ليندا ابراهيم:
تبدأ القصة من نظرة مجتمعاتنا الإسلامية الذكورية بتحقير المرأة….
فالمرأة، في نظر الذكر الهمجي المتخلف، ليست إنساناً كامل الأهلية، إنما أداة للذة الجنسية ووسيلة غواية ومصنع لإنجاب الأطفال وطباخة وخادمة بيت وجارية…..
الذكر في المجتمع الهمجي المتدين يحتقر المراة بقدر مايشتهيها……….
وهو يعتبر الجنس فعل إذلال للمرأة بدليل أنه يستعمل لفظ النكاح كتعبير عن إذلاله لخصومه الرجال، عندما يشتمهم و يسبهم…
فالذكورية في ذهنه قمة الفخر……
أما الأنوثة فهي عار ومهانة……….
و شعاره المزدوج الذي يؤمن به هو :
المرأة عورة و ناقصة عقل ودين، و تبطل الصلاة كالحمار و الكلب الاسود، و من اكثر اهل النار………
لكن عندما تناقشه فشعاره، و حكمته في الحياة تتحول بقدرة قادر إلى جملة : الجنة تحت قدميها ورفقاً بالقوارير ….
في المجتمع الهمجي المتخلف لا يستمتع الناس إلا في إطار اللذة الحسية، بعيداً عن الأكل والشرب والجنس والحياة المترفة حيث يعجز عقله الهمجي المتخلف عن تصور السعادة خارج ذلك الإطار……..
لذلك ترى أثريائهم يتلذذون بأنواع الطعام الشهي ويتباهون بقصورهم وسياراتهم الحديثة الفارهة والمجوهرات الثمينة التي ترتديها – زوجاتهم العديدات – لكنهم لايقرأون الأدب ولا يزورون المسارح ولا يشاهدون البالية أو الأوبرا، وهم لا يفهمون كيف يدفع شخص مت مبلغاً كبيراً ليشتري لوحة من الفن التشكيلي أو يقضي السهرة في حفل للموسيقا الكلاسيكبة، و مشاهدة مسرح و أوبرا، أو متابعة الأفلام والمسلسلات الناجحة الهادفة ……….
إن المجتمعات الهمجية المتخلفة كما القبائل البدائية تقرع الطبول تعبيراً عن الفرح لانه لا يمكن أن يفرح بدون إحداث الضوضاء…….
كل مناسباته السعيدة مثل الأفراح والطهور و الأعراس وافتتاح المحلات التجارية لابد أن تصدر عنها ضجة كبرى،
بل حتى الحزن و المواساة لا تخلوا من الضجيج و التظاهر أمام العامة….
وهو لا ينزعج من الضوضاء بل العكس تماماً إذا ساد الهدوء يحس بوحشة……
الإنسان في المجتمع الهمجي المتخلف لديه ولع بالعقوبات البدنية وهو يطالب عادة بإعدام المذنبين في ميدان عام أو قطع أيديهم و ارجلهم من خلاف…..
كما أنه يعتبر استعمال العنف مع الخصوم رجولة وشجاعة ويعتبر الشخص البذيء ناجحاّ وماهراً في دحر خصومه بالشتائم والإهانات……..
في المجتمع الهمجي المتخلف توجد فقط حقيقة واحدة معتمدة :
– { دينياً } يفرضها رجل الدين ……. و يعتبر كل من لا يؤمن مثله بتلك الحقيقة كافراً بدينه….
– { سياسياً } يفرضها الحاكم ……. و يعتبر كل من لا يؤمن مثله بتلك الحقيقة خائناً لوطنه….
ويمارس ضد مخالفيه أسوأ أنواع القمع الذي يبدأ من الاتهامات الباطلة وتشويه السمعة قد تصل إلى حد الاغتيال……
في المجتمع الهمجي المتخلف لا يطبق القانون على الجميع فشخصية المتهم ومركزه الإجتماعي وحجم ثروته وعلاقته بالسلطة، تكون كلها عوامل مؤثرة في تنفيذ القانون أو تعطيله، و ليس أداة لتحقيق العدل وإنما هو سلاح في يد السلطة، تستعمله للتنكيل بخصومها وتعطله ليفلت أنصارها من العقاب……..
هذا الاستعمال الانتقائي للقانون سرعان ما ينتقل من السلطة إلى الناس فتتعطل عندهم المعايير الموضوعية وتشيع بينهم المحسوبية والوساطة والرشوة باعتبارها تصرفات عادية ومقبولة………
يعيش المجتمع الهمجي المتخلف في حالة دائمة من الشحن العاطفي تمارسه وسائل الإعلام والطبقات الحاكمة، مما يدفع بالجماهير إلى تمجيد مبالغ فيه للحاكم و تأليهه و تبجيل رجل الدين و استعداء الناس ضد المعارضين السياسيين باعتبارهم خونة وعملاء للوطن، و كفار و ملاحدة بالدين …..
أو اشاعة كراهية الأجانب باعتبارهم جميعا جواسيس، بعثهم الغرب الكافر ليتأمر على ديننا الحنيف المتسامح …..
هذا الشحن العاطفي للجماهير يحجب عنها رؤية الواقع ويعطل قدرتها على التفكير وتقييَٓم الأحداث و النظر بواقعية و موضوعية ……..
يقول المفكر و الباحث الأمازيغي الرائع أحمد عصيد:
عندما يصبح الدين مشروعاً سياساً فإنه يتجرد من الأخلاق
أن شعباً يحكمه الاموات لا يمكن أن يعرف معنى الحرية