كان حذف مادة الفلسفة من التدريس في المدارس على يد الاخوان , لأن عقيدة الاخوان لاتعتمد الفلسفة والمنطق في كياناتها الفكرية , الفلسفة كانت ولا تزال ام العلوم , وما وضع الدول التي تخضع لتأثير اخونجي الا برهانا عن العته في عقولهم ,كيف يمكن ان تتطور مجتمعات الى الأفضل بدون علوم الفلسفة والمنطق , عندما تكون الحياة الناجحة مبنية على المنطق , الذي ينظم عمل عقول البشر ؟ كيف يمكن الغاء الشك الضروري من أجل الاستنتاج الصحيح , فالاستنتاج الصحيح يبدأ بالشك, هل هناك تفكير صحيح بدون فلسفة ومنطق ؟ يمثل الغاء الفلسفة والمنطق من البرامج التعليمية اعاقة لعقول التلاميذ , التي تبقى عاطلة عن التفكير , وبالتالي يتم اختذال الانسان الى جسد متكلس متحجر بدون عقل وبدون ارادة او وعي بالحرية , هؤلاء مقتدرون على ممارسة الطاعة والانصياع والولاء للفرعون , وهم من يستحقون لقب أو اسم القطيع !
من الواضح بأن المشكلة تكمن في عملية التنظيم , والمقصود بالتنظيم ليس عكس الفوضى فقط , بل هو مفهوم مركب يعني باختصار المنطق , أي كيف يستخدم التنظيم في الحياة , أي كيف يتم تدريب العقول على التنظيم في التفكير , والتدريب يتم لجزء كبير منه في المدرسة , اكتساب التلاميذ لمهارات تنظيم عمل العقل هو شرط اساسي من شروط اكتساب المعرفة …. الفلسفة هي الطريق الى المعرفة , وبدون علم المنطق والفلسفة لا معرفة , بدون عقل لايمكن تخزين الخبرات , وبدون منطق لايمكن تقييم هذه الخبرات , فالتعلم بمجمله هو عملية تنظيم وتخزين للخبرات والمعرفة المكتسبة , فشل الطلاب في تعليمهم , يعني فشلهم في أخذهم للمعرفة والخبرة , لايدرك العموم تلك الكارثة , التي لم تنتج من التخلي عن تدريس مادة الفلسفة والمنطق فقط , انما من خلال التخلي عن المدرسة بشكل عام , فما تسمى “مدارس” في هذه المنطقة الأمية بنسب تتراوح حول ال ٥٠٪ لاتستحق هذا الاسم !.
إذا كانت السياسة هي فن الممكن , فالممكن الذي لا يعتمد على المنطق لا يمكنه أن يكون ممكنا , كيف ستتقدم تلك الشعوب البائسة بمدارس بائسة ومناهج اشد بؤسا , هل بتدريس مادة التربية الدينية مثلا ؟