جورج. بنا , سيريانو سيريانو:
قال القصيبي العرب امة صوتية , ولكن النظم الحاكمة في كل الدول العربية ليست صوتية فحسب , انما سوطية ايضا, وبذلك ديكتاتورية تقتل وتعذب الناس حديثا منذ قرن من الزمن, وقبل هذا القرن كان هناك السلطان العثماني وقبله الخليفة الحجازي , الذين حكموا الشعوب بالسوط والحديد والنار ايضا , أي أن الأمر لم يتغير في القرن الأخير بشكل كبير , الرؤساء والملوك كالسلاطين والخلفاء!.
الأمة صوتية تتكلم اللغة الخشبية , انها امة حلمية أيضا , يهيئ لها انها منتصرة دائما , أي هذيانية!! , تذكرنا الهذيان في هذا اليوم , بعد أن تعرفنا على تصفية المجرم الارهابي السنوار,دقائق بعد اعلان مقتل السنوار تحدث العديد من الاعلاميون العرب ,وادعى بعضهم انه بمقتله لا اسرائيل انتصرت ولا حماس انهزمت , البعض الآخر ادعى أن السنوار انتصر نصرا الهيا باستشهاده , لأنه انتصر ليس متخفيا في النفق , اي أن عدم التخفي في النفق شجاعة , ولماذا حفرت الأنفاق اذا ؟؟؟
من انكر انتصار اسرائيل اعترف بأن مقتل السنوار سيقود الى اهتزازات عميقة في منظومة حماس , ولربما تصاعد الصراع الداخلي على القيادة , وستجد حماس نفسها أمام تحديات كبيرة , وان ايجاد خليفة للسنوار سيكون صعبا , لكونه يملك خبرات ميدانية وسياسة كبيرة يصعب تعويضها, باختصار يجب القول ان مقتل السنوار مثل نقطة هزيمة كبيرة لحماس .
في الشق الثاني من مقولة لا حماس انهزمت ولا اسرائيل انتصرت , نعجب كيف يمكن انكار انتصار اسرائيل؟, وقد نجحت بشكل ما في تحقيق ارادتها بتصفية السنوار , ليس اسرائيل فحسب انما معظم دول المجتمع العالمي انتصرت على السنوار, الذي اعتبر ارهابيا من الدرجة الأولى واعتبرت منظومة حماس ارهابية بامتياز .
يهدد المنتصرون الهيا بتأزم الوضع العام في الشرق الأوسط بعد مقتل السنوار , لأن حماس سترفع من مستوى عملياتها , وكأنه بامكان حماس رفع مستوى عملياتها , اذ لم يعد هناك حماس ولم يعد هناك غزة , هناك الموت والتدمير ومحو غزة من الوجود , غزة ماتت والميت لايحرك ساكنا , اي أن الميت لايحارب , لقد تم اغتيال من هو أكبر من السنوار بدرجات اي نصر الله ولم نر اي تحرك شعبي معترض على مقتله في كل الدول العربية بما فيهم لبنان , لم نر في المنطقة العربية اي اعتراض شعبي على حادثة مقتل السنوار مثل التظاهرات او الاحتجاجات , محليا وعالميا كان هناك ترحيب بتصفية السنوار!, وسابقا لم تكن هناك تظاهرات واحتجاجات بعد نفق القذافي في المجرور او بعد تعليق صدام حسين على حبل المشنقة او بعد مقتل على عبد الله صالح او بعد تصفية كل قيادات حزب الله من الصف الأول والثاني والثالث ايضا ؟.
اصاب المفكر السعودي القصيمي في توصيف الشعوب العربية بأنهم يمثلون امة صوتية , لا تحزن ولا تعترض على تصفية ما تسمى قيادات , تعاملت مع الشعوب بالسوط وعاملت الشعوب وكأنها قطعان من الحشرات, لذلك لاحرب اقليمية من أجل السنوار ولا اعتراض شعبي على تصفية نصر الله وغيره من الجلادين , هناك فرحة عارمة بتصفيتهم , بعد تصفية نصر الله وزعت الحلويات, وفي غزة سيعم الفرح بتصفية السنوار , سوف لن يوزع الغزاويون حلوى لأن نشاطات السنوار شردتهم وقتلتهم , ومن اين لهم المال من أجل شراء الحلويات وقد أوصل السنوار ١٠٠٪ منهم الى حالة الفقر المدقع , وعشرات الألوف منهم أصبحوا في العراء او من سكان القبور !