ماذا عندما يصبح الاغتصاب شرعي ….؟
م. بيطار,روبا منصور :
لايدرك المجتمع الأبوي الذكوري المنحدر من النظم البدوية الرعوية مدى الاجرام الذي يمارسه بحق الفتاة أو الطفلة ,التي يتم تزويجها اي اغتصابها , والتي تمثل المدرسة واللعب مع صديقاتها وأصدقائها الفضاء الطبيعي لها , أما الذكور الذين يجدون متعتهم في اغتصاب الطفلات فلهم أيضا فضائهم الطبيعي في مشافي الأمراض النفسية أو بالاصح في السجون , هؤلاء يمثلون خطرا محدقا بالبشرية, ولسلامة البشرية يجب حجرهم لاتقاء شرورهم .
لايزال الفقه الجامد والتقليد البدوي منصبا على المرأة كطفل أيضا , على جسدها وعقلها , كل ذلك أمور لايستطيع العقل الفقهي أو الذكوري التقليدي البدوي التخلي عنها طوعا , انها الامتيازات الذكورية الحيوانية التي لم تتغير بالرغم من تغير الزمن , والمستحضرة من عقلية غنائم الحرب البدوية الرعوية , كل مايحصل عليه البدوي قنصا أو سرقة أو ابتزازا بالسيف أو بالتحايل هو حق مكتسب له , وتلك الطفلة التي دفع ثمنها أو حجزها له كعائشة التي زوجت في عمر الست سنوات كانت حقا طبيعيا له !,كغنائم الحرب !.
لا نملك احصائيات دقيقة حول زواج أو اغتصاب القاصرات في هذه المنطقة , لكن الانطلاق من تشابه الوضع السوري مع الوضع العراقي وضعنا في حالة مؤلمة محرجة , ففي العراق قدمت الباحثة الاجتماعية سجى عبد الرضا احصائيات قالت بأن ٣٠٪ من الزيجات في العراق كانت زيجات مع قاصرات اي اغتصاب , لذا فتزويج القاصرات مهم بالنسبة لمن يعارضه وبالنسبة لمن يؤيده , لقد فشل من يعارضه في الحد منه , ونجح من يؤيده في ازدياده .. للأسف ! ازدياد عدد حالات تزويج القاصرات في العصر الحالي في هذه المنطقة يدل على وجود ظروف اقتصادية واجتماعية ومادية تكرس هذه الممارسة , اضافة الى وجود وعي قاصر وتوحش مريع في هذا الخصوص .
تنامي ظاهرة تزويج القاصرات يطرح عدة اسئلة منها سؤال عن الظروف التي تسمح وتشجع على الزواج من القاصرات اي اغتصابهن , ثم السؤال عن عواقب هذه الزيجات , والسؤال عن طرق معالجة هذه الظاهرة , هل الظروف اقتصادية بالدرجة الأولى ! , وما هو دور الدين في التوجه الى زيجات القاصرات , هل للامر علاقة مع القدوة عائشة ؟؟ وعن العواقب.. هل هناك ايجابية في ممارسة الزواج من طفلة قاصرة أو أن الأمر بمجمله سلبي !, وعن العلاج يجب السؤال هل هناك أصلا علاج في ظل قانون يسمح بذلك وظروف قاهرة تفرض هذا النوع من الزيجات , من يعارض منع زواج القاصرات ولماذا؟ ومن يؤيد زيجات القاصرات ولماذا !
عبر الشيخ المتوفي حسن نصر الله عن رأي المنظومة الدينية الشيعية بخصوص اغتصاب أو تزويج القاصرات , لقد روج نصر الله لهذا الأمر ,نظن بأن المنظومات الأخرى على توافق مع شيعة نصر الله بما يخص تزويج أو اغتصاب الطفلات القاصرات , فنصر الله رأى أن الزواج المبكر هو الطريق السليم لتأمين الاستقرار الجنسي والنفسي للمرأة والرجل , مما سيحافظ على المجتمع ويساهم في بناء الأسرة المثالية, كيف ذلك يا حسيكو !.
تمثل هذه الأسرة “المثالية! ” طريق الانتصار في الجماعات الدينية , فالكثرة العددية أمنت العنصر البشري الضروري لاستحقاق عسكري سابقا ,وذلك عندما ارتبط الانتصار في الحرب بالكثرة العددية , المفارقة تكمن اليوم في بطلان اهمية الكثرة العددية للانتصار في الحروب ,ثم أن الكثرة العددية ضرورية لاستحقاق انتخابي!, الا أن منطق هذه الكثرة العددية مرتبط بفرضية خاطئة , الكثرة العددية ضرورية في مجتمع قبلي فقط, عندما يتم توريث الموقف السياسي -المذهبي ,وعندما تتقيد هذه الكثرة العددية بموقف زعيم العشيرة , ولتحقيق ذلك لابد من المرور عبر الرحم , فالحل بما يخص الحروب والصندوق يتطلب تهجين المرأة وحجرها ضمن حظيرة الانجاب لتأمين العدد المطلوب كذخيرة في الحروب , وكعامل مسيطر على الصناديق في الانتخابات,مع العلم أنه لاوجود لانتخابات في تلك المجتمعات القبلية العشائرية الكهفية .
لاشك بأن العديد من الشابات يحلمون بزواج ” الهنا ” المبكر للعديد من الأسباب , منها جنسية أو اقتصادية أو اجتماعية , وهذا ما يلاحظ عليهن في سن مبكرة , حيث تعرض الفتاة للزواج كما تعرض البضاعة للبيع وبتشجيع من الأهل والأقرباء والبيئة الاجتماعية التي تعيش الفتاة بها, موؤودات تقتلهن التقاليد والجهل والفقر , هربن من سجن لآخر !.
هدف اعلان العالم يوم 11-10 من كل عام اليوم العالمي للطفلة , وهدف التذكير بالطفلة هو منع أو الحد من زواج القاصرات أي من اغتصابهن , الذي يعتبره علم الاجتماع بشكل عام كارثة رديفة لكارثة الفقر , فالحافز الاقتصادي هو المحفز لتزويج القاصرات الاغتصابي , واليوم العالمي للطفلة يستخدم مفردة “الطفلة” لتوصيف كل فتاة لم تبلغ الثامنة عشر من العمر , واليوم العالمي للطفلة يعتبر هذه الزيجات اغتصاب وممارسة للاتجار بالطفلات كالاتجار بالأشياء والمواد الاستهلاكية .
لابد هنا من التنويه الى أمرالتخويف من العنوسة , مركب هذا الخوف معقد ويتضمن الوضع الاقتصادي للمرأة والمجتمع بشكل عام , لايتم تأهيل المرأة للعديد من الأسباب للعمل ,ولا يتم تشجيعها بشكل كاف على ممارسة عمل يدر عليها ماتحتاجه ماديا ,لأن ذلك يكرس استقلاليتها وضمانا ماديا لنفسها وتمكينها من التمرد ,نظريا يراد من تعدد الزوجات مكافحة العنوسة, الا أن تزويج الطفلات القاصرات يرفع من عدد العانسات , لأن الذكورية البهائمية تفضل الطفلات على العانسات, خاصة وأن العانسات اعلى خبرة حياتية من الطفلات, وليس من السهل على الذكورية البهائمية التعامل معهن كما تتعامل مع الطفلات القاصرات ,ثم أن بلوغ ما يسمى سن اليأس يتطلب عند الطفلات زمنا أطول مقارنة مع العانسات , عموما تسيطر على الزواج والتزويج نفسية جنسية -تجارية لاتليق بالانسان بشكل عام .
من يريد هذا التزويج ؟,هل ارادة الله وقراره ؟ هل العريس أو العروس ….أو .. الخ ,لاعلاقة لله بهذه الفاحشة , ولا علاقة لارادة العروس التعيسة بها , هنا يجب اتهام العريس وجماعته الذكورية بأنهم مرتكبي الجريمة , فالذكورية متهمة بالحيونة, التي تستميت في الدفاع عن الفحولة المستهلكة للامتيازات الجنسية والممارسة لاغتصاب الطفلات المرضي (البيدوفيليا) ,الفحولة مسؤولة عن الاغتصاب !.
استحق الأجداد اللعنة لأنهم كانوا يبيعون ويشترون بعضهم البعض كالبهائم في أسواق النخاسة, اللعنة محقة بالرغم من السياق التاريخي , اللعنة ضرورية ليس برسم جلد الذات , وانما برسم الوقاية من تكرار ذلك في الحاضر ,تمثل اللعنة تعهدا أخلاقيا بعدم تزويج أو اغتصاب القاصرات والابتعاد عن السبي وتعدد الزوجات , وذلك بغض النظر عن وسيلة السبي أو القنص , ان كانت السيف أو الشراء بالمال من سوق الخاسة أو سوق الرق والعبيد , لم يشعر الأجداد بأي حرج في عرض الأطفال والصبايا والسبيات عراة في الأسواق للبيع والشراء , هنا تتجسد أهمية اللعنة أي الرفض في الحاضر , فلولا هذا الرفض المؤسس على الأخلاقية لايمكن استنكار مافعلته داعش مع كل من عارضها أو اختلف عنها ايمانا واعتقادا وممارسة , كما كان الحال مع الأيزيديات وغيرهن .
لم ير الأجداد عيبا أخلاقيا في الفحش والعهر والاغتصاب والدعارة التي كانت منتشرة تحت كل خيمة , ولم يجد الأجداد عيبا في اكرام الضيف بوضع جارية تحت تصرفه أو اهدائه جارية أو سبية من ملك اليمين , وحتى في هذا العصر يتكلم بعض المشايخ عن شرعية السبي ,لبيع السبايا او حتى لوضعهم تحت تصرف الضيوف المحترمين كما اقترح الشيخ الحويني , أي وضع سبية تحت تصرف الضيف لكي يتسلى ويتلذذ بها , شيخ آخر اراد تنظيم حملات في أوروبا بمعدل أربع حملات سنويا لسبي الشقراوات من بنات الأصفر , حديث الشيخ كان عام 2018 وليس قبل 1400 سنة , يا للخزي والعار !
تزويج القاصرات , ليس زواجا , بل هو اغتصاب مشرعن وعلني وافتخاري ,فمجلس النواب العراقي شرعن ذلك مؤخرا, حقيقة يجب على الناس الكف عن استخدم مفردة “زواج” للدلالة على ذلك الجرم العملاق والانحطاط الذي لاقاع له .
Post Views: 28