لكل حادث حديث ..مفردات اللغة الحديثة !

  ميرا   البيطار, سمير  صادق  :

     من أين أتتنا كل هذه الحرية ؟, اذ نستطيع أن نكتب  وننتقد  ونعبر عن رأينا  دون الدخول في حقول الألغام  المخابراتية , ودون القفز فوق الأسلاك الشائكة  لأجهزة الأمن , التي علق بها العديد من المواطنين  ,  ومنهم  من     قضى في السجون  عشرات   السنين  , يقال لأنه انتقد وكانت له رؤية  , والآخر  عشرات السنين  ايضا  لأن لونه أحمر , ,وغيره عقودفي   السجن  لأنه فتح فمه ومارس غريزة الكلام  ,  طالب بالحرية  والديموقراطية  !!, ثم قال للجزيرة  أو غيرها  هناك  تعسف في الوطن !!

طبعا  تأتي الحرية  من الحكومة ومن الحاكم , ولا نريد  القول قطعا  انها من صنع الشبكة العنكبوتية  ..انه النظام السياسي الذي نعيش به  والذي يتعشق الحرية والديموقراطية , لذا يتعشقة   الناس ! ,  هو الذي   وفر  لنا الحرية , وهو الذي احترم كرامتنا ..   اننا   نستنبط   ونجتهد   ونستغفر,منكسرون   مرتعبون  من  هول  الجرأة,   راجين من الله الهادي الى الصواب     أن لايقطع  لسان   أحد    , كما قطع لسان حسن الخير , الذي تفوه في احتفال  تأبيني لقريب له  بما   لاتحمد   عقباه  , ارسلته السلطة الى عزرائيل  السجون  …  لقد   انتقد…ياللهول   ياناس  !! …قال كلاما  سيئا   على   العائلة  , وهو الذي ينتمي الى  طائفة  العائلة   ,  فمن غير المعقول أن يبصق  ذلك    الوغد في الصحن الذي يأكل منه .. ناكر الجميل  .. القرار بقطع  لسانه   قبل   رميه   برشة  من  الرصاص  بالرصاص  كان في منتهى الحكمة  والرأفة  ,  من هنا  يمكن الاستدلال على أسباب  رؤيتنا  هذه بخصوص الحرية ,  خاصة من  يحميها في  سوريا .

لكل حادث حديث  , ولكل مقام مقال , ومن يراقب الحدث  يستطيع فهم الحديث , فقبل عشرات السنين دوى  صوت أحمد سعيد من  قاهرة العرب , عاويا  ومعريا الأكاذيب  , وناشرا   الحقائق  حول قوة العرب وجبروتهم وتقدمهم ومقدرتهم على قذف اسرائيل  في البحر    ,  صدقنا ماقاله أحمد سعيد والشقيري , وجمال عبد الناصر , وكل الرموز القومية السابقة , صدقنا  اناشيد  الاشتراكية وصفقنا لعبد الناصر عندما مارس عملية الاخصاء السياسي  وحل الأحزاب , والبعث  حل نفسه أيضا بناء على نصائح أو أوامر عبد الناصر , لقد كنا أثناء هذه الأحداث أطفال  بدون خبرة  , صدقنا الحديث  عن الحدث .. ولا أنكر وجود بعض  البلاهة   في عقولنا.
توالت الأحداث   ..1956 ..   حيث سيطرت على اللغة بعض المفردات  والكلمات  المشحونة  بالفخر من عمل جول جمال  ..كلمات ومفردات  ملطخة بالدعاية والدماء  …, وبعد كل حدث  ارتج الوعي بعض الشيئ  , وجاء عام 1967   , حيث الصفعة  الكبرى والصعقة الأكبر  , لتلوي  عنق الثقة   بالأصوات المدوية ومفرداتها  المتوقدة كالنار  .
لقد  كانت  مفردات  لتسويق  الكذب  وترطيب الأجواء حول العسكر …. .النكسة   الزخم  ..الجماهير  ..ارادة الأمة وقرارها  .. قعقعة كلمات متسربلة بالرصاص  , الذي  لملم أذياله واتجه داخليا    ليحصد  أرواح العملاء  والمنافقين والخونة ..,أتت  الثورة  المجيدة  في زوارق الانقلابات العسكرية , والتصحيحات المجيدة ,   تسلم الأمن  واجهزته     العشرين  مهمة مرافقة الشعوب الى  ىشاطئ الأمان  , تربع  الحزب القائد للدولة والمجتمع على الكرسي, وارسل    كل مناوئ الى السجن , وكل معارض الى القبر  وكل ماس بهيبة الدولة الى غياهب المواخير  ,لكلام ممنوع  والتفكير ممنوع والرأي ممنوع  , الاعتقال مسموح والسجون مفتوحة على الرحب والسعة للضيوف الجدد ,السرقة  تحولت الى “تأمين ” مستقبل  الولد  وولد الولد والتلد … يا ماشاء الله   كيف تحضرت  دولة مهد الحضارات  بهذا الشكل , والآن نحن في القمة …  ربي يحميكم من النضرة .
بعد أن بلغنا القمة من الأسفل  هاج الشعب وماج  ,  الغيرة والحسد .. وكل فلعوص من هذا القطيع اراد   أن تكون له  نفس مليارات  أياد  غزال  أو رامي بيك أو ماهر أو رفعت أو جميل  أو ذو الهمة شاليش  أو حمشو .. ومن كثرتهم يمكن القول ,  ان الشعب في طريقه الى التملير , وما على من لم يتملير لحد الآن الا  أن يصبر  , وفي الصبر السلوان ..على الدور .,.لا تطحش ولا تجحش … ومن ضاق صدره عليه بالرحيل  ,لقد صبر رفعت سنوات  قبل ان  تنقش  معه  وتدفع له الخزينة ثلاثة مليارات دولار  على العد والضبط  لقاء  ذهابه الى  المنتجع  بعد أن هذب الحموية  وأسس سرايا الدفاع , وهؤلاء الحموية هم البلية  ,  ونغمتهم  المتجددة  تتطلب مفردات  جديدة  ..عصابات مسلحة  تكفيريين  عملاء اردوغان  والأمريكان , وأكبر الكلمات دويا  هي كلمة  المؤامرة ..المؤامرة اللعينة  التي تريد تقسيم البلاد  وتنفيذ مخططات اسرائيل والصهيونية ..مجموعات مسلحة  تطاردها قوات  حفظ النظام  (الجيش) بمساعدة  الشبيح ..عفوا المتطوع لخدمة الوطن .. الفتنة , واللاوطنية … السجان أصبح كطبيب المخبر ,  حيث يفحص منسوب الوطنية في دم المواطن  كما يفحص الطبيب منسوب السكر في الدم  أو عدد الكريات الحمر ..هناك  المصاب بفقر الدم وهناك المصاب بفقر الوطنية .. تشخيص هذه الأمراض هو من اختصاص  السجان ورجل الأمن ورجل المخابرات , ولطالما الأمن يقظ  فلا خوف على  المواطنين ولا هم يحزنون!!

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *