أصوات الأمازيغ وغيرهم ,خير أمة طرشاء…..

مفيد بيطار:

لمادا كان أمراء المؤمنين رضي الله عنهم يفضلون الأمازيغيات كجواري ؟       لمادا كان أمراء المؤمنين رضي الله عنهم يفضلون الأمازيغيات كجواري ؟ ارتفعت أصوات الأمازيغ شاكية ظلم واضطهاد الفتوحات العربية البدوية لهم بحق سكان بلادهم , امرهم لايختلف عن غيرهم من السوريين وأهل بلاد الشام ثم المصريين والأكراد وأهل دارفور الخ , لا شك بصواب ما يدعون ويشكون , فبغض النظر عن التفصيلات , التي منها على سبيل المثال ضرورة تكرار الحملات العسكرية لاحتلال بلاد الأمازيغ , الى أن بلغ عددها سبعة أو ثماني حملات عسكرية , عاش الأمازيغ عشرات السنين(٧٠ سنة) في حالة الحرب والحملات العسكرية التي شنتها الخلافة على المناطق الأمازيغية , حالة الحرب لعشرات السنين كانت بحد ذاتها ظلما ,وكيف يسمح خليفة لنفسه ارسال حملات عسكرية لاحتلال بلاد الغير وبأي منطق او تبرير ؟؟ تتويج حالة الحرب بالانتصار على الأمازيغ , كان ظلما أشد وهمجية أقسى , تعامل المحتل مع الشعوب الرافضة له والمدافعة عن نفسها , لايمكن أن يكون الا تعامل قسري متوحش , ولا يمكن تصور سوى أسوء حالات الاجرام والانحطاط المتضمنة شحن البنات العذارى للخليفة كسبايا حرب للنكاح , ثم تقتيل الناس واستعبادهم وارغامهم على تغيير دينهم ولغتهم , كل ماذكر معروف تاريخيا ولا شك بحقيقته ,
قد يكون الاحتلال في سياق تاريخي معين حالة اعتيادية ومقبولة من قبل البعض , الا أنه بالرغم من ذلك , من غير الوجداني والأخلاقي مباركة هذه الأعمال في الوقت الحاضر , وحتى في الماضي ,من يؤيد احتلالات الماضي سيؤيدها في الحاضر , انظروا الى بيان الاخونج بخصوص احتلال تركيا للشمال السوري .
الشعوب التي مارست هذه الأعمال كانت في ذات السياق التاريخي شعوبا متدنية حضاريا وأخلاقيا, وهل كان بدو الجزيرة غير ذلك ؟؟؟ انه من المعروف على أن الهمجية قضت على العديد من الحضارات في الماضي , المغول ومحمد الفاتح ثم هولاكو والقبائل الجرمانية وغيرهم , تبرير تلك الأفعال حاليا يحمل في طياته استعدادا نفسيا لتكرارها , يمكنني تصور حالة العالم فيما لو امتلك العرب مقدرة عسكرية كالمقدرة الأمريكية, انه تصور مبرح ومرعب ,
لم تكن شكوى الأمازيغ أمرا غريبا , فكل الفئات التي خضعت للاحتلال والاستعمار شكت , عموما لايمكن توصيف حالة أم شحن عقبة بن نافع ابنتها العذراء الى الخليفة لنكاحها , والحالة تكررت عشرات الألوف من المرات , تعجز اللغة وتعجز الكلمة عن توصيف حالة من هذا النوع , ولهذه الحالة مشابهات , يمكن حصرها في مصنف سلب الارادة والاستغلال والاستبداد والتوحش , وهل يسعد مخلوق بشري او حتى حيواني باغتصاب من هذا النوع ؟؟؟وهل سأل المؤرخون العرب الشعوب التي احتل عقبة او بن نصير او ابن الوليد بلادها عن حالهم وعن بناتهم المسبيات وقتلاهم ؟؟؟
استعراض الأمر وتحليله وتفكيكه يقود الى اكتشاف أزمة أو خللا أخلاقيا عند العديد من أفراد خير أمة , فأكثر المفردات المستعملة من قبل خير أمة هي مفردات شجب الاستعمار وتحميل الاستعمار مسؤولية الفقر والمرض والتأخر , الاستعمار الغربي هو أساس كل شر والاستعمار العربي هو أساس كل خير ! هذه المسلكية وهذا اليقين كان نمطي في كل الحالات , كيف يمكن تقييم ذلك وبأي نتيجة ؟؟؟ ,
النتيجة الحتمية والمنطقية , هي وصم كل هذه المواقف الانحطاطية باللعار والنفاق , لقد كان ذلك العامل , الذي انتج تلك النظرة الاحتقارية للعرب في العالم , الغرب الاستعماري تظاهر من أجل الدارفوريين , ومعظم العرب انتفض للدفاع عن الجانجويد , وعن البشير المطلوب من قبل الانتربول بتهمة الاجرام …
انه فقر نفسي وافتقاد للمنظومة الأخلاقية ,من العار ارتكاب الفظائع ثم رفع الرؤوس للتبجح بخير أمة ,أمة الأخلاق والشيم الفاضلة , ننشد الأشعار لتمجيد القتلة , انها مشكلتنا عندما يكون أكبر سفاح عرفه التاريخ منا , فمنا الوليد ومنا الرشيد, الزاحف باتجاه بغداد ورأس خصمه مرفوع على رمحه , وصاحب أكبر كرخانة في التاريخ , وهو على فراش الموت أمر بتفصيل مناهضه (تفصيل يعني تقطيع ) ,
العرب بحاجة الى العديد من الثورات , آخر الثورات وأقلها أهمية وضرورة هي الثورات على الديكتاتوريات , أول الثورات , هي الثورة على الجهل والازدواجية والانحطاط الأخلاقي وعلى التهرب من المسؤولية ثم على الاتكالية والتطفلية وعلى مفهوم هذا ليس من الدين بشيئ ! ,لكن مالحل ؟ , أظن بأن هذه الأمراض المزمنة لم تعد قابلة للعلاج ومستعصية عليه , لا أمل سوى من خلال العجائب, التي لا أؤمن بها!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *