تعازي أو تبريكات !

عثمان لي , ميرا البيطار :

Manifestacion Painting, Art, Art Background, Painting Art, Kunst ...     أمواتنا  حائرون   تائهون , ولا يعرفون تماما ماهو وضعهم في  الأرض حيث يرقدون , ولا في السماء  حيث  يفترض  انهم سيؤولون , كل جهة تطلق  القابا  خاصة  على  قتلاها  ,  السلطة    تطلق لقب شهيد  على كل  من مات في الحرب من أجلها وأجل الأسد ,والفصائل تنفي عن قتيل  الأسدية صفة الشهادة, انه فطيسة , بالمقابل  تطلق الفصائل  على  كل قتيل من قتلاها    لقب شهيد , في حين تسمي  الأسدية هذا القتيل  فطيسة أو  ارهابي وهابي  , أو غير ذلك من الألقاب  التي لاتتسم باللطف   انما   بالاحتقار  .

 ماذا يفعل  السوري   ميت  الحرب   السورية   في هذه الأرض ؟, وهو معرض  للنبش  والنقل  والطرح في الزبالة أو الانتقال   والسكن في مقابر العظماء ,  فمجرم اليوم قد يصبح بعد أشهر شهيدا , وعليه بناء على ذلك  أن يضب حاجاته ,  لأنه سينقل من  المقبرة الجماعية  الى  القبر الفردي ,أي من القاووش الى الفيلا,ثم اننا  لانعرف آنيا  موقف الله  من هذه الاشكالية , الا أنه من المعروف عنه   قوله   على لسان ابن  عبد  الله    لاتجوز على الميت الا الرحمة , ومن هنا يمكن القول  على أن توزيع الألقاب مثل   لقب  شهيد أو غير ذلك  باطل, ولا  يجوز على  القتيل سوى الترحم فقط ,وذلك  بعكس حالة  من  يموت  في  سبيله جل   جلاله ,  فعرض  الله  هنا  مغري   جدا , فمن يموت في سبيله   يبقى عنده حيا يرزق  وينعم  بكامل  الامتيازات  السماوية ,يبقى    السؤال  لماذا يموت  الانسان  في  سبيل  الله قائما   وبدون  جواب   مقنع ! . 
  لم يتحدث الخالق  تفصيليا  حول هذا الموضوع الى الناصري ابن مريم ,الذي كان  رمزي  جدا  وفلسفي جدا   كسقراط    ولكنه   سهل   الفهم  ,وبخصوص مايسمى   الشهادة والشهداء كان عملي  جدا ,دعوا الأموات يدفنون أمواتهم هكذا قال, فبربكم كيف على الاموات  دفن موتاهم !, ومن سيطلق الرصاص في الهواء وأحيانا  تشترك  المدفعية في عرس الشهادة ,  والشيخ اذا   مات !, فهل ننتظر من الشيخ الميت  أن يصلي على روح ميت آخر؟ , وماذا عن وجبة  لحم  الغنم  المسلوق والرز  عن روح الشهيد !,  وماذا  عن التعازي  التي   تحولت حديثا   الى  تبريكات  أي  الى  عكسها  ,  ومن  عكسها  بهذا  الشكل ؟,  وأين  المعنى  من  التبريك     بالشهادة ؟  ,  الناصري  ابن  مريم  كان قاصرا  في   هذا  الخصوص, ولا  يمكن  الاعتماد عليه ,  يبدو وكأنه لم يحارب أي  لم يقتل ولم  ينقتل   , وبالتالي  لاوجود لشهداء  أو فطايس , ولا ضرورة   للتعازي  أو  التبريكات  ولا  للمدفعية   ابتهاجا  بالشهادة   أو  حزنا  على  الفقيد .
الآن  الى  الجد , الشهيد   حقيقة  هو  من مات في سبيل الوطن أو من يمثل الوطن, وليس  من  مات  في  سبيل  الله ,فالله   لايحارب   مخلوقاته  ولا  موجب   هنا   لأن   يموت    اي  من   هذه   المخلوقات في  سبيله,  اي   لاوجود    للشهادة   في   سبيل   الله ,  وما   يقال بهذا   الخصوص   ليس  سوى   زعبرة واحتيال  , ففي سوريا  لاتمثل السلطة الأسدية الوطن   لأنها  فاقدة الشرعية  , أو بالأحرى لم تكن يوما ما شرعية , أتت انقلابيا  وزورت لتبقى ,  ثم استعبدت واستبدت  وحرقت   البلاد من أجل السيد الأسد  , انها سلطة أسدية  وليست سلطة سورية , ولا علاقة لمن يموت في سبيلها  بالوطن ,وماذا  عن  قتيل  الفصائل  ؟؟ ,  فهل  مات مجاهدا   في  سبيل  الوطن ؟؟ وهل اكتسبت  الفصائل  شرعية   تمثيل  الوطن , وبالتالي   يجوز  اعتبار  قتلاها  شهداء ! الفصائل  لم تمثل   الوطن ,انما نوعا  من الدين والغيبية  ,  والدين   ليس  الوطن ,  والوطن ليس الدين  , المحمدية   دين  في  الوطن , والوطن ليس المحمدية  . 
 لنحاول الحصول   على   بعض   التوضيح  , وقد يكون التوضيح من  جينيف  ,  هناك اتفاقيات   لها نفس الاسم  , واتفاقيات جينيف أوكلت الصليب الأحمر الدولي   بتعريف  حالة حرب في   اي  منطقة  كانت  ,  اذ هناك أشكال مختلفة من الحروب , هناك الحرب الأهلية  والحرب الخارجية  والداخلية   والحرب  الغير  متناظرة  والحرب  المقدسة والحرب العالميةأو  الكونية  الخ , وقد قال الصليب الاحمر  ان الحرب في سوريا هي “حرب أهلية ” ,بناءعليه   تغيرت   خواص كل من كتائب  الأسدية   وكتائب  الفصائل, وعلى   الجميع  أطلق  حسب   الصليب  الأحمر   اسم    “مجموعات مسلحة ”, ولكل مجموعة مسلحة زعيمها , هنا يتساوى الأسد بشار  مع   أبو  بكر البغدادي او   الجولاني  أو  أبو البنات الشيشاني وغيرهم  ,  التزام هذه  المجموعات   بمقررات جينيف ليس الزامي وانما أخلاقي ,وبدون  الأخلاق   لا   التزام , ولا قيمة   لتوقيع سوريا كدولة على  اتفاقيات جينيف مع  المجموعات   المسلحة كمجموعة بشار  او  مجموعة  ابوبكر   وغيرهم , زعماء تلك  المجموعات  متساوون  بالرتبة  والمقام والاعتبار   في   سياق   حرب   أهلية ,  كلهم  ليسوا  وطن ولا   علاقة لهم  بجينيف  ! 

 من الصعب الحديث عن “شهداء” في الحرب الأهلية  ,لأن  الحرب الأهلية  بالنتيجة  هي حرب على الوطن , وليست حربا من أجل الوطن ,وأظن على أن جينيف  قد   ساعدت   بما يخص  تعريف  حالة   القتيل  السوري  في الحرب الأهلية ,هنا  يمكن القول   ان هذا  القتيل كان    أصلا  قاتل  انقتل ,لاشهادة  ولا شيئ من هذا القبيل  , واكثر مايمكن  تقديمه له هو الترحم  عليه     لكونه   عموما  مغررا  به  , لذا  ننصح   المرشحين للموت  من كتائب الأسد أوكتائب الفصائل أن  لايحلموا  بالحوريات  في  السماء    أوأي   مكافأة  في  الجنة  ,  انهم قتلة   اقتتلوا  وقتلواوانقتلوا ,أما قيل  بشر  القاتل  بالقتل  ولو  بعد حين ,  ثم قيل   من   أخذ  بالسيف  بالسيف  يؤخذ ….لعلكم  تفقهون  !!

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *