سيريانو , ممدوح بيطار :
في دفاتر الماضي القريب تعرفنا على وصفة أسدية لعلاج مشكلة فقدان الأولاد قتلا , نتذكر ماقاله ابن خالة الرئيس الجنرال عاطف نجيب عندما قدم اليه وجوه درعا شاكين التنكيل والقتل الذي لحق بأطفالهم, ففي هذه الحالة الحرجة انفقعت قريحة السيد الجنرال بنصيحة للوجهاء ,انه من الضروري نسيان الأطفال القتلى ,والمباشرة بتحبيل النساء لكي ينجبوا اطفالا جدد , ومن لايستطيع القيام بتحبيل زوجته لاصابته مثلا بالعنانة الجنسية أو غير ذلك , فيمكنه ارسال زوجته الى الجنرال عاطف نجيب , حيث يقوم الجنرال أو من ينوب عنه بتحبيل المرأة , هذا على الأقل واجب من واجبات الدولة الحريصة على استمرار نمو شعبها !
الخدمات التي قدمها الجنرال الحريص على استمرار النسل الدرعاوي السوري كانت لافتة للانتباه , وهي أصلا استمرار للتراث العتيد ,فالجنرال خبير بالنكاح كخبرة الرشيد رضي الله عنه وأرضاه , محظوظة من فض الجنرال بكارتها , شرف رفيع لها ولفتة لاتنسي من حضرة الجنرال,اضافة الى ذلك يجب أولا شكر الجنرال لتقديمه هذه الخدمة النكاحية , وثانيا ستكون درعا سعيدة بذلك التلقيح من قبل سلالة مميزة , هي سلالة الأسد وأقربائه ,فهؤلاء الأطفال سيكونون حتما من عظماء التاريخ!
كلمة موجزة عن الرتب العسكرية, عاطف نجيب كان جنرال من رتبة مونتغمري وايزنهاور, والدكتور بشار الأسد كان فريق , ولمن لايعرف معنى الرتب العسكرية نقول له على أن رتبة الفريق تعادل رتبة المارشال , بعد انتحار المارشال رومل ووفاة المارشلات السوفييت لم يبق ,على الأقل في العالم الغربي , حسب معلوماتنا المتواضعة ,أي مارشال آخر وعددهم في روسيا تدنى الى الصفر, لذا فان مرشلة الدكتور بشار الأسد كانت تعويضا عن خسارة العالم لكل مارشلاته , والأسد جدير بصولجان المارشالية , انه ذو خبرة كبيرة , وقد تعلم فنون الحرب في حمص بابا عمرو , خاض ويخوض غمار حرب كونية ضد نصف الكرة الأرضية ومعهم الانس والجن , انتصر على ١٠٠ دولة بما فيهم كل الدول الكبرى , كما أخبرنا مرارا خالد العبود , وأكد ذلك كل من شريف شحادة وطالب ابراهيم وأحمد الحاج علي , اضافة الى بسام أبو عبدالله, لكنه هرب في ليلية ليلاء محملا بالمليارات الى عاصمة الصقيع موسكوا ليعيش ممنوعا عن ممارسة اي نشاط سياسي في كنف رجل المخابرات السوفييتية (KGB) الرفيق بوتين , وما هي اهمية السياسة عند وجود المليارات ,
لقد خرجنا عن موضوع الوصفات الضرورية في حال فقدان الأولاد في مواخير الاعتقال أو تحت الأنقاض أو بسبب البراميل أو في سياق ملاحقة فلول العصابات , لذا يجب العودة الى الموضوع , لأن الرئاسة السورية تطرقت الى الحلول الممكنة في هذه الحالة , ومن أهم الحلول الممكنة في حالات فقدان الأولاد بأي شكل من الأشكال , هو مانصحت به القيادة الحكيمة على لسان فخامة رئيس الجمهورية , وقد تفضل سيادة الرئيس باعطاء هذه النصيحة أو التوجيه الى وفد من ابناء الطائفة المسيحية عندما ابدى هذا الوفد تذمره من كثرة الشهداء المسيحيين في الجيش النظامي, بسبب وضعهم على الحواجز بكثرة في مواجهة الموت الحتمي , جواب الرئيس الواضح والصريح كان :
روحوا تكاثروا!!!. أي روحوا تناكحوا…
نصيحة الرئيس لم تكن مرفوقة بالعرض النبيل الاضافي الذي قدمه ابن خالته الجنرال عاطف نجيب الى وجهاء درعا , ولا نعرف السبب الأكيد لعدم تقديم الرئيس لعرض المناكحة بالوكالة , يجب تفهم وضع السيد الرئيس في هذه الحالة وانشغاله في الحرب الكونية , كما أنه يجب أن لايخفى على أحد موضوع المقام , الحياة مقامات , ولكل مقام مقال , واللبيب من الاشارة يفهم .
لقد تطرق الوفد في هذه المناسبة الى البيوت التي تهدمت في الحميدية بحمص وبستان الديوان ,والتي سويت بالأرض تحت قنابل الطائرات والمدفعية , وهنا قال الرئيس ناصحا :
انسوا بيوتكم !
نصيحة واضحة وصريحة , فمن أجل الوطن يجب على المواطن نسيان كل شيئ حتى الوطن , البيت والولد , هذه هي المواطنة التي يجب على المواطن السوري الالتزام بها وممارستها .
خرج الوفد بعد المقابلة ليس مسرورا اي مبعوصا , كما عبر عن ذلك أحد المطارنة الأجلاء , راجيا عدم ذكر اسمه الصريح خوفا من الفلق آنذاك , والسؤال هو التالي : لماذا لم ينسر ولم يفرح الوفد , وقد قدم الرئيس له كل نصيحة ممتازة وكل مساعدة ممكنة ؟ يبدو وكأن شعب المسيح ابن مريم حقيقة ناكرا للجميل, كما يتردد هنا وهناك ؟
