لقاء الرئيس الأسد مع وفد من جوبر

اللقاء مع وفد من أهالي جوبر دام ثلاثة ساعات , وفي هذا للقاء قال السيد الرئيس أكثر من الضروري سياسيا ,وأكثر من المسموح به دعائيا, لقد قال مثلا أنه سيستقيل من منصبه ويعود للعيش في المنزل الذي نشأ فيه، إذا تبين له أن الشعب لا يريده، مشددا على أن محاربة الفساد في جزء منه، هو محاربة للطائفية وأنه ليس بعلوي ولا سني وإنما «أنتمي للنبي محمد» (صلى الله عليه وسلم).والبرهان على أن تصريح الأسد هذا غير مسموح , هو تجاهل وسائل الاعلام  الرسمية التام لهذه المقابلة , لقد بحثت سيريانو يوم أمس بشكل واسع عن معلومات حول هذا اللقاء في العديد من وسائل الاعلام الرسمية , وذلك بهدف التأكد من صحة مانشر في أماكن أخرى , لم تكتن هناك فائدة من البحث ….اللقاء لم يحدث حسب ارتكاس وسائل الاعلام ..التي تريد هذه الأيام  لنفسها طبيعة أخرى جديدة ..طبيعة شفافة صريحة …وكما يبدو فان الطبع هنا غلب التتطبع , وسائل الاعلام الرسمية ولدت فاسدة , وعورتها تعضت بها , ولا تستطيع اكتساب خصائص أخرى  , ولا يمكن اصلاحها , فيجب بترها والغائها , ثم البدء من جديد  بوكالة اعلام مؤلفة من اعلاميين جد , وبروح جديدة  , واستقلالية  كافية .

الرئيس قال اضافة الى ذلك في هذا اللقاء إنه لن يسكت عما حصل في مدينة حماة الجمعة قبل الماضية، موضحا في الوقت ذاته أن رئيس فرع الأمن السياسي السابق في درعا العميد عاطف نجيب هو «ابن خالتي وهو ليس في السجن ولا يشغل أي منصب بعد إقالته لعدم وجود أي ادعاء شخصي عليه حتى الآن، وهذا أمر ضروري لمحاكمته», من هذه العبارة , التي لايحق لرئيس جمهورية التفوه بها ,نرى مدى برأة الرئيس …يتكلم عن ابن خالته كطفل !!وليس لرئيس دولة التكلم عن أقربائه , يمارس فرحا مبطنا لعدم محاكمة ابن خالته , وليس لرئيس جمهورية ان يمارس الفرح لعدم محاكمة مواطن  اقترف الموبقات , وأخيرا التعليل العليل ..عدم وجود ادعاء شخصي عليه حتى الآن , وهذا أيضا ليس كلام رئاسة , فمن التعاسة أن يتجاهل رئيس جمهورية وجود مايسمى المدعي العام والحق العام , ولو كان الرئيس بمقام الرئاسة لكان كلامه آخر …الرئيس يعاني جدا من الرئاسة , التي لم تكن له رغبة بها , مانقل عنه  وعن رغبته في الاستقالة وعودته الى منزله يمثل رغبة أكثر من حقيقية …الرئيس يفكر بخصوص “المنزل الذي نشأ به” رومانسيا ..الرئيس ولد في القصور ..نشأ وترعرع في القصور .. ولا يزال في القصور …. , لم ينشأ الرئيس ولم يترعرع في الخمونة أو الخيمة أو بيت القش , الا أن من يعرفه تماما يؤكد ميله الجامح الى البساطة وأكل البطاطا .في هذا اللقاء تطرق الجميع في حضور الأسد الى  «ممارسات الأمن الوحشية في جوبر وبقية مناطق سورية، كما تحدث البعض ممن كانوا موقوفين لدى الأمن عن التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له».

وسأل الوفد الأسد «عن رأيه بممارسات الأمن وهل لديه خطة لكبحه»، منتقدين فيديو البيضة ودعس الأمن على رؤوس السوريين وإنكارها ومن ثم الاعتراف بها، وما فعله رئيس فرع الأمن السياسي في درعا عاطف نجيب، إضافة إلى ما سموها بـ«المجزرة» التي حصلت الجمعة (قبل) الماضية في حماة.
وتظاهر عشرات الآلاف في حماة على مدى الجمعتين الأخيرتين وتميزت الماضية منها بعدم سقوط ضحايا، في حين سقط في الجمعة قبل الماضية أكثر من مئة قتيل.
وأكد الأسد لوفد جوبر «حاجة الناس للحرية والكرامة أكثر من الخبز»، حسب موقع «محطة أخبار سورية» الذي أوضح أن الوفد «انتقد الخطوات الإصلاحية الجارية، موضحا عدم ثقة الشعب بها»، كما انتقد «الوفد الإعلام السوري بالكامل وبيان كذبه وتضليله وإثارته للفتن»، معرجا على «الفشل الاقتصادي في العشر سنوات الماضية».
وحسب الموقع، فإن الأسد رد على القضايا السابقة، قائلاً، «إذا تبين لي أن الشعب لا يريدني فسأستقيل وسأعود للعيش في المنزل الذي نشأت فيه، لدي عائلة وأبناء وأصدقاء من أيام الدراسة وهذا يكفيني».
وأضاف «ان إطلاق النار على المتظاهرين خطأ غير مسموح، ومن لديه اسم عنصر أمن أطلق النار فليزودنا به وسنقوم بمحاكمته»، مشددا على أن «ما يجري من تعذيب للموقوفين غير مقبول وسببه العقلية الأمنية القديمة لدى عناصر الأمن، وسيتم سحب الأمن من بين الناس في شكل نهائي».
واعتبر أن «التلفزيون السوري لا يعمل في شكل جيد، وهناك مناطق قال التلفزيون إنه لا يوجد فيها تظاهرات وتبين لنا عكس ذلك».
وفي ما يتعلق بقانون الإدارة المحلية، ذكر الأسد أنه «مستحضر من التجربة التركية، لكنه لم يعجب أحدا، أما قانون الانتخابات الجديد ففيه ثغرات، والقوانين الإصلاحية التي نعرضها تحمل أخطاء كثيرة بسبب الاستعجال في صياغتها». وأضاف: «لا أحد يريد أن يعطينا فرصة يريدون كل شيء خلال 15 يوماً».
ورأى الأسد أن «زيادة الرواتب وتخفيض سعر المازوت كانا خطأ، وأنه بدأ يرهق الميزانية»، معتبرا أن «أحد هذين الإجراءين كان كافياً».
وشدد على أنه «عندما تكون هناك امتيازات لطائفة دون أخرى فستصبح طائفياً، ولذلك فإن محاربة الفساد في جزء منه هو محاربة للطائفية»،
وفي ما يتعلق بما حصل في حماة الجمعة قبل الماضية، أكد الأسد، «لن أسكت عنه وسأحاسب الصغير والكبير عما فعلوه»، موضحا أنه «لا يعتب على من يتظاهر بل يعتب على من يصور ويرسل المقاطع».
واعتبر أن «كل الخطوات التي قمنا بها لتحسين الوضع الاقتصادي في السنوات الأخيرة كانت فاشلة».
لايجوز محاسبة الأسد على كل كلمة يقولها ..يتكلم شخصيا أكثر من رئاسيا …ان يعتب كشخص على المصور لكون ذلك فضيحة  أمر قابل للفهم , اما أن يعتب كرئيس جمهورية على تغطية حدث مهم  اعلاميا وبالصورة التي لاتكذب , فهذا أمر غير مألوف من رئيس جمهورية.
يجب على الرئيس قرأة رسالة أدونيس له جيدا , والرئيس يستطيع لحد الآن ان يقوم الاعوجاج بشكل قد يكون مقبول ..مثلا عليه أن يستقيل من أمانة حزب البعث , وعليه تصدر حركة جديدة غير بعثية ..عليه ارسال الجوقة التي حوله بسرعة فائقة خارج سورية , وأولهم أخاه ماهر , ثم عليه ان يتكلم كثيرا مع بثينة شعبان ومع الحزب السوري القومي والحزب الشيوعي …واذا قام الرئيس بكل ذلك  وأكثر أيضا ..فلسورية ة بعض الأمل بمستقبل أفضل مما نتصوره الآن !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *