غريب أمر هؤلاء الأعراب الفاتحين !, يأتي السائح الى هذه البلاد ليرى مايستحق الرؤية فيلتصق بتدمر واوغاريت وماري وبصرى الشام وحصن سليمان والمسارح وقنوات الري والكثير الكثير غيرهم ,معظم مايراه ويدهشه عمره مئات القرون , على كل حال عمره أكثر من ١٤٠٠ سنة , نعجب جدا من فراغ القرون الأربع عشر الأخيرة من اي انجاز يستحق الرؤية والمشاهدة , فماذا فعل الأعراب أو المستعربون وماذا فعل العثمانيون طوال تلك الفترات ؟ لانرى اي أثر لبنيانهم ولا أثر لمسارحهم او قنوات ريهم او جسورهم ,ولا نعرف شيئا عن مهنهم وعلمهم واختراعاتهم , بالمقابل نعرف من مؤريخيهم العديد من الابادات الجماعية وتلون مياه الأنهار بالأحمربسبب سيول دماء مذابيحهم, التي يفخر العلماء المشايخ حتى اليوم بها ,خاصة بخالد ابن الوليد , الذي برع في الذبح , قال الشيخ وجدي غنيم مفتخرا ان ابن الوليد تمكن بشجاعته الأسطورية وأخلاقه العالية من ذبح ٤٠٠٠٠٠ انسان في بلاد الشام خلال بعض الأشهر!.
اتى عربان البدوية بالسيف وبالدين الجديد وبالعهدة العمرية وغير ذلك من عادات وتقاليد كالثأر وغنائم الحرب , وماذا كانت فائدة الدين الجديد بوجود دين أقدم؟فكلاهما الهي , وهل تقدمت حياة البشر مع الدين الجديد مقارنة مع الجماعات التي عملت بالدين الأقدم ؟, وهل سوريا القريشية او العثمانية كانتا أفضل من سوريا الرومانية ؟, وهل تمكن سوري واحد ان يصبح خليفة او سلطانا, بينما تمكن العديد من السوريون من اعتلاء الكرسي القيصري الروماني , لذا تحدث التاريخ عن روما السورية وتحدث عن سوريا الرومانية , وبالتحصيل تحدث عن “الشراكة” السورية-الرومانية , هل كانت هناك شراكة سورية حجازية أو سورية عثمانية ؟ , فالرومان لم يغيروا دين الناس ولم يغيروا لغتهم ولم يأتوا بالعهدة العمرية وبسليم الأول , وحتى حاضرا تعمل اوروبا وكل العالم المتقدم خاصة اووبا بالقانون الروماني , وللعالم المتأخر الجائع قوانين , لكنها قوانين مشتقة من الشريعة , فهل يمكن مقارنة السويد مع سوريا أو المانيا مع اليمن او السعودية مع فرنسا او ليبيا مع ايطاليا او مصر مع سويسرا الخ ,على كل حال تعرضت هذه البلاد للتعريب لغة ودينا وتعرضت للعثمنة قسرا ,والى حضارة القتال والاقتتال والفساد , الذي دمر البلاد لحد كبير , حتى بيوت السيدة زنوبيا في تدمروغير تدمر دمرت .
لم تتوقف محاولات تحديد عمر سوريا ب١٤٠٠ سنة الأخيرة , وما قبل ذلك يجب الغائه , وعملية الالغاء مستمرة حتى اليوم , لقد كان لداعش اليد الأطول في التدميرفي العصر الحديث , وذلك تقليدا لما فعلته القاعدة مع تورا بورا , وما لم يدمروه من آثار نفيسة سرقوه وباعوه واشتروا بالمال ادوات قتل وهدم وتخريب ونساء وغير ذلك ,الآن تقف بعض المسروقات شامخة في مختلف المتاحف خارج البلاد كشاهد على التوحش ,الذي دمر البلاد بشر وحجرا باتقان مريع .
لقد كانت هناك عدة محاولات عروبية” لبرطلة ” الشعور العام السوري , منها محاولة زرع قلب اصطناعي للعروبة في سوريا , التي حولوها الى قلب العروبة النابض, ولكن لاوجود في سوريا لأي اثر عروبي باستثناء اللغة , التي فرضها البدوي عمر ابن الخطاب على مستعمرات المنطقة وسوريا كانت واحدة من هذه المستعمرات ,ثم أنه لاعلاقة لنوع الدين الأممي بنوع الوطن القومي ولا علاقة للغة بهوية الوطن, ليس كل من يتكلم الانكليزية أصبح بريطاني !!!
حديثا اتى تغيير آخر بما يخص الاسم , الذي أصبح الجمهورية ” العربية ” السوريا ,لربما تيمنا باسبانيا , التي حولها الغزاة الى الأندلس , ولكي تتمكن سوريا من الاحتفاظ بتكريمها عن طريق توضع القلب النابض في صدرها وتوضع اللغة على لسانها , كان على جسد هذا القلب النابض أن يدخل في حروب مع اسرائيل , لأن أهمية فلسطين العربية كأهمية دمشق العربية , والقلب النابض ينبض من أجل جميع أجزاء الجسد العربي من المحيط الى الخليج , من نتائج زرع قلب العروبة في صدر سوريا وما دفع القلب الى الحرب كانت خسارة الجولان , هنا يجب أن لاننسى خسارة الكهرباء وبيع الكهرباء للبنان والأردن , فبيع الكهرباء كان ضروري من أجل الحصول على المال الضروري من أجل تمويل الجيش “العربي ” السوري , الذي كانت حصته ٨٠٪ من الميزانية العامة , وبذلك عاش السوريون في العتمة المتقطعة بداية , والعتمة المتقطعة تحولت الآن الى دائمة بسبب حروب وجيوش العروبة , لقد كان ضروريا من أجل العروبة أن ترتب الأولويات بشكل آخر, فالمعركة أولا وما أخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة ثم كانت لاءات الخرطوم الثلاثة عقب هزيمة الجيش ” العربي ” السوري المنكرة , انه الجيش العظيم الشجاع حامي الحمى والمقدسات .
الحديث عن قلب العروبة النابض المغلف بعلم قريش والمسمى العلم السوري, وبنشيد قريش المسمى النشيد السوري يطول , والشعب السوري الآرامي لم يكتشف اللعبة مباشرة , فاللعبة كانت من المستعربين اولاد الزنا وأولاد السبايا والجواري وملك اليمين , الذين ارادوا ان يستعمروا البلاد كما استعمرها عمر ابن الخطاب , اي استبدال الاستعمار الخارجي باستعمار يعتبر داخلي , لأنه كان لهؤلاء المستعربين قلب اصطناعي عربي في دمشق , وبواسطة هذا القلب حكموا سوريا بالشراكة مع الاخوان لأطول مدة من القرن الماضي , ماذا كانت النتيجة ؟ انظروا الى سوريا الآن …هذه هي النتيجة !