ممدوح بيطار, نبيهة حنا :
البعض يعجب من غرق الشعب السوري حاليا من الممارسات الطائفية , معتبرا ان الطائفية أمر حديث , متجاهلا تاريخ الطائفية الممتد حوالي 1400 سنة الى الوراء,الطائفية المزمنة لاتزال تنهش جسد هذا الشعب منذ ذاك الوقت , لاعلاقة للطائفية نشأة بالمد الأصولي الأخير , اذ أن محاولات التمدد والطغيان الأصولية الطائفية لم تتوقف منذ 1400 عام ,حيث عرف هذا التمدد الكثير من فترات الانحسار ,والكثير من فترات الانتشار .واليوم نحن بصدد فترة من فترات الانشار .
الطائفية هي خاصة ملازمة لكل طائفة , لاتوجد طائفة ليست طائفية , والدين هو مصدر الطوائف , وبالتالي منبع الطائفية , ولا يمكن حصر الطائفية بطائفة معينة , الكل طائفي , وتحتلف التظاهرات الطائفية من طائفة لأخرى , وذلك حسب بنية الطائفة , البروستانت أقل تظاهرات طائفية من الكاتوليك ,والشيعي أقل تظاهرات طائفية من السني , الأمر ليس شخصي , وانما متعلق ببنية العقيدة . البرستانت أكثر انفتاحا من الكاتوليك وأقل تقييدا للفرد ..كذلك الحال بين الشيعة والسنة .
الطائفية , التي هي ممارسة قسرية يفرضها الانتماء الديني , تقود الى فئوية , والفئوية تقود الى اصطدام وتشنج ثم الى اقتتال واندثار , ولا يمكن لطائفة أن تقاتل لوحدها , انما يلزمها قرين وزميل يشاركها الصراع في ساحة الوغى , ومن الصعب القول , ان السنة اختصوا بالقتال دون غيرهم ..تاريخيا !!, الكل كان شريكا في الاقتتال الطائفي المخجل .
لم تلتزم أي طائفة تاريخيا بأي قاعدة أخلاقية في ممارستها للاقتتال الطائفي , ولم تنردع أي طائفة عن استخدام ماتيسر لها من امكانيات لقهر الطائفة الأخرى لاملائكة, انما شياطين .والأمثلة على ذلك كثيرة ..من لبنان الى العراق الى اليمن ..الخ .
من يريد مكافحة الطائفية حقا , عليه أن يلغي الانتماء الفئوي الطائفي حتى الديني من وجوده الانساني , والطائفية في سورية ستبقى , لطالما يعتمد الانسان السوري الدين لتعريف انتمائه , ..الانسان السوري هو سوري وليس مسيحي أو علوي أو سني ..الخ , والأمر ينطبق على العنصرية القومية ..الانسان السوري هو سوري , وليس عربي أو كردي أو آشوري ..يلزمنا عشرات السنين بل مئات السنين لنصبح مجتمعا ..اننا الآن جماعات تعيش الى جانب بعضها البعض , وليس مع بعضها البعض ..للأسف