أخلاق إسلامية , أصول السباب الجنسي…

ابراهيم   القبطي:

 

  نعتذر مقدما على ألفاظ هذا المقال … التي تفرضها طبيعة الموضوع المطروح ، ونرجو ألا نخدش بها حياء أحد القراء … فهي رصد لوقائع بلا رتوش أو تجميل

من أساسيات الأخلاق في كودها العالمي Universal Code ألا تقذف أو تسب الآخر بألفاظ نابية تجرح حياءه ، والأ تتطاول بالألفاظ النابية على آخر أيا كان …
وفي جميع الثقافات تقف الشتائم الجنسية على قمة هرم القبح والألفاظ النابية … فلا تخلو ثقافة بشرية منها … ولا تخلو ثقافة من تجريمها واحتقار قائلها .

فقد نجد البعض مثلا لا يتعرض على من يصف الغبي بأنه غبي ، طالما أنه تمايز بالغباء في الكثير من المواقف ، أو الجاهل بالجهل طالما تمايز بالجهل في الكثير من المعاملات ، ولا يعترض آخرون على من يصف المدلس بالتدليس ، طالما مارس قطعا التدليس ، أو على من يصف العاهر بالعهر ، والزاني بالزنى ، طالما انطبقت عليهم صفات العهر والزنا ، ولا من بعترض على من يصف السارق باللصوصية طالما كان سارقا بالفعل …

فأخلاقيا إذاً على ماذا نعترض ….؟
نعترض على من يتحول من الوصف إلى القذف والشتم ، كأن يقذف أحدهم السارق بألفاظ جنسية نابية لا تحمل وصفا لفعل السرقة بقدر ما تعمل قذفا في ذات الآخر ، فيتخطى حدود الوصف وإن كانت جارحة إلى مستوى الشتيمة والتجريح …
فمثلا نحن لا نعترض على قاضٍ يصف زانية بالزنا في قاعة المحكمة طالما ثبتت عليها التهمة … ولا نفقد احترامنا للقاضي … لتلفظه بلفظ الزنا
بينما نعترض على الألفاظ النابية التي ينطق بها بعض رجال الشرطة في الدول العربية في إهانات خادشة للحياء للصوص أو مجرمين لأنها تتعدي وصف جريمة المجرم إلى القذف في حق شخصه الإنساني … فتصبح سبا وقذفا ، يدل على إنحطاط الخلق وسفالة الطبائع
والآن لنرى كيف كانت ألفاظ نبي الإسلام …

—————————–

يفاجئنا نبي العرب باستعمال ألفاظ جنسية نابية وخادشة للحياء مع آخرين (*)
لا نجد لها تبريرا ولا نجدها وصفا لفعل أو جريمة ، بل إهانة وعقاب لشخوص … فهي جزء من التشريع المحمدي: وهو العقاب بالشتيمة والقذف
فكان محمد أول من أدعى النبوة والرسالة الإلهية ، وفي ذات الوقت استعمل ألفاظ خادشة للحياء ليعاقب بها المشركين وأمثالهم

——————————–

فعلى سبيل المثال ، أمر محمد باستعمال القذف والشتم بالعضو الذكري للأب والعضو الجنسي للأم لمن افتخر بنسبه في الجاهلية ، فحذر محمد المسلمين ألا يفتخروا بآبائهم ممن ماتوا في الجاهلية (1) فهم فحم جهنم، ربما في محاولة للقضاء على العرقية والتحزب القبلي ، واسهاما في بناء الدولة العربانية …
وماذا عمن يخالف منهم … ماذا كانت العقوبة المحمدية ؟؟

كانت العقوبة أن يتم شتمه بأقذع الألفاظ الجنسية الخادشة …
أن يقال له : أعضض بأير (العضو الذكري للرجل) أبيك (**)
أو أن يقال له : أعضض بـ . ظ . ر (العضو الجنسي للمرأة المقابل للعضو الذكري) أمك
فكان أول من مارس هذه العقوبة مقرئ القرآن الأول “أبيّ بن كعب” فقد سمع أحدهم يقول : يا آل فلان
مناديا لآخر بنسبه لقبيلته … فرد عليه أبّي : أعضك الله بأير أبيك (2)
وفي موقف آخر نصح الصحابي الجليل المسلمين قائلا: من سمعتموه يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه هن أمه ولا تكنوا … (3)
والهن كناية عن العضو الجنسي للمرأة أو الرجل (4) … فألحقه بالكمالة ألا تكنوا … أي أن تصرحوا باللفظ (5)
وعندما اعترض أحدهم على فحش اللفظ قائلا : يا أبا المنذر ما كنت فاحشا
أجابه أبي بن كعب: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من تعزى بعزى الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا
أما المثير للسخرية والذي يؤكد أن محمد لم يخضع لما فرضه على الآخرين ، أن محمد قد نسب نفسه في عدة مواقف إلى أصوله الجاهلية
فقد جاءه رجلا قائلا : يا محمد , يا سيدنا وابن سيدنا , وخيرنا وابن خيرنا ,
فقال له محمد : عليكم بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد بن عبد الله , عبد الله ورسوله (6)
وفي مرة على المنبر قال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
ويعقب الراوي قائلا: فما سمعناه ينتمي قبلها (7)

—————————–

ومن غريب المواقف أيضا لفحاشة ألفاظ محمد نبي العرب هو ما تلفظه مع الصحابي ” ماعز بن مالك” الذي أتى إليه معترفا بالزنا …
فسأله محمد مستوضحا : لعلك قبلت ، أو غمزت ، أو نظرت
فأجابه ماعز: لا يا رسول الله
فأجاب نبي العرب : أنـ . كـ . تها … لا يكني (8)
ثم أمر برجمه
وهنا يثار التساؤل … كيف لنبي أن يستعمل فحش اللفظ وعنده من بدائل اللغة الكثير مما يشير لعلاقة جنسية
فهناك باضعها أو باشرها أو ضاجعها أو وطئها … والكثير من الألفاظ التي توضح الفعل الجنسي بتمامه دون أن يصرح … ولكنه لم يرض إلا أن يصرح …

——————–

وعلى منهاج نبي العرب كان الصحابة والتابعين
فهذا أبو بكر الصديق يشتم أحد المشركين قائلا : امصص بـ (بـ . ظـ . ر) اللات (9) ، ولم يعترض محمد أو يردعه ، فخالف النبي وصاحبه ما جاء به محمد في القرآن
{ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ …} ( سورة الانعام : 108)
مع ملاحظة أن النص القرآني لا ينهى عن السب في إطلاقه بل خوفا من سب إله القرآن

وهذا الحسين بن علي يرد رسول مروان فيقول: “أكلت (بـ . ظـ . ر) أمك إن لم تبلغه عني ما أقول له (10)

وهذا العباس بن عبد المطلب يقول لعمر بن لخطاب : “أعضك الله بـ (بـ . ظـ . ر) أمك” (11)
ومرة أخرى نرى العجيب واللاأخلاقي في حياة نبي العرب
فمحمد يسب ويأمر بالسب ثم ينهى عنه !!!
فقد صرّح بأن : ” سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر” (12)
وفي ذات الوقت كان يدعو قائلا : اللهم ! إنما أنا بشر . فأيما رجل من المسلمين سببته ، أو لعنته ، أو جلدته . فاجعلها له زكاة ورحمة (13)
معلنا أنه سب ولعن مسلمين قبلا (14) … فجاز عليه ما حكم به على الآخرين من فسق

——————

ختام :
في كل ما سبق … لم نجد مبررا للقذف والشتم الذي مارسه نبي العرب وصحابته ، أو استعمالهم ألفاظ نابية أو خادشة للحياء
بل وجدنا وصية الرسول بشتم من ينتسب إلى الجاهلية وهو فعلها
ووجدناه يحرم السب واللعن وهو يمارسه
بلا مبرر إلا إهانة الآخر
فلا عجب إذاً أن يدعو فقهاء المسلمين إلى السب عند الضرورة وفي حرب الأعداء

+ فقد تساءل أحد مسلمي عصرنا في أحد مواقع الفتاوى
“كنت أظن أن الكلام الفاحش حرام وأعيب على أصدقائي قوله؛ حتى إنني هجرتهم لأجل ذلك، إلى أن جاءني أحدهم بهذه الأحاديث وقال إنها صحيحة وهي كذلك، وأرجو المعذرة على هذه الصراحة:
– قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا.
– لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (لعلك قبلت، أو غمزت، أو نظرت). قال: لا يا رسول الله، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم اللفظ الصريح لا يكني، قال: فعند ذلك أمر برجمه.
واحتج أصدقائي بأن الصحابة كانوا يقولون ذلك فصدمت ولم أجد جوابا.. فهل معهم حق؟ وجزاكم الله خيرا السؤال “

+ فأجاب الفقيه “محمد سعدي” إجابة طويلة نقتطع منها فقرات توضيحية فقال:
– لا يجوز التصريح باسم العورة إلا إذا كانت هناك ضرورة أو اقتضتها المصلحة مثل الحدود فلا ينفع في الحدود الكنايات والتلميحات أو التعريضات، وعند منازلة الأعداء لإغاظتهم.
– ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة:
من العلماء من قال: إنَّ هذا يدل على جواز التصريح باسم العورة للحاجة والمصلحة، وليس من الفحش المنهى عنه
– أما في قول أسد الله لسباع بابن مقطعة البـ . ظـ . ور، فإنه قد قال له حين النزال وحين الطعان، وفي هذا الموقف من التحام الأبطال كل منهم يحاول أن يقذف الرعب في قلب خصمه ويوهن من عزمه، (15)

ولا تعليق على الفتوي .. سوى ونعم الأخلاق المحمدية .. وهل ينضح إناء إلا بما فيه ؟؟؟

وأخيرا أستعير قول دانتي في كوميدياه الإلهية
“إن أكثر طبقات الجحيم إحراقا محجوزة لمن يقف محايدا عندما تمتهن الأخلاق” (16)
فما بالك بمن يحض على اللاأخلاق …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *