟؟أين هي حرية الرأي وحرية الكلام وحرية  انتقاض الحكومة , اذا كانت المادة 285 من قانون العقوبات ترسل طويل اللسان ثلاثة سنوات الى السجن  مع التعذيب … ولماذا ذهب مشعل تمو الى السجن ؟؟لماذا ذهب الشيخ نواف  وغيرهم  من ميشيل كيلو الى حسن عبد العظيم الى رياض  سيف الى عارف دليلة الى  ياسين الحاج صالح  …والقتائمة أطول من ذلك بكثير , ولا تتسع الصفحات لذكر اسماء  سجناء الرأي   , وما يوجد منهم في السجون لحد الآن  يعد , حتى بعد صدور مرسوم العفو العام , بالألوف .

“يا أعضاء المجلس المزعوم! إنكم تدعون الوطنية وهي منكم براء،.”..أليس هذا القول تطاول أحمق ..كيف للكاتب أن يحتكر الوطنية , وبأي سبب وجيه أو غير وجيه ..ان يحتكر بدون أي شك الاستزلام فهذا واضح جدا , والفرق بين الوطنية والاستزلام جلي وأكثر وضوحا .

هناك من غضب من المجلس الوطني , وهناك من انتباه الفرح والسرور  لاعلان تأسيس هذا المجلس , ولا توجد  احصائيات أو انتخابات  تبرهن عن هامشية هذا المجلس وعدم شعبيته ..الا أنه هناك انطباع عام  يوحي بعدم شعبية السلطة وحتى بعدم شرعيتها , ولو كانت السلطة شرعية وشعبية , لما حدث ماحدث , ولما  كانت هناك حرب أهلية  تهدد بالتوسع والانتشار , ولما كانت العقوبات الدولية وقوائم الانتربول  التي تريد القبض على هذا اللص أو ذاك , ولما كان هناك اعتراف من السلطة بوجود الفسلاد واستشرائه , ولما كانت هناك ضرورة لقانون اعلام جديد  أو قانون أحزاب جديد ..ولما كانت هناك المادة الثامنة , التي أخجل من الاعتراف بوجودها … ختم الكاتب مقاله بالقول “وأخيراً من طلب من مجلسكم أن يكون ممثلاً للشعب السوري وأنتم من كذب الكذبة وصدقها، فأنتم لا تمثلون سوى أنفسكم.” وهذا القول يدل على أن الكاتب غير قابل  للتعلم .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *