العاهرة رندا قسيس…

سمير  صادق :

انها تلك الخبيثة اللعينة التي تدعي انتمائها للمعارضة , والمعارضة منها براء, هذه المرأة عاهرة … أرتيست  في  أحسن الأحوال  ,هذا  ماقاله    العديد  من  الأسلاميين  عنها ,  وهم  لم  يسمعوا  باسمها    ,  ذكرني   ذلك   بقاتل   فرج  فودة ,  الذي   لم  يقرأ  له,  لأنه  كان  أمي    ,وبالرغم  من  ذلك  اغتاله  .

 لي في هذا الخصوص   بعض   الأسئلة  والتساؤلات , لاعلم لي بوجود مؤسسة  أو حزب  أو جماعة مهمتها اعطاء   الأفراد بطاقات عضوية في سلك المعارضة ,   لاحاجة  لأن يدعي فلان على أنه معارض , فأي  مواطن هو معارض  في  بعض الجزئيات  ومؤيد في بعضها , ولا وجود لمواطن معارض  “صرف” ومن يصف نفسه بالمعارض “الصرف,  هو ذاك التحزبي  التعصبي  ذوالتفكير الشمولي  القسري , الذي لايستقيم مع  تبني  تصورا  “شخصيا”خاصا   بطريقتة     للوصول مع غيره  الى   خلق منظومة حاكمة  مغايرة  للمنظومة الحاكمة في بعض الجزئيات  أومعظمها  ومن النادر في كلها ,

لاوجود “لفريق “معارض واحد  وانما  “لطيف” معارض   متعدد   المكونات  والاتجاهات  الجزئية, لذلك فان  التنكر لكون  رندا قسيس  وغيرها   معارضة  وتصنيف ذلك في مصنف الادعاء  ,انما هو  تنكر  لطبيعة المعارضة المتعددة المكونات والاتجاهات  وتكريس  للمعارضة الواحدة   المحتكرة  لموقف سياسي واحد  وهدف واحد ,  لايحق  لهذا النوع من المعارضة الاحتكارية الواحدة   أن  تطالب   باسقاط   ديكتاتورية ما , لأن هذه المعارضة   ديكتاتورية   بطبيعتها  وأسوء أيضا , ,هذه المعارضة   فعلا  مدعية  , بعكس رندا قسيس  التي تعارض  ليس ادعاء  وانما حقيقة وواقعيا  , انها تريد  وضعا تعدديا   آخر   بجهود معارضة تعددية  ,ورأيها في اطار  الطرق والوسائل  ذات الطبيعة التعددية  للوصول الى وضع تعددي  هو  من طبيعة هذه التعددية  التي  لاتستقيم  قطعا مع  المفاهيم الديكتاتورية  والتكفيرية  الدينية,

من يثور على وضع  ويريد   الوصول  الى  وضع  أسوء,والوضع الأسوء في حالتنا السورية هو الوضع  الاسلاموي  ,انما هو حسب تعبير   بليخانوف ” ديكتاتوري  برداء  ثوري ” هذا  هو  بشكل عام الفرق بين  رندا قسيس  والشيخ المحيسني   أو غيره من  أمثاله .

موضوع  العهر  ووصف السيدة  فسيس  بأنها أرتيست  وغير ذلك  التوصيفات  التي جاد بها قطيع من  المعاقين  أخلاقيا وفكريا ومسلكيا  على السيدة قسيس  , هو  أمر  طبي لاسياسي,  اعرف العديد من  الحالات  المرضية الذكورية   التي  تريد تحطيم المرأة شعوريا أو لاشعوريا  , اعرف  أيضا حاجة هؤلاء  العلاجية  والكثير عن  عقدهم الجنسية  التي  ترغمهم على  السقوط  المتكرر  في الفرج   وعلى  الارتكاب القسري  للموبقات  التهذيبية …بكل  ثقة وانشراح وتفاخر وبدون أي خوف   أوجزع   وحتى احترام لزوجاتهم وبناتهم  يلصقون صفة العهر  بانسانة  آخرى   وكأن الأمر  ممارسة للفضيلة أو   الصلاة  , لايكترسون  بالعواقب , فماذا لو  وصف   شخص   آخر زوجاتهم وبناتهم بالعاهرات !!!

بعد وصلة التعهير والشتائم  التي مارسها الاسلاميون بعد لقاء الكاتبة رندا قسيس مع ابن ترامب قبل  سنوات  ,  انفلت  الاسلاميون لممارسة   وصلة شتائمية أخرى بحق السيدة قسيس ,السبب كان   “اشاعة”  فرض السيدة قسيس كرئيسة  لسوريا في الفترة الانتقالية, والاشاعة”التجريبية” كانت كافية  لتجريد العديد من  أفرادالشعب السوري من  القناع الذي  يختفون  الانحطاط  والسوقية  خلفه.

ولماذا لايجوز لرتدا قسيس  أن تصبح رئيسة لجمهورية وهي   الكاتبة  والفنانة  التشكيلية  والمثقفة , التي    عملت  على   انتشال المرأة من مستنقعها الظلامي ,وهي التي قاومت   النظام الأبوي الذي يرغم المرأة على التهليل  لجلادها  الذكوري ,الذي تحول الى  هدفا نهائيا للحياة عندها وحلما رسخه الفكر  الديني المتأخر .

المجتمع الذكوري الذي يحظى  بأشد الاحترام من  الاسلاميين ومن الديكتاتوريات ,ينظر الى المرأة من منظار قاصر ,  يجب   أن  تكون  المرأة  معززة مكرمة في المطبخ ,وسعيدة في قوة فحلها وأنانيته  الجنسية , السعادةالجنسية هي سعادة الرجل , والرجل هو ولي  أمرها ,والقرار الأسري هو قراره, والارث   للذكور بشكل رئيسي, والتعدد للزوجات  وليس للأزواج .

قامت دنيا الاسلاميين ولم تقعد بعد   أعلنت    الكاتبة  السعودية نادين  البدير   تحديا  عن عزمها بالزواج من خمسة رجال ,والقصد من قولها   هذا كان فتح ملف  تعدد الزوجات  الظالم   ,وليس عزمها الحقيقي للزواج من خمسة   رجال ,فورا تحولت الكاتبة الى عاهرة  , كما حولوا  رندا قسيس الى عاهرة , تهمة العهر  هي  التهمة  الجاهزة لكل مناسبة يراد بها  تحطيم انسان ,هذه التهمةالجاهزة  والتي تلصق بالمرأة  ليس الا  وسيلة دفاعية  عن  العهر  الشرعي الذي تتم ممارسه بتعدد الزوجات ….مع  رئيسة كرندا قسيس  لاوجود للعهر الشرعي ولا وجود لتعدد الزوجات !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *