مفيد بيطار :
الثورة تعريفا هي النقيض للوضع الذي تثور عليه , , الثورة عدالة لطالما لم يعدل الحاكم, الثورة ديموقراطية, لطالما أمعن الحاكم في ديكتاتوريته , الثورة استقامة لطالما كان الحكم اعوج , الثورة أخلاق لطالما فقد الحكم الأخلاق, الثورة حضارة لطالما انحط الحاكم , الثورة شرعية لطالما فقد الحاكم شرعيته , الثورة علمانية لطالما كان الحكم طائفي , الثورة حرية لطاما مارس الحكم الاستعباد والاستبداد , الثورة شعبية لطالما كان الحكم فردي ..الخ
كل ماذكر من قيم الحضارة والحرية والديموقراطية والاستقامة والأخلاق ..الخ هي أمور نظرية ينتظر تحقيقها من قبل الثورة , لذلك لايجوز تقييم الثورة تقييما نهائيا قبل تمكنها من اتخاذ القرارات أي ممارسة الحكم ,عموما الثورة ليست نزهة, انما عراك مع ذاتها وعراك مع الحكم وفي سوريا عراكا مع الاخونج بالدرجة الأولى , كشفتهم الثورة بشكل لايقبل الشك, وبرهنت على أن اعدائها كثر , الا أن عدوها الأساسي هم الاخونج بالدرجة الأولى , الاخونج لايثوون انما يعرقلون ويعادون ويغتالون اي ثورة تريد التقدم , انهم بطبيعتهم تأخريون .
لايمكن لأي ثورة أن تكون داعشية , ذلك لأن “الداعشية” بحد ذاتها نقص وتأخر ورجعية واجرام , ولا يمكنها ازالة نواقص اي حكم مهما كان , فبين الداعشية وبين اسوء أشكال الحكم العديد من القواسم المشتركة ,.منها التنكر للحرية والديموقراطية , ومنها الطائفية , ومنها ممارسة العنغف العدمي , منها الترهيب بمشهدبات التذبيح والتحريق … مجازر ومجازر واستباحة للانسان ثم التفنن في اذلاله, كل ذلك لايمنع حدوث صدام بين الداعشية وانظمة حكم قد تشابهها مسلكية , انها ضدية المتشابهات, انه تنافس على الفريسة ,وخلافات اللصوص عند تقاسم الغنيمة.
عادة تكون الثورة جامعة وشاملة لمعظم أطياف الشعب , لأن التضرر لحق بمعظم أطياف وفئات الشعب , وذلك بالرغم من تباين وتعدد حتى تناقض اطياف الشعب على مستويات ادنى من مستوى الأهداف العليا للثورة , فطبيعة البشر لاتعرف سوى التعدد وحتى التباين والتناقض , الذي عليه ان يصهر في اناء واحد هو اناء الاعتراف بالاختلاف واحترامه واعتبار الاختلاف وحدة , من يؤمن بالتوحيد لايستطع العيش مع الآخرين في وحدة الاختلاف , مفهوم التوحيد كما يمارسه ويفهمه المؤمنون هو مصدر معظم الخلافات , التي تطورت و تتطور الى حروب , لم تتوقف طوال ١٤٠٠ سنة