الطبيعي التطوري…!

سوريا.. هدنة   كل  مايحصل عليه الشعب  في جمهوريتنا الحبيبة هو هبة ! ليس من الخالق , وانما من الرئاسة, ماعدا الهواء  , فهو من السماء , أما المطر والماء فهو من صنع القيادة  السياسية الحكيمة بالاشتراك مع القيادة الروحية الملهمة  , سابقا   البوطي  ولاحقا  عبد   الستار  ,تأتي  الاصلاحات   بشكل رزما   من    الفرامانات الرئاسية   ,  على   سبيل   المثال فرمان  “الاستسقاء” المدعوم   من    صلوات   البوطي     قدس الله سره , لذا  كان   من   المنتظر    في  تلك   الأيام   أن   تمطر   خيرا وبرا  ,الا   أن    الرحمن الرحيم   كان   غاضبا    في   ذلك   الوقت بسبب    مسرحية” ما ملكت   ايمانكم”,   رغى   الخالق   وأزبد وأوقف    هطول   الأمطار  على    حقول  ابنائه    الأبرار ,  بالرغم   من   كونه غفور   رحم   حتى   مع   الأشرار  الظالمين .

عموما لايستطيع الانسان السوري الا رصد شيئا أساسيا  واحدا  , هو مايسمى “التردي” الشامل  لكل  جوانب   الحياة  ,لم   تمطر   بالرغم    من  حنكة  القيادة   الحكيمة   وبالرغم   من   صلوات   البوطي ,كل   ذلك كان   طبيعي ومنتظر من  اله   جبار لايرضى عن   شرورالأشرار  ,  الذين كما  قال    سبحانه  “لهم من   فوقهم   ظل  من    النار” ,لاشك بحكمة    الارادة   الالهية   ,  التي   لاتسمح  بارتكاب   المعاصي  كعرض   مسرحية   “ما ملكت   ايمانكم “,فالله  الذي    بمهل  ولا   يهمل  زود  عبيده بآيات   بينات   للوقاية   من   المعاصي  مثل آية   الكرسي ,  التي   تمنع   تلاوتها الشيطان   من   الاقتراب  من   المؤمن ,  من  وسائل   الوقاية    يمكن   ذكر آيات   التعوذ والعديد غيرها .  

 يبدو  وكأن   الخالق   لايستجيب لدعاء  المؤمنين,  هنا يمكن    الشك   بحكمة القيادة   السياسية   الروحية في المطالبة    بالأمطار ,  أو   حتى   الشك   بمقدرة   الخالق   على  اسقاط    الأمطار ,  لا   يقتصر  الفشل   على  موضوع   الاستسقاء ,   بل   يشمل   معظم   أو  حتى  كل   جوانب   الحياة ,  فالحياة   عموما   تتقهقر  وتختنق   ,  وتسير   باتجاه    معاكس    للاتجاه     المنسجم   مع   طبيعة   البشرالتطورية  , ولو   أن   البشرية جمعاء   سارت في   الاتجاه   المعاكس   لطبيعة   البشرفي   السعي   الى   التقدم  والتحضر    لانقرضت , والدليل   على   ذلك   كان   مايحدث   محليا من   انقراض    لشعوب   لم   تسير   في   طريق   التقدم  والتطور   ,كبعض     شعوب   هذه   المنطقة التعيسة ,  بينما تنعم    الشعووب  ألأخرى    التطورية بالسعادة  والاستقرار .  

من يستغرب  الحال الذي وصلت اليه هذه  الشعوب    يطرح السؤال   التالي: ماذا يمكن  أن يحدث لهذه الشعوب  ,لو تمكنت  من   أن   تتطور  طبيعيا   ضمن ظروف   طبيعية   من ديموقراطية وحرية  وبدون فساد وسرقات ولصوصية , بدون الشبيحة والذبيحة  وبدون  سماسرة العسكر وبدون المادة الثامنة والمادة   الثالثة  والتوريث  وتفاهات الوحدة والحرية والاشتراكية ,محليا   ماذا   استفاد   الشعب   السوري من    سرقات   رامي   مخلوف   او   القاطرجي   أو السيدة   الأولى وأقربائها من    آل   الأخرس ثم   زوجها   وأقربائه   مثل   رفعت   وجميل وآل   مخلوف  والعديد   من  الأزلام   ,  الذين  أصبحوا من   أصحاب    المليارات   أو   الملاين   على   الأقل , مثل   رستم   غزالة وبهجت   سليمان  وغيره ؟ ,لم   يكن    للعموم   او   للشعب    سوى   الضرر من   تلك   الممارسات   , حيث   أفلست   البلاد  ماديا  , وأفلست   سياسيا وقانونيا ,  هناك   العزلة   السياسية   ,  والقانون   الدولي يلاحقهم   جميعا   من كبيرهم   الى   صغيرهم      ,   ثم  هناك   الحصار   وهناك   قانون   قيصر وهناك    قائمة   الارهاب,  هناك  حتى   ايقاف   المساعدات  الغذائية     ,  التي   تعرضت   الى   السرقة  من  قبل    لصوص  السلطة   ,الذين    طرحوا   مواد المساعدات   في   البقاليات  والدكاكين   لبيعها      للمواطن   بأسعار   لايتمكن   من   دفعها أي   انسان   براتبه   أو  دخله    الشهري .

مستغرب الحال وطارح السؤال يقول :الشعب السوري ذو طاقات بشرية جيدة , والأرض السورية خصبة , ويوجد والحمد لله كل شيئ  من الباذنجان الى الملوخية الى الشعير والبعير ..الخ  ..فما بالكم   لو أضيف الى كل ذلك   جزءا صغيرا من المسروقات التي ذكرت طيه , وما بالكم  لو  لم توجد القيادة الحكيمة , ولو لم  يوجد البوطي والحسون   وعبد    الستار  ! , هل سيكون هناك “تردي” ؟؟ هل سيكون هناك فقر ؟, هل سيكون هناك  حاجة الى هبة من الرئاسة ؟ وهل سيكون  تعويم الخبز ضروري ؟ , وهل سيكون من الضروري لسائق التكسي ان  يشتري البنزين بالقنينة ؟هل   سيكون   هناك   موت   في  السجون   أو   اختفاء   الناس بعد   اختطافهم  ؟ هل ستهبط قيمة  العملة السورية لتصل   الى ١٥٠٠٠  ليرة   لكل   دولار   ؟  وترتفع  أسعار المواد الاستهلاكية الى مئات   الأضعاف ,   هل  ستكون هناك حاجة  للخوف   ؟ وهل كان  قتل العقل السوري  ضرورة  لتطوير الشعب  الى الأفضل  ؟ هل قتل السياسة ضرورة ديموقراطية , هل الفساد نعمة  الهية ؟ هل احتقار القانون  واجب ؟   هل تزوير الانتخابات والاستفتاءات  أمر يقره الوجدان ؟وهل من المعقول  ان يصوت 99,99 % من الشعب السوري  للمرحوم الوالد في ثلاثة دورات وللابن في دورتين  حقيقة  أو تزويرة ؟ هل تمركز سوريا  في آخر قائمة الدول  الفاسدة في العالم  انجاز  قومي رائع  , وهل  عزل سوريا عالميا  أمر  ايجابي بالنسبة للوطن ؟ هل  اتهام السلطة السورية من قبل  المحاكم  الدولية بالاجرام  بحق الانسانية مفخرة ؟ هل  تعيين  مايسمى “مجلس الشعب”   مهزلة ؟  وهل  حصر السلطة من اقصاها الى ادناها بشخص واحد منفعة ؟ هل  تغيير الدستور خلال  دقائق  لكي يتلائم  عمر الوريث  من نصوص الدستور  مهزلة ؟  هل هناك ضرورة  لحوالي العشرين من أجهزة الأمن   ؟  وهل مهمة هذه الأجهزة  التصدي للعدو الخارجي ؟ أو ان مهمتها  قهر  الشعب ؟؟,  هل سيطرت الرئيس وأخيه  وصهره  وأبناء خالاته وأعمامه  على الدولة  ومقدراتها  أمر طبيعي؟ , أو أنه معيق لكل ماهو طبيعي  تطوري  ؟  واذا كان الانشقاق “خيانة ”  فمن هو المسؤول عنها  ؟  المنشق ؟ أو الذي أرغمه على الانشقاق ؟    , هل تحويل الجيش  الى جيش عقائدي بعثي أولا وبعدها الى كتائب  الأسد ليس الا تمهيدا  اللانشقاق  ؟ ألم   يتم    التحذير من كل  تلك   الممارسات كالاستهتار   بالشعب   والكذب   عليه  ,وكيف كان ارتكاس الرئيس الشاب ومن   قبله  والده  على نشاطات  المعارضة  في نصف   القرن   الماضي  ؟؟ هل قطع لسان الشاعر حسن الخير واعدامه في السجن بسبب القائه قصيدة ناقدة كان  الارتكاس الطبيعي  أو  انه الارتكاس المعيق لما  هو طبيعي ؟ هل  القاء عارف دليلة   في السجن لسنين   واجباره على  العيش  مع الجرابيع والفئران  لسنين , وارغامه على اقتسام  الخبز المطرى بالبول معهم  طبيعي؟ , أو انه معيق لكل ماهو طبيعي ؟؟؟ ومثل  دليلة   ينطبق على امثلة  من عشرات الألوف من البشر  , لانريد الاستفاضة أكثر  في  بحث ماهو طبيعي   وما هو معيق للطبيعي التطوري ,نختم  كل ذلك بالدستور الجديد   , ونسأل   ماهو الجديد  في   الدستور الجديد ؟,هل يتم الاعتقال مثلا بناء على قرار القاضي أو المحكمة ؟؟وهل   القضاء  مستقل؟,   هل هناك تعدد حزبي  ؟؟ وهل زالت  هيمنة فروع الحزب  وشعبه  , لاشيئ جديد في    هذه   البلاد  !.   

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *