مات الوطن, فلمن نطلب طول البقاء؟

سمير صادق :

 Poet Quotes, Wisdom Quotes Life, Wise Words Quotes, Arabic Love Quotes ...    ألعروبة دين , والدين  عروبة   , وبالرغم من ذلك ,هناك  خلافات بينهما  تطورت أحيانا الى حروب أهلية مدمرة   , وحتى توافقاتهم في  بعض المراحل كات   مدمرة  للبلاد   ,لم تتوقف  الحروب, ولم يكتمل التدمير   المتبادل ,الحرب مستمرة حتى بين أجزاء  الطرف الواحد .

 

الصدام الدامي السوري بين العديد من الأطراف من أهمها اخوان  ايران واخوان الوهابية ,أفرغ فضاء البلاد من محتواه , اذ أنهى الوجود السوري كدولة , كما أنه برهن على أن كل  أخونج  سياسي هو توحش ,ان كانت السلطة المرتشحة  بالاخونج الملالي  أو الفصائل المسلحة المرتشحة  بالاخونج الوهابي , كل ذلك برهن  عن ضعف الفكر القومي, الذي تنكص بسهولة الى العائلية والفئوية والطائفية ,لذلك لاثقة   بالفكر القومي  العروبي  , ولا ثقة بالاخونج ,   المروج لشعار  “الاسلام هو الحل ” حقيقة يمكن القول   أن مفردة “الحل ”  ليست  سوى  اسم  مستعار”للانحلال ”  ,   الوضع   المتمثل بفراغه من أي مضمون حضاري ليس  الا  “انحلال”  , التاريخ بحاضره وماضيه تحول الى مادة للتشدق والعلك ,العروبة أصبحت شبحاً مطاردا ومنتحرا , فيما بات الاخونج  السياسي عابراً وتائها وانتحارياً.. !

لم تنجح العروبة ولم ينجح  الاخونج  السياسي في القرن الأخير  الا في افشال مشاريع اقامة “الدولة” ,  من مظاهر الفشل كان  عدم تمكن سوريا والسوريون من صناعة منهجا يضمن التطور الى الأفضل, أو على الأقل الاستمرار في الوجود بدون تأخر وتقهقر !!!, ففي سوريا يموت الانسان من أجل دولة دينية , لايمكن لها الا أن تكون داعش الكبرى , وفي سوريا يموت الانسان من أجل أسدية سوريا العائلية,  سوريا لاتقدم عمليا سوى منهج الاسدية أو منهج الأصولية , وهل يمكن للانحدار والانحطاط أن يكون أقسى من ذلك ؟؟

.

لايسمح الوضع السوري بتقييم أفضل , فالعروبة انتحرت والاخونج قضى نحبه انتحارا  ,بغض  النظر عن سياسات  العروبة والاخوان   أصبح   الوضع  اقتصاديا  صعب التحمل   ,أصبح  المستقبل بدون أمل  وبدون  أفق  ,  هناك من فقد أعصابه ويتمنى زوال الدولة الحطام بكاملها ! , وما هي قيمة هذه الدولة عندما يفقد كل شيئ معناه  ,حتى الكلمة فقدت دلالاتها وأصبح الدجل مضمونها!.

الاصلاح   مفردة  فقدت حتى دلالاتها المعجمية , مفردة لاتتضمن   من دلالة   سوى البؤس والموت والجوع والمرض ,ولكنها تضمن حرية الفساد وانفلات   الخيانة , في هذه البلاد التي يريد أطراف الحرب اصلاحها لاوجود الا للغير صالح , لا ينمو في هذه البلاد اللعينة الا الزور والتزوير من قبل سلطة تتبجح ببعث الماضي من جديد , وأصولية تريد أن تكون الخلف لسلف أكل الدهر عليه وشرب .

لنسأل أنفسنا جديا , هل هناك   فروق أساسية بين الأصولية  الدينية وبين البعثية   المنتحلة  لمفهوم القومية   , وكم هي دونية أحلامهم عندما يريدون احياء ماض عمره 1400 سنة , تصوروا ذلك العقم وتصوروا فداحة التغني بالعقم ,انهم مخاصي ويفخرون   !!!!!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *