ممدوح بيطار:
في تعليق على نشر شريطا مسجلا للسيد حامد عبد الصمد تحدث به عن الاسلام والفتوحات علق السيد أبو يامن محمد مستهجنا نشر الشريط , وموجها اتهامات قاسية للسيد عبد الصمد وبالأخص لسيريانو الحاقد , سأبدا بما انتهى اليه السيد ابو يامن محمد , وما تفضل به بخصوص المواطنة والوطن وكيفية التعامل مع الذين يهينوه ليلا نهارا , اذ ليس لهؤلاء مكان بين قوم ابو يامن ” ليركن من يهينه الى أجداده الروم والفرس ولينعم بنعيمهم ,” كتب أبو يامن في نهاية تعليقه مايلي :
(نحن العرب نحن المسلمون نحن الغالبيّة المطلقة في الوطن السّوري،فمن أراد منكم أن يلتزم أدبه ويحافظ على حقوق المواطنة فعلى الرّحب والسّعة،وأمّا من يريد إهانتنا ليلاً نهاراً فلا مكان له بيننا لأنّه هو الذي أعلنها حرب مذهبيّة،أي أنّ الإلحاد مذهب يختبئ وراء أفكار علمانيّة مشوّهة ويريد محاربة بقيّة المذاهب،وليركن إلى أجداده حيث بلاد الرّوم وفارس ولينعم بنعيمهم)
المفاجأة في دعوة من يهين المعلق ليلا نهارا للعودة الى أجادهم الفرس والرومان , توحي بأن للسيد المعلق تعريفا خاصا جدا للوطن والمواطنة وشروطها , أعجب هنا من حشرية هذا الاخونجي ابو يامن في موضوع الوطن والمواطنة , وهو الاخونجي التقي النقي الذي يستمد مبادئه من التراث المحمدي , الذي لايملك خبرة كافة في تعقيدات الوطن والمواطنة .
فهم السيد أبو يامن للمواطنة والوطن وطريقة التعامل معهما مختل ومشوش, حيث أن اغتيالها من المحرمات بالنسبة لمفهوم الوطن والمواطنة الحديث وكذلك بالنسبة لاعلان حقوق الانسان , الذي يحرم تجريد الانسان من موطنه , فالمواطنة حق طبيعي لايجوز الاعتداء عليه مهما كانت الظروف , ولا يشفع بالمعلق وأمثاله كونهم يعتبرون بعض المواطنين السوريين أصلا ضيوف , وللمضيف الحق في طرد ضيوفه الثقلاء في أي وقت يريد, فهم ليسوا ضيوف على الاطلاق,
لقد التبس أمر المواطنة مع الاستضافة ومع المساكنة عند هؤلاء ,لا عجب في ذلك !, فالتراث الذي نعيش في ظله وبموجب أحكامه لم يبد اهتماما ملموسا بالوطن والمواطنة , حتى أن البعض منهم يرفض فكرة الوطن بشكل قطعي , انهم يرفضون عبادة الأوثان والأوطان حسب تصنيفهم أوثان , ويرفضون الولاء الا لله والمصطفى وليس للوطن ,ورأس الوطن مفروض من الخالق ومسؤول أمامه ,ولا يوجد في الأدبيات المحمدية مايستحق الذكر عن الوطن والمواطنة الأرضية , انهم يرون وطنهم في الدين وفي ذاتهم كمواطنين مؤمنين , لاوجود لمفهوم المواطنة في رؤوسهم وحديثهم عن الوطن والمواطنة ليس الا اغتصاب لمفهوم الوطن والمواطنة , فمن وطنه الدين يستطيع بشطبة قلم قذف الكافر خارج دولة الدين الحنيف , الوطن في الدين وليس الدين في الوطن !!!!!!!!!.
انتقل الخلل في التراث الى عقل المعلق وقاده الى التهديد بتجريد البعض من وطنهم , ان لم يلتزموا بالأدب وحسن السلوك, والأمر لايخص السيد المعلق فقط , فقد سمعنا العديد من المقولات من مصادر مختلفة ومتعددة ومكررة , والتي تطالب الكفرة والمشركين بتقديم التشكرات للمؤمنين لأنهم آووهم وأطعموهم وتحملوهم , وحتى انهم تجرؤا على استنكار فتوحاتهم لما يعتبرونها بلادهم , انها ليست بلادهم فسوريا ليست بلاد السوريين وانما بلاد المؤمنين , غنيمة حرب حلال زلال على من غنمها ,كيف ولماذا ؟ لاتسأل فالساطور قد يصل الى رقبتك قبل خروج السؤال من فمك !