سمير صادق , جورج بنا :
تعرفنا قيل فترة على خبر مفاده اكتشاف 50 رأسا مقطوعا من الايزيديات في جبل سنجار , والفاعل كانت داعش !, ثم خبرا عن اقتلاع ٦٠٠٠ شجرة في باكستان بناء على فتوى مشيخية, فالأشجار كانت شيطانية , لاتتوقف محاضرات المشايخ بخصوص بطولة مرسل الهي لكون مقدرته الجنسية تفوق مقدرة ٣٠ الى ٤٠٠٠ رجل, سلسلة الأحداث الغريبة أو الفضائح لم تتوقف ولا يمكنها ان تتوقف, وما ذكر باختصار شديد ليس الا عينة منها !!!.
في كل الحالات , ومن ضمنها حرق الأحياء والاختطاف وقطع الرؤوس وتزويج الطفلات الخ , ينبري البعض بالسؤال عن التوثيق , وهذا مطلب محق !,ولكن بالرغم من التوثيق النسبي , يوضع من يذكر هذه الحالات في مصنف المتجنين الحاقدين على الدين من الكفرة والمرتدين ,علما أن بعض التوثيق موجود في المراجع مثل الطبري وابن كثير وغيرهم من مؤرخي التراث , اذ أنه من النادر وجود شهود عيان بخصوص كل حادثة , خاصة تلك الحوادث التي يبلغ عمرها عشرات القرون !.
المهم حاليا هو داعش والسؤال , هل من الممكن أن تقوم داعش بأفعال من هذا النوع ؟؟؟؟ , الجواب نعم وألف نعم,لقد قامت داعش بأكثر مما نسب اليها,داعش ذبحت وبترت الرؤوس وحرقت الأحياء وباعت السبايا الخ , ولداعش حلفية فكرية عقائدية يتبناها دين داعش والتراث الذي تعتمده وتعتبره مقدسا وجديرا بالاحترام والاقتداء به .
يقترن السؤال عن التوثيق بالجزم حول أصل داعش وكيف نشأت وكيف صنعت , يجزم البعض بأن داعش كانت صنيعة المخابرات الغربية , أو أي جهة أخرى باستثناء الدين وتراثه , وذلك بالرغم من كون الداعشية متجذرة فكريا في نفوس الناس منذ 1400 سنة , ولا لزوم لأن يكون اسمها داعش طوال ذلك الوقت , فما فعله خالد ابن الوليد وعقبة بن نافع وصلاح الدين الأيوبي والخلفاء الراشدين وغير الراشدين وغيرهم ليس الا نسخة عن أفعال داعش , أو الأصح القول ان داعش نسخة عنهم ,هناك الى جانب داعش اكثر من ٦٥ منظومة من حجم داعش ثم الأصغر وحتى الأكبر , والعقيدة الدينية كانت الخلفية الفكرية لكل تلك المجموعات مثل بوكو حرام ومثل حزب الله ثم الطليعة والأصولية والاخونج وغيرهم , هل كانت كل تلك المنظومات من صنع المخابرات؟ , المراجع القديمة مثل الطبري وغيره ذكرت بالتفصيل احداثا من النوع الذي تم ذكره !.
للاصرار على تبرئة الخلفية الفكرية الدينية من داعش وأشباه داعش عدة أسباب , منها ما له علاقة بمحاولة حماية الدين المنتج لداعش وبالتالي حماية التناسل الداعشي ,ثم أن الذين يتنكرون لداعش اليوم كانوا أصلا من صفق لها في النصف الأول من حياتها بعد عام ٢٠١٤ , ثم هل من الممكن القول أنه ليس لحزب الله علاقة مع الدين , وهل أتت فكرة ولاية الفقيه من ماركس وانغلز ولينين ؟ , أو أنها فكرة ومفهوم ديني من صنع ابن عبد الله , وهل هناك فرقا جوهريا بين داعش وحزب الله , او بين ولاية الفقيه وبين الخلاقة أو بين علي وعثمان وغيرهم .
للاصرار على تبرئة الخلفية الفكرية الدينية من داعش وأشباه داعش عدة أسباب , منها ما له علاقة بمحاولة حماية الدين المنتج لداعش وبالتالي حماية التناسل الداعشي ,ثم أن الذين يتنكرون لداعش اليوم كانوا أصلا من صفق لها في النصف الأول من حياتها بعد عام ٢٠١٤ , ثم هل من الممكن القول أنه ليس لحزب الله علاقة مع الدين , وهل أتت فكرة ولاية الفقيه من ماركس وانغلز ولينين ؟ , أو أنها فكرة ومفهوم ديني من صنع ابن عبد الله , وهل هناك فرقا جوهريا بين داعش وحزب الله , او بين ولاية الفقيه وبين الخلاقة أو بين علي وعثمان وغيرهم .
تكمن في محاولة ربط داعش بالمخابرات لاشعوريا طمأنة قوم داعش بأن داعش باقية , لأن وجود داعش مرتبط بوجود المخابرات , ووجود المخابرات مرتبط بوجود أمريكا , ومن يريد القضاء على داعش عليه القضاء على المخابرات , لذلك على من يرفض داعش احتلال أمريكا , لذا هيا لاحتلال أمريكا وغير أمريكا من الدول التي ساهمت مخابراتها في ولادة داعش !!!.
كان التنكر والتنصل من داعش لفظي , اذ أن المتنصولون من داعش صنيعة المخابرات الغربية لم يشاركوا في الحرب على داعش , بينما لم يتوقفوا لحظة عن محاربة المخابرات الغربية على طريقتهم المعهودة بالشتم والسباب ,الغرب قضى على داعش الحالية , ولم يكن للمتنصلين من داعش أي دور في محاربة داعش , أولئك الذين يبرئون داعش من الدين او الدين من داعش , لايقومون بأي عمل ضد داعش باستثناء الكلام الرخيص , لابل يعتبرون داعش “ثورة”صفقوا لانتصاراتها العسكرية , واعتبروا أجزاء البلاد التي وقعت تحت سيطرة داعش أجزاء محررة , ثم يتهمون الغير بمناصرة ألأسدية وخيانة الثورة المجيدة لتقصيرهم في دعم قطاع الطرق من مايسمى ثوار , لحد الآن لانعرف كيف يمكن للاخونجي أن يكون ” ثائرا ” ,؟ولكنا نعرف شكل المستقبل الذي ننتظره في حال انتصار هؤلاء ” الثوار ” عسكريا .
كان التنكر والتنصل من داعش لفظي , اذ أن المتنصولون من داعش صنيعة المخابرات الغربية لم يشاركوا في الحرب على داعش , بينما لم يتوقفوا لحظة عن محاربة المخابرات الغربية على طريقتهم المعهودة بالشتم والسباب ,الغرب قضى على داعش الحالية , ولم يكن للمتنصلين من داعش أي دور في محاربة داعش , أولئك الذين يبرئون داعش من الدين او الدين من داعش , لايقومون بأي عمل ضد داعش باستثناء الكلام الرخيص , لابل يعتبرون داعش “ثورة”صفقوا لانتصاراتها العسكرية , واعتبروا أجزاء البلاد التي وقعت تحت سيطرة داعش أجزاء محررة , ثم يتهمون الغير بمناصرة ألأسدية وخيانة الثورة المجيدة لتقصيرهم في دعم قطاع الطرق من مايسمى ثوار , لحد الآن لانعرف كيف يمكن للاخونجي أن يكون ” ثائرا ” ,؟ولكنا نعرف شكل المستقبل الذي ننتظره في حال انتصار هؤلاء ” الثوار ” عسكريا .
تمثل مقولة “هذا ليس من الدين بشيئ ” تشويها لعقول البشر وأهدافهم بخصوص حياة كريمة , ليس هدف البشرية تبرئة أو ادانة الدين , انما الوقاية من الارهاب والفقر والتأخر , يمثل الاكتفاء بترديد هذه المقولة تبرئة للفكر والتراث الديني , الذي تناسل وانجب داعش والعديد من المنظومات المشابهة , فتبرئة الدين هو عمل ضدي لاتهام الدين , هنا تتحول التبرئة الى نوع من المركزية في هذه القضية, المهم تبرئة الدين , وماذا عن داعش ؟؟؟ انه أمر ثانوي مقارنة مع التبرئة .
يبدو وكأن الأمر بمجمله نفاق وتنافق ,لذلك من المنطقي ان تكون نتائج ممارسة التنافق منافقة أيضا , من أشكال التنافق على الذات كانت تلك الطمأنينة بحلول الرغد والسلام بذهاب داعش الحالية ,الظن بأن الرحيل سيكون نهائي بمجرد الانتصار العسكري على داعش الحالية خاطئ , لأنه ان لم تتغير الظروف التي قادت الى استيقاظ داعش النائمة منذ قرون ,والتي استيقظت في الماضي عدة مرات , ستبقى داعش مبدئيا ,ولا فائدة من تغيير اسمها الى فاحش أو جاحش أوطائش , تخدير داعش وتنييمها لايعني موتها ,فيقظتها يوما ما قد تتمظهر بشكل أكثر دعشنة من داعش الحالية , يوما ما ستستيقظ داعش وهذا الأمر ليس أقل من حتمي , فداعش هي جزء من كينونة الواقع , عدم تغيير الظروف أي الواقع هو أمر يفرض استمراريتها بالشكل الكامن دائما والشكل المستيقظ أحيانا , اعتبار داعش أمرا غريبا عن المنطقة , أمر جاء به فلان مثلا الأمريكان أو المؤامرة أوغيرهم الخ , كنوع من استيراد بضاعة من ماركة “بذور داعش” ثم زرعها في هذه البلاد , يمثل تجاهلا غبيا للبيئة الثقافية والاجتماعية السياسية لواقع هذه المنطقة الخصبة جدا لانتاج داعش والدواعش وأمثالهم, والقول بأن داعش عبارة تسلل المرض الجهادي من ستة جهات الكون الى المنطقة هو محاولة ساذجة لتبرئة الذات والمجتمعات من داعش وأعمالها وتفننها في ممارسة الانحطاط ,القول بأن داعش ليست من الدين بشيئ , يذكرنا بحديث جئتكم بالذبح الخ , هنا يجب القول عندئذ بأن صاحب انذار “جئتكم بالذبح !!! لايمثل الدين , وما تحدث به ليس من الدين بشئ !.
كانت ولا تزال داعش وجها من وجوهنا الثقافية والتراثية والاجتماعية , فداعش ليست ابنة الجارية , انما ابنة السيدة ,وحتى ابنة السيدة بأصالة , وليس من المبالغة القول بأن داعش أكثر صدقا وانسجاما وانتسابا الى ثقافة المنطقة كما نعيشها , فمجازر داعش انحطاط ,والانحطاط هوالقاسم المشترك لكل الطحالب التي تعيش في مستنقع المنطقة الآسن منذ عشرات القرون ,