جورج بنا, ربا منصور :
ماجاء في اخبار اليوم من انباء عن اعفاء السيدة اسماء الأسد من المهمات التي قامت بها مؤخرا بسبب مرضها الخبيث , غير شعور الناس تجاه موضوع “التوريث” في نظام جمهوري , هناك العديد الاشارات الى نهاية عصر التوريث بنهاية بشار الأسد , لاخوف بعد الآن من ولاية حافظ الثاني او حتى رئاسة اسماء الأسد.
موضوع التوريث مرعب, وهناك عدة مواقف تجاهه, هناك من يشكك أصلا به,فالبعض من أتباع الأسد يعتقد أن صعود بشار الأسد الى الرئاسة السورية كان نتيجة لممارسة ديموقراطية ,حتى انهم يعتقدون أو على الأقل يدعون أنهم يعتقدون على أن رئاسة حافظ الأسد ومن بعده ابنه بشار هي رئاسة شرعية , الشعب انتخبهم بكامل حريته وبمنتهى الشفافية , هنا لا لانجد فرقا بين ادعاء ناتج عن قصور عقلي , أو ادعاء يراد به الاستخفاف بعقول البشر, أو ادعاء ناتج عن جهل وعدم معرفة .
فمن أين لانسان ولد عام في ١٩٥٨ او حتى عام ١٩٦٣ أن يتعرف على الديموقراطية, وهو الذي لم يتعرف على أي شيئ في حياته سوى تأليه القائد الخالد وترديد الشعارات الببغائية , بعد تحوله الى ببغاء , ببغاء غبية! ,او الى بقرة حلوب تعطي الحليب مقابل العلف.
من ولد بعد عام ١٩٦٣او حتى عام ١٩٥٨ لم يتعرف في حياته الا على القمامة , لذلك تحول العديد من أبناء الشعب السوري بعد الثامن من آذار “المجيد ” الى دمى غبية لاتمتلك القدرة على التفكير , لأن التفكير في سوريا الأسد منع وساد الانصياع , تبخر العقل وضمر نتيجة تعطيله وعطالته , وهكذا لم يفاجئني توحش الانسان السوري ان كان معارضا أو مؤيدا , ولم يفاجئني عنف هذا الانسان بعد أن بترت أنسنته وقطع لسانه ,الانسان حيوان ناطق !, وعندما يتم منع هذا الانسان من ممارسة غريزة الكلام يتحول الى وحش ,وهاهو وقد تحولت البلاد الى غابة وتحول الشعب الى قطيع من الوحوش يقودهم وحش راكب دبابة !.
عندالسؤال عن مفهوم التوريث ,يقال ان التوريث هو انتقال السلطة بشكل أوتوماتيكي للابن أو الأخ أو غيرهم من الأقرباء دون سؤال الشعب ,وفدادين السلطة يعتقدون ذلك ايضا , نعم في المملكات يجري التوريث كما تفضل الفدان وقال , الا ان سوريا ليست مملكة , انما جمهورية , وفي النظم الجمهورية يتم سؤال الشعب أو من ينوب عنه , وسؤال الشعب أو ممثليه يتم في انتخابات , وليس في استفتاء , هناك فرق كبير بين الاستفتاء والانتخاب , الذي يتطلب وجود منافسين , الا أن الفدان السوري لايعرف شيئا عن الفرق بين الانتخاب والاستفتاء , والفدان يريد منا أن نؤمن بنزاهة استفتاء نال به حافظ الأسد في أحدى المهازل ١٠٠٪ من الأصوات وفيما تبقى نال لايقل عن ٩٩٪ من الأصوات , والمحروس ابنه نال أيضا لايقل عن ٩٨ ٪ من الأصوات وفي أول انتخاب شكلي نال المحروس في عام ٢٠١٤ حوالي ٨٨٪ من الأصوات ,مع العلم على أن عدد الناخبين كما أعلنته وزارة الداخلية لايستقيم مع الواقع والحقيقة, كانت التزويرة غليظة, اذ لم يوجد في سوريا في ذلك الوقت تلك الأعداد من الناخبين ,على فرض أن نسبة السوريين تحت سن ال ١٨ أكثر من ٥٥٪ من عدد السكان.
هل يصدق العقل مهما كان ضامرا وواهيا ومريضا مهزلة ال ١٠٠٪ أو حتى ال٨٨٪, وحتى لو ترشح نبي للاستفتاء أو الانتخاب لايمكن له حصد كل أصوات الشعب أو حتى ثلاثة أرباع أصوات الشعب ,تجدر الاشارة هنا الى نتائج زملاء الأسد في كار الديكتاتورية والتزوير, فقد نالوا في نفس الوقت نسبا أسطورية من الأصوات كنسب الأسد , ومن منا لايتذكر نتائج صدام حسين أو القذافي ثم البشير وعلي عبد الله صالح, فالظاهرة عربية وليست سورية حصرا ,لايمكن التحدث عن شرعية ديكتاتور عندمايثبت على أنه زور نتائج انتخاب أو استفتاء !.
من المعروف أن توجهات الانسان تخضع لتوجهات مصالحه , والانسان السوري له توجه يتبع مصلحته ايضا , وهل يمكن أن تكون للانسان السوري مصلحة في التعذيب والسجون والديكتاتورية والفساد والطائفية والمحسوبية ونهب البلاد وسرقة أموال الشعب ؟ , لا أنتخب كسوري شخصا أفقر الناس وصادر الحريات ومارس اذلالهم وقام بارتكاب المجازر , ولا أنتخب شخصا جعلني مواطنا من الدرجة الثالثة , ووضع على فمي كمامة وحرم علي ممارسة السياسة وأرغمني على الهجرة , ولا يمكن أن تستقيم كذبة ال ١٠٠٪ مع استطلاع للرأي قال على أن فئة من يريد الأسد لاتتجاوز ٥٪ أي نصف نسبة نسبة طائفته , وفي هذا الاستطلاع كثير من المنطقية , اذ أن الطائفة تضررت بشدة من حكم الأسود.
لقد انتظرنا الفرج طويلا ,وآن له أن يأتي, وسيأتي
