ما بيطار :
ادونيس لم ” يتهم ” , انما فكر واستنتج على انه لايمكن لحركة تخرج من دور العبادة ان تكون ثورية او ثورة , لأن المعابد للتعبد و لم تكن في يوم من الأيام مركزا لانطلاق الثورات , بقي الاحتلال العثماني ٤٠٠ سنة , ولم تخرج ثورة من المعابد , بقي الاحتلال البدوي ١٠٠٠ سنة ولم تخرج ثورة من المعابد , كل ما في أمر العديد من الحروب كان اقتتال مستمر من أجل الأشخاص , أدونيس لم يبرئ الأسد , ولكنه اعتقد أن المشكلة تتوضع اساسا في الرؤوس وليس في الكرسي ,اعتقد ايضا بأن الديكتاتورية هي بالأساس ثقافة وممارسة اجتماعية , حيث لايعرف التراث الثقافي في هذه المنطقة قديما وحديثا سوى الثقافة الديكتاتورية , لذا فالديكتاتورية هي ثقافة شعبية عامة , وكل فرد مؤهل في ظروف معينة لممارسة الديكتاتورية , التي تمارسها الذكورية ايضا داخل البيت وفي الاسرة .
للثورة عدة تعاريف كلاسيكية من أهمها انه على الوضع الذي ستنتجه هذه الثورة أن يكون افضل من الوضع الذي تثور علية , لابل عكس الوضع الذي تثور عليه , وهذا لم يتوقعه ادونيس ولم اتوقعه ولا يمكن لعاقل ان يتوقعه عندما تقاد تلك المسمات ثورة من العرعور او المحسيني او ابو بكر ان كان البغدادي او الجولاني او الشيشاني .
مرض حركة اذار ٢٠١١ كان جليا منذ البدء , واكتشاف مسحته أو سحنته الدينية لم يكن بحاجة الى فلاسفة , ولم يكن ادونيس وحيدا في تقييمه لثوار دور العبادة واسماء الجمع من خالد ابن الوليد الى صالح العلي وغيرهم , معظم السوريون كالأكثرية الرمادية رأوا الحالة الدينية المتسربلة بسروال الثورة , كلهم رفضوا بوسيلة الصمت والسلبية اي نشاط مشترك مع الاخوان , وذلك بالرغم من كون هذه الرمادية معارضة للأسدية .
مهما نضجت اسباب الثورة , يمكن القول ان الشعب في هذه المنطقة عموما ليس مؤهلا للقيام بثورات شعبية , للعديد من الأسباب , منها التراث الديني المتجذر في الوجدان وفي النفوس , والذي يأمر بطاعة الحاكم والانصياع له, وبسبب الاستعباد المزمن طوال ١٤٠٠ سنة , الاستعباد ينتج العبيد وفي حالة الازمان ينتج الخنوع والاستكانة ولا يحرر , الحر يحرر, اضافة الى ذلك تتطلب ثورة في القرن الحادي والعشرين وعيا ثوريا وثورية الوعي , , لعدة اسباب لا اريد التطرق الى تفصيلات ثورية الوعي والوعي الثوري ,باختصار يمكن القول ان فشل الثورة وموتها بعد عمر قصير من عدة أشهر كان البرهان على نقص شديد في الوعي الثوري وثورية الوعي , كما ان التنكص السريع الى نموذج حروب الفصائل والكتاائب كان برهانا اضافيا على ضعف الوعي الثوري وانعدام ثورية الوعي , فمن يقف مع البغدادي او الشيشاني او مع العرعور او المحسيتي ليس بالثائر من أجل الحق والحريبة والعدالة الاجتماعية والديموقراطية , انه مثلهم ومثل من يثور عليهم , أصلا تسمية هؤلاء ثوار واحتضان بعض الفئات الشعبية المتدينة لهم كان انتهاكا قبيحا لمفهوم الثورة .
نظريا لايشترط على أي ثورة أن تبقى سلمية , ولكن للثورة المسلحة شروط , اقلها ان تكون هذه الثورة قادرة على ممارسة النزال العسكري , تتحول الثورة واي ثورة الى حركة انتحارية عندما لاتتمكن من المنازلة العسكرية وتمارسها بالرغم من ذلك , لايحدث ذلك الا عند فقدان العقل , أصلا لايمكن القول ان نشاط الفصائل المسلحة كان “ثورة” بالمعنى العلمي لمفهوم الثورة , العمائم والرايات السود لاتصنع ثورة , انما مجزرة