سقوط المثقف في مستنقع الطائفية …..

سمير  صادق  , سيريانو :

 كل شيئ  في هذه اليلاد طائفي , حتى المثقف العلماني أوالشيوعي أو اليساري   عاد الى انتمائه وقواعده  الدينية   الطائفية , وهذا الأمر نجده عند كل الطوائف  , فالسني  المتحرر أصبح سني ورع  وأحيانا أصولي , واقترب من الاخوان , العلوي اليساري  عاد الى علويته واخوانه , وشأن  مابقي   من   فئات    لايختلف عن شأن السني والعلوي أو الشيعي .

المثقف العلوي , الذي ابتعد  في   الماضي   القريب بآفاقه الفكرية عن الحدود الطائفية  الضيقة , اقترب منها مجددا ,ارتكاسيا ولأسباب تتعلق  غالبا  بعنصر الخوف , الذي أصبح المرشد لكل منهجية أو مسلكية  مستقبلية , مستقبل مرعب   للعلوي الذي جرى  قتله على الهوية   , كما أنه مرعب للسني , الذي  قتل   على   الهوية   ايضا   , ومرعب للمسيحي , الذي رأى ماحل ويحل  بمسيحيي العراق ومصر   وغيرهم من الدول العربية, لذا    ضب   حقائبه   وهاجر   ,  لم  يريد     البقاء    في  غابة  الوحوش   المفترسة . 

ماذا يفعل المثقف العلوي  العائد الى قواعد طائفته ؟؟مشكلته مشكلة ! لايستطيع أن يصبح   اخونجي  , ولا يستطيع الانخراط في سلك السلطة , لذا  يصبح اخوان علويين,سار  هذا  المثقف  على سكتين , السكة الأولى كانت  سكة نقد وانتقاد النظام أو السلطة    وبمرارة , وتحميلها مسؤولية التردي الذي   أصاب  الوطن , ولا يقصر اطلاقا في اتهامها بممارسة القتل والتعذيب والسجن والاقصاء  وغير ذلك من اتهامات محقة .

أما السكة الأخرى  فهي قديمة-جديدة ..مربكة  والسير عليها محير وصعب أحيانا , من يسير على هذه السكة  يمارس الاعجاب والتقدير لشخصيات النظام , كالقول مثلا , على أن   الرئيس الأسدي   الأول   كان فذا وعبقريا , الا أن نتائج سياساته , التي نراها آنيا كانت  كارثية , والصعوبة تكمن في التوفيق بين عبقرية الفاعل  , وبين كارثية النتيجة   , فكيف يمكن أن يكون الفاعل عبقريا  , والنتيجة  كارثية !,

يمكن استنتاج مايلي , ازالة الخوف  عند المثقف العلوي لم   يتم  بالضمانات الكلامية , انما بضمانات عملية فعلية  , وأحد هذه الضمانات كانت   بقاء الرئيس,أما  النظام فيمكنه الرحيل !!,الفاعل “العبقري” يبقى , والمفعول الكارثي يلغى ,اي  اسقاط السلطة , والابقاء   على الرئيس ,  شخصيا نجد   بعض   المنطق   في   هذا   الموقف,عندما   لاتكفي  الضمانات الشفهية    يجب أن تقديم    ضمانات   وظيفية ,أي  مرتبطة “بوظيفة”  أو مركز أو موقع , وموقع الرئيس كمحامي وحامي ليس بالأمر النظري , فالرئيس يرأس الجيش أيضا , وعلى الرئيس أن يبقى حياديا  وحاميا لكل أقلية  أو أكثرية , ومستندا على جيش   حيادي وحامي لكل أقلية أو أكثرية ,  وبعد   فترة انتقالية يتمكن الوطن  من تطوير مفهوم  الأكثرية -الأقلية من اطارهه المذهبي , الى اطاره السياسي , الذي يغير انتماء المواطن  من المذهب الديني , الى القناعة السياسية .

ولكي يتم ذلك  يجب رفع الرئيس ومقامه والترويج له كشخص قادر مقتدر , وفي نفس الوقت , يجب تهميش  كل معارض له , وكل شخصية بامكانها أن تتبؤ مركزه ..ومن هؤلاء الأشخاص  على سبيل المثال , حسن عبد العظيم ..منهم أيضا  هيثم المالح   وغيرهم  , تميزت تلك   المنهجية ايضا  بالنيل المزدوج  من النظام  ومن المعارضة  ,حيث توصف  المعارضة الميدانية (العنف) بالتوحش , والمعارضة المدنية  بعدم المقدرة والتشتت , والنظام بعدم الصلاحية  , والمقتدر الوحيد هو الرئيس  , وعلى  النظام السلام !!.

مارست   مواقع   علوية    مثل  “فينيكس”  البذاءة   بامتياز ,مثل    الهجوم   على   المرحومة   مي    سكاف بسبب     طلاقها مرتين    , أو هيثم المالح , الذي  تشفى منه    الموقع بطريقة  فجة جدا,فمن نواقصه  مثلا  كان   تأسيسس  الجمعية السورية لحقوق الانسان  وحصوله على العديد من أوسمة التقدير  من جهات أجنبية , وبنفس النمط   ثم   التعامل مع سهير الأتاسي  ,ورزان زيتونة  أو حتى مع  كل الناشطات  المثقفات ال 39   من الذين تظاهروا في حي الميدان  , ولكل من  المذكورين كانت   هناك   طريقة   خاصة   في   التشهير  ,  الذي   توجه   عند   النساء   الى   منطقة  ما   تحت   الزنار.  

ليس   في   احداث   آذار  من   العام   الحالي   شيئا   جديدا  ,    لقد   تعرفنا   في   الأدبيات   الطائفية قبل    سنوات على   أسئلة   مثل “لماذا لا نحمل السلاح وندافع عن أنفسنا باعتبار أن المستهدف هو الطائفة العلويّة وليس النظام كما بينت أحداث ودلت الوقائع منذ اليوم الأول؟”,  اذن   الشعور بالحاجة   الى   السلاح   كان     متوفرا  ,كما   أن   الخلفية   الفكرية   لتبرير   استخدام   السلاح   كانت   متواجدة   بشدة  , أهداف   التعامل   بالسلاح  مع   الآخر  كانت طائفية   وليست   سياسية  ونريد أيضا القول ,ان مآرب الثوارلم  تكن  سياسية   انما طائفية   ,  وبذلك  فقدت  ثورة   ٢٠١١   وجودها بموتها  ,   ومن  اغتالها   واستمر    بتسمية   نفسه   ثائرا   لم   يستحق   هذا   الاسم  , ولايستحق   سوى   الرفض.

ما  نعيشه   الآن هو   استمرارا   لما   حدث   في    سوريا   بعد    عام ٢٠١٢  ,والذي   يمكن  توصيفه  بمفردة       “توحش” , والتوحش   انتقل   من  الأسدية   الى  الجولانية  والضحايا   انتقلوا   من   السنية   الى   العلوية   بشكل   رئيسي   ,  لذا   لاجديد    في   سوريا   سوى   اسم   الوحوش وانتمائهم الفئوي   داخل   نفس    الدين   ,  ثم  أن الحالة   السورية   الآن   ليست   سوى    استمرارا   لكربلاء  وصفين   وغيرهم   من   الحروب ,  التي   مورست   بها   ابشع   اشكال   التوحش ,  يبدو  وكأن   التوحش  من   الصفات  الأصيلة  العصية   على   الأنسنة       في   خير  أمة  !  

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *