عثمان لي , ممدوح بيطار :
  هل  كان  هناك نقص في العناصر التكوينية لسوريا كدولة ؟؟ وذلك لتبرير استمرارية تقهقر بناء الدولة السورية , كأن يقال بأن مثلا بأن هذه الدولة قد  سلخت من أجزائها الطبيعية التي تعرف ببلاد الشام, ومامعنى السلخ من الطبيعي ؟؟ وكيف أصبحت بلاد الشام أو كما يظن البعض البلاد العربية هي “الطبيعي” وغير ذلك ليس” طبيعي” ؟.
      هل  كان  هناك نقص في العناصر التكوينية لسوريا كدولة ؟؟ وذلك لتبرير استمرارية تقهقر بناء الدولة السورية , كأن يقال بأن مثلا بأن هذه الدولة قد  سلخت من أجزائها الطبيعية التي تعرف ببلاد الشام, ومامعنى السلخ من الطبيعي ؟؟ وكيف أصبحت بلاد الشام أو كما يظن البعض البلاد العربية هي “الطبيعي” وغير ذلك ليس” طبيعي” ؟.
لم تفشل سوريا لكونها أبعدت عن “طبيعتها” , وانما فشلت بسبب طبائع السوريين , التي لم تصل في تطورها الى مرحلة المقدرة على بناء دولة , طبائع أهل سوريا وثقافتهم العشائرية العائلية والمذهبية لاتستقيم مع المقدرة على بناء  دولة ,الدولة تتطلب أرضا وشعبا وعقدا اجتماعيا , والأرض هو الشيئ الوحيد الذي توفر لهذه الدولة التي افتقدت الى الشعب المدرك لسوريته والى العقد الاجتماعي , المساحة التي أقرها سايكس بيكو واعترف بها وبحدودها المجتمع الدولي  كانت كافية  جدا, الا أن  بعض  الفئات السورية لم تعترف بتلك الحدود وتلك المساحة واعتبرت سوريا “مسلوخة” عن  طبيعتها الشامية أو العربية ,وبذلك بدأ افشال بناء الدولة, فكيف يمكن بناء دولة لايؤمن بها لابل يحتقرها سكانها ويعتبروها لقيطة ونتيجة لمؤامرة منكرة .
عناصر بناء الدولة الأخرى والأهم هم الشعب والادارة التي تدير بناء على نظام سياسي معين ودستور أي عقد اجتماعي تضامني تكافلي  , في هذا الخصوص “انسلخت ” سوريا عن القواعد الضرورية لبناء الدولة , فالشعب , لسبب ما, لم ينتظم في منظومة الدولة, التي تعتمد على التضامن من أجل الوصول الى الهدف الاسمى , التضامن   تحول الى تضامنات  فئات لاتمثل العام والعمومي , فئات استوطنت في سوريا مرحليا وهمها الوحيد كان الوصول الى الوطن النهائي عن طريق تشكيلة من الهذيانات كهذيان الدولة الاسلامية التي لاتعرف حدودا أوشعوبا  معينة انما    أمة  دينية  هلامية ,  أو تشكيلة الدولة العربية التي لاتعرف مكونا الا مكون الدين المرضي ومكون اللغة ,وكلاهما أصبح في عداد المستحاثات , ألأقرب الى الواقع كان بلاد الشام ,وحتى ذلك لم يكن قابلا لأن يتحول الى واقع ,فبلاد الشام تتضمن فلسطين التي تحولت الى اسرائيل ,وهل   هناك أي   أمل بقرار دولي يرمي اسرائيل في البحر ؟؟؟
لم تجد سوريا اللقيطة الا التعرض لمحاولات نجحت في تكريس مايسمى “غير طبيعي” والضربة القاضية أتت من النظام البعثي, فالبعث الذي استلم السلطة وسلمها الى الأسدية ألغى كل امكانية للاعتراف  بمن  هم    ليسوا  عربا  , تصرف   البعث  هنا كما يتصرف   الاخونج , الذي  يريد  المسلم مواطنا مهيمنا ومن الدرجة الأولى ,وعلى غير المسلم أن يكون ضيفا يقتات من مكرمات الاسلام , البعث  حول  الجيش   الى  بعثي والوظيفة للبعثي والفساد بعثي واختراق القانون للبعثي والمادة الثامنة لدسترة كل ذلك ,ولما تعارض كل ذلك مع رغبات أكثرية الناس حولهم البعث الى خونة وبدأ بممارسة اصطيادهم وزجهم في السجون وقتلهم  , كلما ازدادت غربة البعث عن الناس ازدادالبعث ضراوة ضد الناس , الى أن تحول البعث مع الأسدية الى نوع من الاستعمار االداخلي المكروه والممقوت  والمرفوض  .
  عرقل العروبيون  والاخونجية    إمكانية التفكير   بهوية غير عربية   – محمدية  لسوريا,  وعجزوا عن  تقديم   مشروعا حضاريا  يخص  الديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان   ثم   التقدم  والنهوض  بالبلاد , ثم  انكروا  شرعية  دولة  الكيان السوري   أي  مشروع   الدولة السورية  ,  لأن  الدولة   السورية   لقيطة   ثم  انها  ابنة    عهر  سايكس -بيكو , اعتبرت عدة   ديكتاتوريات   جمهورية نفسها   مرحلية   او   مؤقتة  , ولم  تكن  إلا جسرا للعبور إلى الدولة العربية   الموحدة أو  الى    دولة   الأمة  المحمدية  العابرة   للحدود   القطرية  ,   التي على  “الأقطار  ”  مثل   سوريا والعراق  وليبيا   وغيرها   أن  تنتظم   بها  ,لم  تكن   الدولة     السورية الحالية    بالنسبة  للقوميين   العرب    وبالنسبة   للأممين   المحمديين  نهائية   انما  مرحلية  , كل ذلك    قاد  إلى  عدم  استقرار   وقلق  بخصوص   الصيغة  النهائية  للدولة      , الكيان   المرحلي  ليس  دولة  نهائية, ولا  تشجع    صيغة ” المرحلية ” على العمل   الجاد   من   أجل    دولة  “مؤقتة  ” كمستعرة   عروبية    أو  اخونجية ,الكيانات   الديكتاتورية   الجمهورية    التي  تواجدت   في   حالة  الصيغة ” المؤقتة “بانتظار   الصيغة  النهائية  كسوريا    والعراق وليبيا    حتى   مصر  ايضا  فشلت   فشلا    كارثيا ,  بعكس  الديكتاتوريات  الملكية   ,  التي كانت   اصلا دولا  نهائية  كالسعودية , والتي  استقرت ولم  تفكر عمليا  بالوحدة  العربية  او  دولة  الأمة  المحمدية   العابرة للحدود , نجحت    بشكل  أفضل  من  الديكتاتوريات   الجمهورية ,   العكس  من   ذلك  كان  منتظرا!!!! ,  لا   علاقة   لتلك  التطورات   بالبترول ,  فليبيا  والعراق كانوا  ديكتاتوريات  جمهورية    بترولية,  عموما  لم  ينتج عن  سياسات  العروبيين  والاخونجية   سوى   الفشل  الكارثي  !!
