مها بيطار:
اتاني هذا اليوم خبرا من منبج مفاده , اعتداء شاب عشريني جنسيا على طفلة عمرها خمس سنوات , غسلا للعار اقدمت عائلة الطفلة على ذبح الطفلة , اضافة الى ذلك علمت من الأخبار قبل اسبوعين تقريبا عن ذبح ثلاثة نساء في سوريا غسلا للعار…. ياللعار !
واقعيا يمكن القول بأن معظم مايحدث في سوريا متسم “بالعنف” ان كان ذبح الطفلة أو همجية التحارب والتخريب ,وحتى الفساد هو عنف , بيع النساء وتعدد الزوجات عنف لايوصف,أما العنف الذي اريد التحث عنه اصلا فهو عنف ممارسة جرائم الشرف , أو غسل العار , اليست مفاجأة عندما يقال بأن سوريا تتصدر كل دول العالم بارتكاب جرائم الشرف , التي تعتبر حتى قانونيا عنفا حلالا تقريبا .
هل هناك مخلوق مؤنسن يمكنه اعتبار قتل المرأة على خلفية الدفاع عن الشرف أمرا شريفا , وهل هناك من مخلوق مؤنسن يمكنه اعتبار القانون الذي لايعاقب مرتكب الجريمة كمجرم ,نعم !!!!! كل ذلك سوري والممارسة التي تتصدر بها سوريا العالم هي ممارسة سورية , والقانون الذي يشجع بشكل غير مباشر هذه الممارسة هو قانون سوري , لذلك يمكن القول بأن المجتمع السوري هو مجتمع الانحطاط , هو مجتمع التمويه والتزوير مجتمع قلب الرزيلة الى فضيلة, هو مجتمع التناقض والازدواجية, مجتمع البدلة الرسمية فوق الجلابية , مجتمع الغش والادعاء!!
تنجم مممارسة جريمة الشرف عن غياب كامل “للشرف” عند مرتكبها ,عنف يشجعه خلل كبير في التوازن العقلي -الاجتماعي , تشجعه ثقافة التمييز بين البشر , ووضع المرأة في مرتبة أدنى من مرتبة الرجل بدرجات …تشجعه ثقافة الخرافة والتدين والتقاليد والأعراف العمياء , تشجعة نذالة الذكورية التي فشلت خارج البيت في التحول الى رجولة , لذلك على الرجولة التنكص في البيت الى ذكورية حيوانية تريد الانتقام من المرأة لأنها تعلمت بعض الشيئ , ونهضت بعض الشيئ , وتحررت بعض الشيئ وتريد الاستقلال بعض الشيئ ..تريد البرهنة على أنها ليست “شيئ” يشترى ويباع ويتم تزويجه قسرا , المرأة وكل انسان لايقبل طوعا “تشييئه” والتعامل معه كبضاعة , الذكر الوحش يرى في تقدم المرأة تأخره وتناقص امتيازاته بخصوص تملكه للمرأة والوصاية عليها , محاولة تمردها على الحياة في القفص هو بمثابة الحكم بالتصفية , التي يمارسها ذلك الحيوان المذكر في العديد من الحالات “مشهديا” وبكل فخر واعتزاز يتم ذبح الطفلة المغدورة .
بغض النظر عنالممارسة الأكثر تواترا في جرائم الشرف, يمكن اضافة الى ذلك زواج المرأة من رجل لاتريده منظومة الأسرة الأبوية , أو انشاء علاقة مع رجل خارج نطاق الزواج الرسمي , القتل دفاعا عن الشرف او اللاشرف يتم عادة على يد أقرباء الضحية , على يد الجماعة التي ترجمها بالحجارة تلبية لأحكام السماء , الأخ يتصدر قائمة المدافعين عن الشرف المعطوب , تصوروا تلك المعادلة, أخ يذبح أخته من الوريد الى الويد لأنها تزوجت شخصا لاترغب العائلة به , كونها شخصيا ترغب به هو أمر لاقيمة له , لأنها ليست “شخصا” انما شيئ فقط .
لاتقتصر الكارثة على عملية القتل الفيزيائي بالذبح , هناك اشكال أخرى للفتك بالمرأة التي تعترض على وضعها في مرتبة أدنى من مرتبة الرجل , هناك الاغتيال الاجتماعي والقتل المعنوي وقائمة طويلة من العقوبات التي يجب تطبيقها على المرأة المعترضة والمتمردة , فما يخص المرأة في تعريضها لعنف الاغتيال والتصفية هو فرع من فروع ظاهرة التعنيف التي تحاصر الانسان السوري من ستة جوانب على الأقل!, القتل المعنوي هو بمثابة تمويت بطيئ للمرأة التي يعتبرها المجتمع الجاهل المجرم “معطوبة “, يحاصرها ويذلها ويمتهن كرامتها وحتى لو كانت طفلة يذبحها لأنه تم الاعتداء عليها , تصوروا ذلك العار !!!