ممدوح بيطار :
لقد تعثرت بعض محاولات تنظيم الزواج مدنيا , خاصة في لبنان واستباقا في سوريا على يد رجال الدين , وآخرهم كان السيد عبد الستار السيد , الذي يعمل كوزير أوقاف , اضافة الى بعض الأعمال الأخرى المسماة حرة , انه وزير في دولة سوريا , الا أنه لم يسمع بالأمة السورية من قبل .
سوف لن أهتم بما قاله ويقوله السيد الوزير عبد الستار السيد , ولكني سوف أثني على مبادرة الحزب السوري القومي ,في محاولته أختراق الحاجز الديني , والسعي لاقامة نظاما للزواج المدني بين المتحابين وبارادتهم المطلقة وبدون بازار البيع والشراء والنخاسة والمهر والترغيب والترهيب وثقافة البكارة وغير ذلك …..
رجال الدين , وليس آخرهم عبد الستار السيد, يتكسبون من التزويج والتطليق ومن ممارسة الغش والتلفيق , كترويجهم لكون العقد الشرعي للزواج , الذي نظمه وشرعنه الله لايخطئ ويصيب دائما , بينما الزاوج المدني هو عقد نظمه انسان يخطئ ونادرا مايصيب , الانسان يخطئ , ولكن ليس كل مايقوم به خاطئ.
العقد المنسوب زورا الى الله وشرعه خاطئ , لأنه تلفيقي مزور وينسب الى غير مصدره , الواقع يظهر فشلا نسبيا للعقد الشرعي في تنظيم اقامة أسرة , ونجاحا نسبيا للعقد الذي ينظمه الانسان , ولو لم يكن الأمر كذلك , لما نظمت الأكثرية الساحقة من البشرية أمر الزواج مدنيا على يد الانسان .
هل الزواج المدني التي تمارسه الأكثرية الساحقة من البشرية مخطئ دائما ولا يصيب أبدا ؟؟؟؟ , وهل الزواج الشرعي لايخطئ ؟, الواقع يبرهن وقوع الكثير من الأخطاء في الزواج الشرعي تحت اشراف الله وتبريكه , وهذا مانلاحظه في حياتنا اليومية, ونلاحظ أيضا تكاثر الاشكاليات التي يسببها الزواج الشرعي , الذي يشترط المهر على سبيل المثال ,خاصة بسبب المهر , وبسبب مخاطر تعدد الزوجات , الذي يمثل مصدرا للاشكاليات , وليس للوقاية منها أو حلا لها ,المهر متهم بتحويل الزواج الى بازار بيع وشراء, يحول المرأة الى شيئ يشترى ويباع للاستمتاع, يا أيها النبي انا أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهن !.
يعتمد الزواج المدني على الخيار الشخصي , أما زواج المهر وبازاره فهو ” تزويج ” وليس زواجا, انه قسر وبربرية , انه صفقة , تتم سمسرتها من قبل الأهل والأقرباء , وبالتالي تعتبر ممارستها نوعا من النخاسة الشرعية , التي لاحب ولا خيار شخصي بها, فما هو الرابط بين الرجل والمرأة في زواج المسيار وزواج المتعة ..ولمن هذه المتعة ؟؟؟ , هناك عدد هائل من زيجات تتمثل بها ثقافة الكراخانات بامتياز.
الزواج المدني هو زواج تقبل واندفاع ورضى , والزواج المدني لايهتم بدين العروسين ولا يتقبل تعدد الزوجات , وبما أنه كذلك فهو في نظر رجال الدين ناقص , ومناقض لما حلله الله من تعدد الارتباطات … فتعدد الزوجات نعمة من نعم الخالق , وقد اخترعها الله حلالا لحل المشاكل الاجتماعية وحتى الجنسية , فكيف سيكون حال هذا الذكر الهائج كالبغل او الثور , عندما تكون زوجته حائض ؟ , وكيف له أن يتدبر الأمر وينتظر ثلاثة ايام ….معاذ الله … عليه اقتناء ثانية كاحتياطي نكاح , و أين الغرابة في هذا الأمر ؟؟, , هناك العديد من المشاكل , التي يفرزها تعدد الزوجات؟ , التي بحثت في العديد من المقالات على هذه الصفحة , لاضرورة لتعدادها مرة أخرى .
يدعي الاسلاميون بأن الزواج المدني ليس سوى قنبلة موقوتة , وجرح لكرامة المسلمين والقرآن , الذي هو تدبير من رب البشر من أجل البشر , ويقولون ان الشرع لم يحلل شيئا الا لصالح البشر , ومن يريد الزواج مدنيا يستبدل قانون رب البشر بقانون البشر , الذي يسمح بالزواج أمام موظف , قد لايكون مسلما !!!! , وماهي المشكلة في كون الموظف ليس مسلم , عندما يكون العريس أو العروس مسلم او غير مسلم ؟
من أكبر الترهات التي يمارسها الاسلاميون , ترهة عدم ضمان الزواج المدني للحقوق الشرعية للورثة والزوجة, وهل تنظيم الشرع للارث والتوريث يتضمن شيئا من الحق ؟, وهل التباين بين ارث الذكر وارث الأنثى حق ؟؟ وهل من الحق أن تخرج المطلقة من بيت الزوجية فارغة اليدين جائعة , وهي التي عملت بالبيت عمرا , وهل لاقيمة للعمل البيتي بالنسبة لمن لاتعمل خارج البيت , عمل البيت هو الأهم والأقسى من العمل في مهنة خارج البيت , بالرغم من ذلك تخرج المطلقة خاوية اليدين , والكل من نصيب الذكر……هذا هو الحق الرباني , الحق المدني على العكس من ذلك , لايتسم بكونه جامد ويتسم بكونه متغيرا ومتطورا حسب الحاجة وحسب تطور مفهوم الحق , انه من صنع المرأة والرجل , بالتالي منصف للمرأة وللرجل ولأولادهم .
يقولون ان الزواج المدني “كفر” لايريده الله ورسوله والمسلمين, وهل يجب على البشرية الانصياع لارادة الله ورسوله والمسلمين ؟ , الانسان لاينصاع الا لعقله وارادته , ويتعجب هذا الانسان من غرابة ارادة الله بخصوص زواج المسيار والمتعة والزواج بقصد الطلاق وغيرهم من حوالي ١٦ نوعا من الزواج الدوني الانحطاطي ,عندما يمثل ذلك حقيقة ارادة الله يصبح الكفر به واجب .
الزواج المسمى قومي نسبة الى الحزب السوري القومي , ليس الا بداية لمشروع الزواج المدني ولدسترته , اسمه الآن قومي لانتشاره بين أفراد الحزب السوري القومي , عند تعميمه وتوسع انتشاره سوف لن يبق قوميا, انما سيتحول الى مدني , الخطوة رائدة وشجاعة , تستحق التشجيع والدعم وأتمنى نجاحها .
لايقتصر الأمر على نشاطات السوري القومي بهذا الخصوص, هناك مشروع قانون يطالب باقرار الزواج المدني في سوريا بشكل اختياري , وقد تم طرح هذا المشروع عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستطلاع الشارع السوري , صوت لصالح المشروع ٦٣٪ من الذين شاركوا في الاستطلاع .