من أدونيس الى الرئيس!!!

الفكر الذي تضمنه رسالة أدونيس الى الرئيس ليس بذاك الاختراع والاكتشاف الكبير …لقد طالب كثيرون بما طالب به أدونيس , وشخص كثيرون الأمراض كما شخصها أدونيس , ثم قدم كثيرون حلولا لاتختلف عن حلول أدونيس , وبالرغم من “اعتيادية “أجزاء كثيرة من الرسالة , تبقى هذه الرسالة شديدة الأهمية , وذلك للأسباب التالية :

1- دلالات تجاهلها التام من قبل وسائل الاعلام الرسمية السورية , هذا التجاهل يدل على عدم رضى هذه الوسائل بمضمون الرسالة , ولو كانت هذه الوسائل راضية عن المضمون , لحدث تطبيل وتزمير منقطع النظير , ولم يحدث التظبيل  والتزمير , هنا يجب السؤال , من يقف وراء هذه الوسائل الاعلامية , بالتأكيد توجد جهة تحميها , من هي ؟؟من المؤكد ان حاميها ليس الرئيس , الذي يطبق عليه “الحجر الاعلامي” الرئيس لايستطيع قرأة مايريد ولا سماع مايريد …هناك حجب للعديد من المواقع , وهناك حجر على الرئيس , وذلك من قبل جهات يمكن وضعها في خانة أخيه ماهر .

2-الرسالة هي تلخيص لكامل المواقف الاصلاحية في سوريا , صيغت بشكل واضح ومحذر في آن واحد ,ركزت على المرض ,الذي يتمثل بتطور حزب البعث الى هيئة استغلالية فاسدة لاتملك أي مبرر لبقائها , ثم شرحت النظري في اشكالية الديموقراطية , وتحولت الى القسم العملي ..كل ذلك بأسلوب محبب ..رقيق ..قد لايقتدر عليه الا أدونيس .

3-رسالة قالت الحقيقة , ودغدغت المشاعر ,  لم ترفض بعض التملق ..كالقول ان الأسد رئيس منتخب !!!, بهذه الطريقة يجبر أدونيس الأسد على قرأة رسالته ..انها استراتيجية جيدة , قيمة الرسالة تصبح أقل من قيمة الورق التي كتبت عليه , اذا لم يقرأها الرئيس , ولم يتمعن بها , ولكي يتم ذلك كان من الضروري ممنارسة بعض التزلف , الذي يخدم القضية بشكل عام .

4- تزامن الرسالة مع لقاء الرئيس مع وفد من مدينة جوبر , حيث أعلن الرئيس العديد من الأمور ..منها الزهد بالرئاسة , والاقرار بالافلاس السياسي , الذي  لم يحدثنا الرئيس عن أسبابه , لقد ترك الأمر لأدونيس ,الذي قال صراحة ..انه البعث ..الأمين العام لحزب البعث لايستطيع قول ذلك دون أن يقدم استقالته , وأظن ان هذه الاستقالة قادمة لامحالة .

5- التزامن مع رسالة أدونيس , التي قدمت حلولا للمشاكل , يضمن نوعا من تبني هذه الحلول من قبل العديد من أفراد الشعب , خاصة من قبل البعثيين , المطلوب من البعث هو ثورة على نفسه ..أتذكر هنا كلمة لأحد أعضاء مجلس الشعب قال بها ..الرئيس الأسد هو أكبر معارض لنظام الأسد …,والمعارض يثور أحيانا , وعلى الأسد الثورة !!!

6- الرئيس يشعر بالكارثة , وأدونيس يحلل الكارثة , وعلى الشعب علاج الكارثة عمليا , على المعارضة النائمة ان تستيقظ , وتتبؤ المكان المناسب لها في الشارع وفي العقل ..انها معارضة الأكثرية لنظام أفلس ..انها معارضة الأكثرية لما يسمى “معارضة” الجامع ومعارضة التيار الديني , الذي سينسحب من الشارع فور دخول المعارضة الحقيقية الواعية اليه ..المعارضة الحقيقية هي التيار الثالث , الذي لاعلاقة له بالشبيحة ومن ورائهم , ولا علاقة له بالبلطجية ومن ورائهم , وهو الكفيل بمستقبل سوري ديموقراطي حر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *