غرابة وغربة الاسلاميين العثمانيين في سوريا !
ما. بيطار:
لقد التبس أمر “الوطن” السوري بالنسبة لبعض الممارسين للمساكنة في سوريا مع أمر الخلافة , خاصة العثمانية ,لم يعد بامكان هؤلاء تحديد اوليات هوينهم وانتمائهم بشكل يستقيم مع شروط المواطنة السورية , لكل ذلك كان هناك دوافع ومسببات , قد تكون متمركزة لحد الآن بأكثرها في اللاشعور الجمعي , ألا أنها بدأت في التمظهر الشعوري, الذي نلاحظه على البعض في خلال مواقفهم الخجولة أحيانا , والتي لاتتميز بالمصارحة وانما تعتمد التزييف والمخاتلة وأحيانا التكاذب .
مسألة المصارحة والمجاهرة هي مسألة وقت فقط , فالذي يمارس الآن عثمانيته تنويها وبشكل متخفي سيمارسها مستقبلا صراحة , وما ترسب في اللاشعود سيطفوا في ظروف ملائمة على مستوى الشعور , ويتمظهر بشكل علني , وقد تمظهر في الفترة الأخيرة علنيا , وذلك بوقوف الاسلاميون أو جزءا كبيرا منهم الى جانب المحتل للأرض السورية , ثم فتح البلاد مع جيش محمد .
سيكون حجم التمظهر العلني مستقبلا أكبر من توقعات البعض …فالعثمانية تسللت الى وجدانهم , ليس لكونها جرثومة انتقلت قسرا الى هذا الوجدان ,وانما لكونها حالة لها في التاريخ جذورا عميقة ,فحتى قبل نهاية الحرب العالمية الأولى ,كان هناك فريق اسلامي سوري يروج للاستكانة للاستانة , السبب على مايبدو نفيهم لصيغة ” الاستعمار” عن العثمانيين , فوجود العثمانيين طوال 400 سنة , لم يكن “احتلالا “,انما حالة “شرعية” مستمدة من شرعية الخلافة بشكل عام …عثمانية أو عربية , وجود العثمانيين بالوالي وجامع الضرائب وسمسار سفر برلك ..هو الشكل الطبيعي الشرعي لسوريا والسوريين , الذين تحولوا الى رعية تحت رعاية عثمانية لم تعد موجودة , انهم يعيشون بالتالي في حالة الوهم والتوهم بوجود ماهو غير موجود,
خضع مفهوم وتطور ونمو العثمنة الى العديد من الشروط البيئوية الدينية والظروف الموضوعية , والتي منها فشل الاجتهاد بخصوص الدولة الاسلامية الأممية الهلامية والمبهمة الماهية والكبرى , لذا أصبح غض النظر عنها حتمي , وفي ظروف حتمية غض النظر عن الدولة الاسلامية الأممية الكبرى , تمظهرت تركيا بمظهر ذو علائم امبراطورية , تيمنا بأمبراطورية الخلافة العثمانية , وما ساعد على ذلك كانت خدعة نجاحات تركيا الاردوغانية في تحقيق نموا اقتصاديا ملحوظا واستقرارا نسبيا جيدا , لم يكن على يد اردوغان وحزبه ,انما بالرغم من اردوغان وحزب التنمية .
كل ذلك , أوحى للبعض ,بأن الاردوغانية حركة اسلامية ناجحة , ونجاحها هو برهان على صحة مقولة الاسلام هو الحل , وبذلك حول هؤلاء الاردوغانية اعتباريا الى خلافة , واردوغان الى أمير المؤمنين , وتبوأت تركيا المعثمنة مركزا بديلا عن الدولة الاسلامية الأممية الأكبر.
من سيبني سوريا ؟
السوريون سيبنون سوربا, وهل الاسلاميون العثمانيون سوريون ؟ الجواب هنا بالنفي المطلق ,هؤلاء ليسوا سوريين ولا يمتون للانتماء السوري بأي صلة, انهم ينتمون قلبا وممارسة الى كيان أومنظومة مارست التوحش الأسطوري القمعي في سوريا ,بالنسبة لهؤلاء لا أهمية لتوحش آل عثمان , ولا أهمية للعثمانية , التي لايعرف التاريخ أحط منها , المهم بالنسبة لهم هو كون العثمانيين مسلمين سنة , وهم بموقفهم الخائن بالنسبة لما يدعون ,يمارسون الوطنية والمواطنة الاسلامية ,الاسلام هو وطنهم والاسلامية هي عقيدتهم , وقد صارحوا بذلك مرارا ,وتصرفوا كغرباء وأعداء لسوريا مرارا ,والغباء بنا عندما نصر على اعتبارهم سوريين وعندما ننتظر منهم المشاركة في بناء سوريا .
بناء على ذلك , وعلى ضرورة التأسيس على الحقائق مهما كانت مرة , لابد من التأكيد على أن الطريق الى سوريا الجديدة , لايمر عبر الاسلاميين , وليس مع الاسلاميين العثمانيين , فمعهم لايمكن اقامة سوريا المستقلة المتقدمة , وانما اقامة ولاية سوريا العثمانية …لايسمح الولاء والبراء لهم بموقف آخر !!!
لا وجود لمشكلة كبيرة بهذا الخصوص …كونوا عثمانيين كما تريدون , لكن لاتمارسوا الرياء والنفاق بالادعاء بأنكم سوريون , انكم حقيقة امتداد لأبشع استعمار عرفه التاريخ , لا انذل من الذي يعيش على ارض يعتبرها وطنه , ثم يساعد الغريب على احتلال وسرقة هذا الوطن , حتى هتلر احتقر من ساعده على احتلال بلادهم ,
Post Views: 325