امانة السياسة, الأخ والرفيق وخيار الخوازيق !

هانس  يواخيم  :

   ماذا لوتجرأنا على الكلام   وقلنا, ان أكبر شبيه للأخونجي هو البعثي, هنا سينبري البعض   للاستنكار  ….معاذ الله .. ان في هذا الكلام أرزل المقارنات !, كيف يمكن القول ان اكبر شبيه للأخونجي هو البعثي ؟, مع   العلم بأن أكبر عدو للبعثي هو الاخونجي …. شيئ لايصدقه العقل ولا يتحمله المنطق .

 تعلمنا من علم النفس أشياء  قد تبدو ا للبعض غير معقولة , هناك  من  قال  ان أقرب شيئ للحب هو الكره , وأقرب شيئ   من  الفرح هو الحزن , ,اقرب شيئ للضحك هو البكاء , ولماذا لايجوز  القول  بأن  أقرب شيئ للأخونجي هو البعثي ؟؟

 الحب يتفق مع الكره في توظيف مشاعر متأججة , ويختلف الحب عن الكره في الاستقطاب , أي أن الشحن بالمشاعر هو تشابه , واستقطاب المشحون  هو تعاكس , والاستقطاب لايعبر  الا عن “وجهة”أو”توجه ” , كل منهم في جهة , أما المضمون الذي هو تأجج مشاعر , فهو واحد .

 الاخونجي والبعثي هم تمثيل لتيارات تقف على الجهة اليمنى من التفكير السياسي  ..هنا الدينية العروبية , وهناك القومية   العروبية او   أالعروبية   الاسلامية , هنا الطائفية وهناك العنصرية , ثم عن مقولة الدين والدولة ..الاخونجي   يعتبر الاسلام  دين ودولة , والبعثي  يعنبر  البعث دولة  ودين  , لا بل أكثر من ذلك ..هو المجتمع أيضا ,  مقدرات الدولة والمجتمهع في كلا الحالتين  بيد الدين أو بيد الحزب , وحتى لو بلغ عدد اعضاء الحزب خمسين عضوا من بين ملايين  من السوريين ,فالمادة الثامنة  قالت   ان  خمسين بعثيا هم قواد الدولة والمجتمع , الكم غير مهم وانما النوعية   المميزة  التي   أكدتها  صراحة المادة الثامنة,   التي   لاتزال  سارية  المفعول   بالرغم   من    ايقاف  العمل  بها  رسميا , والتي لاتربط القيادة  بالأكثرية   انما بالحزبية  ,امر قوم الاسلاميين  لايختلف ,مهما تدنى عددهم        تبقى  نوعيتهم   مميزة وجديرة  بالسيطرة  والهيمنة, لأنهم  من  خير  أمة   أخرجت  للناس .

  لا ديموقراطية  تحت سلطة من يتكلم  باسم الله,  أو من  يتكلم  باسم   البعث  ,  ومنذ  سنوات  باسم  العائلة  واسم   ربها  الذي  هو  رب  الجميع ..كل ذلك للأبد ..سورة البقرة تعادل سورة المادة الثامنة في قدسيتها وجلالها , كل   السور   تتدحرج من السماء على الأرض  أو  من  الأرض  الى  السماء  , كلهم  يرسمون  الصراط  المستقيم   …اياك  أيها  العبد  والزندقة  باله  الأرض   أو  باله     السماء ….  على  الأرض   هناك   مواخير   البعث  المتأسد   المخصصة  للخونة والزنادقة …تدخل  حيا   وتخرج  ميتا ,     أما  في   السماء   فالأمر   أسوء  ,   لمملكة  السماء  جهازها  الأمني     أو  كما يقال  مخابرات , ومخابرات  رجال  الدين       الذين  يتخابرون  مع  اله  السموات  ويبشرون  على  الأرض بما    سيناله   الكافر   من عقاب وارهاب…عذابات   لاتقل وحشية  وبربرية   عن  وحشية  وبربرية  اله  الأرض  , لا بل  تفوق   بربرية   ووحشية  مخابرات  الأرض , تدخل  جهنم ميتا  وفي  جهنم  يتم  التمثيل   بك   وتشقيفك   الى  شرائح ,فبعد   الموت تأتي  عصة القبر   ,  كل  ذلك  من  أجل  السيطرة  على  البشر   وتدجين  عقولهم   لمصلحة  الآله   المتماهية  مع  بعضها  البعض  في  السماء وعلى  الأرض…أما لماذا   تلك  العداوة  والنفور  بين الاخونجي والبعثي ؟؟؟

لاعلاقة  للعداوة بالاستقطاب  العقائدي , وانما بمزاحمة نبوية   الهية مع  نبوية  أسدية   الهية على احتكار مقدرات   الشعب  من جهة  ,  ومن  جهة   أخرى  على   عدم   جواز   الجحود  ورفض  نعم  الله   المتجلية   بالنعمة   القومية   البعثية   الأسدية    أو  النعمة  الاسلامية  الاخونجية .

   لو نظرنا  الى  الوضع  الحالي ,  حيث  يتقارع  فراخ  الاخوان  مع  الرفاق  بالقنابل  والبنادق   منذ  عشرات  السنوات , ولو حاولنا  تفسير  الحيرة  التي  تنتاب  الانسان  السوري  بشكل  عام  تجاه   الانتقاء   بين الاخوان والرفاق  لوصلنا  الى  نتيجة  مهمة , االانسان السوري لايريد  حقيقة  طائفية البعث  المركبة من   قومي  ومذهبي  , والانسان السوري لايريد  طائفية الاخوان   المركبة   من   اسلامي  وعروبي , ولو  سألنا  مواطنا   سوريا  بين   أربعة  جدران   وتحت   أربعة  عيون  عن  خياره  بين  الرفاق والاخوان, لقال  همسا  لافرق   بينهم , وما قام  به  الرفاق  والاخوان  خلال  القرن  السابق , ليس  فقط  في  سوريا وانما في العراق من  تدمير   والغاء    لمشروع  الدولة  متشابه ,   كلهم   من  حيث   العنجهية   والفردية    التوحيدية   أشباه …  الشعب  يتوحد  بالفرد !  واحد ,  لايفترقون   كثيرا  عما  يقوم  به  مليك    السعودية ,   انه مالك  السعودية , ولسوريا  ” مالك”  وللعراق   “مالك  ” , السعودية  تورث , وسوريا ورثت ,العراق  فشل   في  التوريث , الحاكم  بأمر  الله   هو  الملك  السعودي , ولا يختلف عنه من حيث  الصلاحيات     الملك  الجمهوي   السوري أو    االعراقي , ولو  أردنا  التعمق  أكثر  لوجدنا   اضافة  الى  ذلك  الكثير من  أوجه  التشابه   التي   لامجال  لذكرها  ولا  فائدة  من   ذكرها ….هذا هو مضمون مشكلة  هذا  الشعب  التي  يبدو  وكأنه  لاحل  لها ..اما  خازوق   الاخوان  أو  خازوق  الرفاق  ,اختر أيها  الصديق على أي خازوق  تريد  النقيق  , لاتفكر كثيرا أيها الصديق   ولا    تتردد, فلا فرق  بين الخوازيق !!

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *