ممدوح بيطار, سمير صادق :

عندما تتقدم هوية الانتماء للدين على الانتماء للوطن , أي يتقدم الانتماء للأمة على الانتماء للدولة , يستقيل الممارس لذلك من المواطنة السورية , فجوهر الدين أممي وجوهر الدولة وطني , الوطن بحاجة الى مواطنين وليس الى مؤمنين , والدين بحاجة الى مؤمنين وليس الى مواطنين , لا وطن في الدين , لذلك لامواطنة في الدين .
الدين الحنيف ذو جوهر أممي , ولايجوز لدولة تريد التقدم والازدهار أن تقبل تقدم الانتماء الأممي على الانتماء الوطني للدولة , بالنسبة للدولة أي الوطن يعتبر الانتماء الديني ثانوي , ومن مرتبة وجوهر مختلفة عن مرتبة الانتماء للوطن ومن جوهر مختلف تماما , الدين الحنيف هو أحد الأديان في الوطن , سوريا ليست أحد الأوطان في الدين ,بمعنى الوطن هو سوريا وليس الدين .
الدين الحنيف ذو جوهر أممي , ولايجوز لدولة تريد التقدم والازدهار أن تقبل تقدم الانتماء الأممي على الانتماء الوطني للدولة , بالنسبة للدولة أي الوطن يعتبر الانتماء الديني ثانوي , ومن مرتبة وجوهر مختلفة عن مرتبة الانتماء للوطن ومن جوهر مختلف تماما , الدين الحنيف هو أحد الأديان في الوطن , سوريا ليست أحد الأوطان في الدين ,بمعنى الوطن هو سوريا وليس الدين .
من يتقبل سوريا كوطن , عليه تقبل شروط المواطنة وعليه ممارستها , وممارسة المواطنة لاتساوي بين الدين والدولة , ممارسة المواطنة شيئ والتدين والدين شيئا آخر, ولا يجوز الخلط بينهما ,المطلوب من السوري على مستوى الوطن أن يكون الوطن دينه المدني , أي على مستوى الوطن لاوجود لانتماء مذهبي غيبي ذو فاعلية سياسية , من ينتمي لدين معيين يمارس شعائره في دار عبادته وفي بيته وليس على الشوارع العامة .
السوري الذي لايتقبل فصل الدين عن الدولة في كيانه الشخصي , سوف لن يتقبل فصل الدين عن الدولة في كيانه الاجتماعي , ولما كان فصل الدين عن الدولة هو الدواء الشافي لمعظم الاشكاليات التي أصابت كل الكيانات العربية , لذلك على السوري أن يبدأ بالفصل على المستوى الشخصي , تكاثر الفصل على المستويات الشخصية يقود تراكميا الى ولادة الفصل على مستوى المجتمع اي الدولة , وان لم يتم ذلك بالتدرج من الشخص الى المجتمع , فسوف لن يتم الفصل الحقيقي , وذللك مهما تكاثرت الفرامانات والمراسيم وتبريرات الاخفاق .
لقد حاولنا بايجاز شديد توضيح بعض معالم المواطنة , وعلاقة المواطنة بالانتماء والهوية , الموضوع يحتاج الى بحث أكثر تفصيلا وعمقا , فمن يريد سوريا المتجددة عليه بالتفكير في وسائل التجديد , قضية الانتماء وأحكامها وشروطها هي أمر حيوي وضروري, خاصة في سياق ضرورة تحديد انتماء جديد بعد فشل الانتماء العروبي ـ الديني في القرن المنصرم ,سوريا تبحث عن انتماء جديد , كما بحثت في أوائل القرن العشرين عن انتماء جديد وكان الانتماء العروبي , الذي فشل وأفشل الوطن وكان كارثة .