لما كانت اشكالية الفساد واشكالية الخروج من التاريخ بسبب عطالة آلية التطوير , ثم اشكالية تراكم الأخطاء واشكالية تقويض الحريات وعدم احراز تطور ديموقراطي على درجة كبيرة من الضرورة الحياتية , لذا فان التعامل مع هذه المعطيات ومع اساليب تصحيحها يجب أن يتم بحذر شديد وتعقل أشد .
هناك بعض الأمور , التي يجب ادراكها كواقع يجب الاعتراف به , بغض النظر عن قرب هذا الواقع أو بعده من التمنيات والتوجهات والأحلام الشخصية , والواقع , بما يخص النظام ,يشير على أن امكانيات اسقاطه, بفعل احتجاجي أو تمردي أو بالقوة العسكرية ثورية أو غير ثورية , تعادل الصفر , وأسباب ذلك عديدة , وأظن انها واضحة … منها موقف الجيش ومنها وجود مؤيدين للنظام , وأعداد المؤيدين ازداد كثيرا بعد تبلور خصائص حيز من المعارضة , الذي ينتهج العنف ميدانيا , وبعد التعرف على قيادات الحراك , التي تنحصر الآن بشخص الشيخ العرعور وشخص الدكتور محمد رحال , الذي يجلس على كرسي رئاسة المجلس الثوري لتنسيقيات الثورة وعضوية عبد العزيز الحلبي ثم خاد الفيومي ود. قاسم الحمصي وعروة الفاضلي ..وآخرون , من العمل في تنسيقيات الثورة انفصلت الناشطة رزان زيتونة والناشطة سهير الأتاسي , وذلك لأسباب معروفة ,من أهمها تبلور المنهجية الاخوانية في مسلكية الحركة, ما دفع سهيرالأتاسي الى الهروب من تنسيقيات الحراك , دفع آخرون الى الالتفاف حول النظام .
فالحركة أصبحت الآن الآن تحت قيادة الرحال والعرعور ..الأول من جماعة بن لادن , والثاني من جماعة بن باز , وسيطرة هؤلاء على الوضع تعني سيطرة عقلية بن لادن وبن باز عليه , ولم نفقد جميعا العقل تماما لكي نهرول وراء بن لادن وبن باز .., لكل حريته في الهرولة أو عدم الهرولة , الا أن انتهاج أساليب التأنيب والتحقير والتوبيخ وحزمة التهم الأخرى التي يتفوه بها من نصب نفسه كحامي للديار , سوف لن تقود الا الى الابتعاد عن حركة العرعور والرحال , التي لاتترك مناسبة الا وتعبر بها عن أصوليتها ورجعيتها ..من المساجد تنطلق … تارة تحت شعار جمعة العشائر تارة أخرى تحت شعار أحفاد خالد ابن الوليد ..هذا ناهيكم عن قناة صفاء والوصال وما تبشر به من مستقبل لولاية سورية وأمير مؤمنيها !.
اسقاط النظام يعني صعود الرحال والعرعور , وهذا ما أرفضه جملة وتفصيلا, ولا أرى من مخرج مفيد الا محاولة التيار الثالث المدني العلماني الواعي التقدمي أن يمتص , عن طريق الحوار, من النظام بعض المكتسبات , التي يقوى النظام على تقديمها , لا بل يريد تقديمها لأسباب موضوعية جدا , من هذه المكتسبات توسيع فضاء الحريات ثم خلق نوع من التعددية الحزبية , التي تفترض الغاء المادة الثامنة وغير ذلك من عوامل ومعالم التقدم الكفيلة باحراز تقدم يتبع , تنظيم السلطة القضائية كفيل بالقضاء على معظم الفساد …تنظيم التمثيل الشعبي عن طريق انتخابات حرة يعني انعاش السلطة التشريعية , التعددية الحزبية كفيلة باصلاح السلطة التنفيذي , ورفع سقف الحريات كفيل بانقاذ السلطة الرابعة …ما يراد لسورية الآن هو فقط مايمكن للسياسة تحقيقه , وليس التحليق في سماء الأحلام .
لما كانت الطائفية هي المرض الأساسي المستشري , فلا انقاذ لسورية عن طريق المزيد منها ….وداويها بالتي هي الداء ,ولا يوجد أي سبب وجيه للاعتقاد بعدم طائفية العرعور والرحال وبما يخص الأخير , تكفي قرأة بيانات المجلس الثوري لتنسيقيات الثورة , وقائدها الدكتور الرحال , ثم الاستنارة بمواقف الرحال من أمير المؤمنين بن لادن , وما يقوله الرحال كاف لكي يحزم كل مسيحي أو غير مسيحي بضاعته وأغراضه الشخصية ويغادر البلاد فورا , وهذا ماسوف يحدث في حال نجاح ثورة الرحال والعرعور وأتباعهم ..انظروا الى العراق !!ا