النصب التذكارية للمؤامرة

لا أدر لماذا  لايقيم  النظام  للمؤامرة نصبا تذكاريا ,فالنصب التذكارية للرئيس السابق   متواجدة  في كل قرية ومدينة , وعلى كل هضبة أو تلة , واقامة النصب التذكارية  والتماشيل للرؤساء , حتى أثناء حياتهم ,وذلك بعكس المعترف به عالميا حول  اعراف وتقاليد اقامة النصب ,  هوتأبيد  لمن يقال انه أنقذ الوطن .., وهكذا نجدالكثير من هذه النصب في سورية , وحتى عام 2003 في العراق , حيث اكتسح صدام الساحات والاماكن العامة حتى المراحيض  , ولقبل أيام تربع القذافي  على كل واجهة  وحائط, ولحد الآن  جرت  جرجرة وتكويم  الكثير من النصب والتماثيل   تحضيرا لرميها على كومة النفايات  ,اليمن لاتشذ عن هذه القاعدة ,والشعوب  العربيةالأخرى  في  طريقها الى المزبلة محملة بأكوام من الزعماء العرب ومفاسدهم ..الى القمامة وبئس المصير !.

المسبب للشقاء العربي عند المؤمن بالقضاء والقدر هو الله , ومن لايؤمن بالقضاء والقدر  ولايريد  تحميل الله أي مسؤولية عن هذا الشقاء , ابتدع مسؤولا آخر ,انها المؤامرة , التي تعلل وتبرر وتفسر  السقوط في الانحطاط , وبالتالي تبرئ الحاكم من المسؤولية عن الانحطاط , ومن هنا يمكن استنتاج أهمية المؤامرة  الايجابية بالنسبة للحاكم   , انها المنقذ له  عند اجراء المحاسبة ..الحاكم الذي  لايستطيع  الفهم يتحول الى الاتهام  ,والزعيم الذي لايجيد فنون الحكم يأتي بالمؤامرة  الى قفص المحكمة  , وهكذا يحصل نوع من الاغاثة للزعيم  , الذي عندئذ  يتهم ويحاكم المؤامرة , التي أنقذته من العسر ونقلته الى اليسر , وبذلك تستحق  المؤامرة , على الأقل , نصبا تذكاريا  .

المستبد مرتاح  ..ومستريح من المسؤولية  ,يستظل امنيا في ظل الطائفىة والعشيرة , ومسؤولية في ظل التبرير التآمري . اننا هنا  , لأن هناك من أراد لنا  ان نكون كذلك ,   الله والمؤامرة …لاولم علينا ولا عتب..خاصة لالوم على الزعيم  ولا عتب…

هذا هو مجمل  مضمون خطابنا , المتوكل على الله ,والمثتغيث بالمؤامرة ..انه خطاب الهزيمة والاستسلام ..خطاب الاتكالية والتنصلية …ولطالما بقي الخطاب كذلك , فلا أمل لنا  بالنهوض من الحضيض في هذا القرن .

 

 

النصب التذكارية للمؤامرة” comments for

  1. في جولة قرأة هذا الصباح , وجدت تعليقا لخالد جلال في موقع الأوان , وقد وجدت ان هذا التليق مناسب لمقال شفيق , لذا أحببت نشره , والمقال هو :
    دائما ما يتحدث القومجيين والسلفيين العرب بأن الدول العربية هي نتاج مشروع استعماري غربي ويطلقون عليها مسميات مثل كيانات و ولايات وأفطار بحاجة الى قاطرة فلماذا تلوم هذا النمساوي نعم هم يقولون انها مشروع غربي لم يكتمل فلو اكتمل لما بقي مشروع لذلك من حق صاحب المشروع التدخل بمشروعه كما يريد لتصويب اوضاعه او اجراء اي تعديل او لمسات فنية نعم هم من صنعو كل شيئ سواء قبلنا ام رفضنا بررنا ام احتججنا وبما ان الغالبية تؤمن بالمؤامرة الكونية مرسخة الدونية والعجز عجز شعوبنا عن دخول الحمام دون وصاية وحزمة من التعليمات باي رجل تدخل وان كنت ذكر تقف من اجل التبول واما لانثى فتجلس هل تلومهم وتنسى لومنا وننسى في غمرة الدفاع عن الكرامة العربية المهدورة اننا في ذيل الامم ارتضينا ان نبقى عالة على الاخرين بالصناعة والزراعة وحتى الفكر والثقافة مكتفين بتبرير كل هذا بانه مؤامرة كونية ارضية وفضائية على الامة التي كانت لا نعلم متى كانت خير امه اخرجت للناس وحتى لا نعرف من هم الناس الذين اخرجت لهم هذه الامه وكيف شخصيا ارى ان هذا التفكير مريح اعني عقلية المؤامرة فاريح واستريح واسئل اهل الذكر عن كل صغيرة وكبيرة تحياتي لكم جميعا

  2. يبدو يا عزيزي ان نظرية المؤامره خالدة من تلقاء نفسها اما الزعماء والرؤساء فيخلدون “بالشده” وبكل الأحوال لا ضير من نصب تذكاري للنظريه لكن ليس من باب التخليد وإنما من باب الديكور كون الغرب مستمر “ومتنح انو يقرأ العربي من اليسار الى اليمين” على الأقل ليرى باكورة انتاجة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  3. حتى تتعلمون كيف تكتب كلمة قراءة خاطبونا وانتقدونا لكنكم جعلتم لانفسكم موقعا كافرا بالله والانتماء والاخلاق يعني مافي فائدة منكن مصيفين على الاخير وياريت توقفوا عن رمي قمامتكم المنتنة باسماء مستعارة لان من يقرأ لكم يغلق فمه كي لا يتقيأ ويسد أنفه كي لا يشم روائح عمالتكم

    • حضرة الأستاذ أنور منكن!لاأستطيع للأسفاالتعليق على أسطر “سوقية “وخالية من أي فكرة , انك منشغل جدا بفعل التشنيع والتجريح , ولا أستطيع تهنئتك على ذلك , لأن التأخر العربي بشكل عام يكمن في طريقة تعاملك مع الغير .
      لا شك اني ملحدة ,أو بالأحرى فان الالحاد هو ديني , وأرى من واجبي مساعدة أشخاص مثل حضرتكم لتجاوز عقبات الدين والتحرر من أغلاله ..لطالما توجد عقليات كعقلية الأستاذ أنور منكن ..لاتقدم في بلاد العرب

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *