سمير صادق :
* مات الطفل وسيم زكور جائعا محطما مشردا , وموته قبل سنوات كان نيابة عن موت سوريا بأكملها حجرا وبشرا , هكذا انتهت براءة طفل يتيم , وهكذا ستنتهي سوريا البريئة اليتيمة ,هل يمكن الاجابة على السؤءال ؟ لماذا ؟
هناك من الأسباب ما لايعد ولا يحصى , والسطور التالية سوف تحاول طرح البعض من مسببات الموت وليس كلها, ولربما ليس أهمها , وقد اخترت الحديث عن حزب الله وعلاقته بالموت السوري اعتباطيا , لربما لاشعوريا ونتيجة غير مباشرة لأحداث لبنان , فلبنان , كما أظهرت الأحداث الأخيرة, مهدد بالاغتيال من قبل حزب الله , كما تم اغتيال ابناء القصير السورية ففي منتصف عام٢٠١٥ كتب الاعلامي أحمد دياب في جريدة الحياة اللبنانية مقالا تحت عنوان “حزب الله السوري وسيناريوات مابعد الأسد”, كشف به عن بعض التطورات الخاصة بمشاريع أحزاب الله , والقصد هنا مشروع حزب الله االسوري , الذي سيكون الثالث أو الرابع في المنطقة بعد حزب الله العراقي , لايمكن القول بأن هذا الخبر مجرد أشاعة , خاصة بعد التعرف على تصريح للقائد السابق للحرس الثوري الايراني حسين همداني لوكالة فارس للأنباء -و قبل أنم تعود الوكالة وتحذف التصريح بعد دقائق- أعلن همداني عن وجود هذا الحزب , وقال على أن عناصره يعملون تحت مسمى ” القوات الشعبية” التي قاتلت في حلب .
رسميا لاوجود لحزب الله السوري لحد الآن , الا أن التقديرات كشفت عن أن عناصر الحزب من المقاتلين بلغوا عدد ال ١٥٠٠٠ مقاتل , يتقاضى كل منهم مابين ١٠٠ الى ٢٠٠ دولار شهريا , ويتمركزون بشكل رئيسي في الجنوب ( القنيطرة) وفي نواحي السيدة زينب .. , وقد بدأ حزب الله السوري في انشاء خلايا له في الساحل , ويقول التقرير بأن حزب الله السوري لايقبل عضوية الا الشيعة , ويرفض حتى قبول أبناء الطائفة العلوية مبررا ذلك بأسباب مهيمنة لهذه الطائفة .
هل سوريا بحاجة الى مزيد من التطييف ؟ ولمزيد من سفك الدماء حيث يسيل الدم من الجنة انهارا , ومن أجل الدفاع عن الله يتم قتل عباد الله , وكأن الله معاقا لايستطيع الدفاع عن نفسه , وكأن خلق الله أعداء الله …!
الدستور السوري ينص على عدم ترخيص أي حزب ذو صيغة دينية , ويمنع ترخيص أي حزب ذو جناح عسكري يحمل السلاح , الا أن ذلك لايعني الكثير , فالأسد قادر على خرق القانون متى يريد وكيفما يريد , ثم أين هي المشكلة في ترخيص حزب لله سبحانه عز وجل , فالله علماني ووحدوي واشتراكي , أي أنه بالتحصيل بعثي بامتياز , والبعث يحمل السلاح , لأن “الوطنية” تقتضي حمل السلاح , وهل يمكن للدستور الغاء “الوطنية” ؟ عافاكم الله !
تكمن أهمية مقال الاعلامي أحمد دياب في كشفه عن النظرة الاحتقارية الشيعية للعلويين , وبالرغم من الوضع الاعلامي الحرج لم يتجنب الايرانيون أي تصريح مهين للأسدية ولسوريا …تارة أصبح اسم سوريا المحافظة الايرانية رقم ٣٥ , وطورا أصبح لايران شاطئ على البحر المتوسط , ثم تصريحات الملالي بخصوص الأمبراطورية الايرانية وعاصمتها بغداد , ثم الادعاء بأن سوريا كانت على وشك الوقوع بيد داعش لولا قاسم سليماني …كل هذه التصريحات لها صبغة استعمارية عتيقة , وحتى استعمار القرن التاسع عشر والقرن العشرين لم يتحدث عن المستعمرات بهذا الشكل الغيرلائق .
نظرا لأن الأزمة السورية سوف لن تحل عسكريا , لذلك فان اضافة فصيل عسكري هنا وهناك سوف لن يكون ذو تأثير أساسي عن نتائج الحرب , الا أن اشكالية تأسيس حزب طائفي بجناح عسكري على شاكلة حزب الله اللبناني سوف يكون كارثيا بالنسبة للوضع السوري الذي سيبقى قلقا ومقلقا وهشا لسنين بعد توقف حرب لاموعد لتوقفها ,
النقطة الثانية المهمة هو تأثير هذا الحزب على حالة الطائفة العلوية الخائفة , حيث دفع هذا الخوف العديد من العلويين للوقوف وراء الأسد , هل سيرغم انشاءحزب الله السوري العلويين للسعي لتأسيس حزب علوي , وهل سيكون حزب الله السوري حليفا للحزب العلوي أو منافسا له , مادا ا عن الاخوان المسلمين ؟ هل يمكن بعد تأسيس هده الأحزاب رفضهم كحزب سياسي وبجناح عسكري أيضا ؟
كما ترون ! هناك بوادر انتاج المزيد من التطيف السياسي والعسكري , واذا كانت الطائفية الحالية قادرة على تدمير 70٪ من البنية التحتية وقتل مئات الألوف ثم تهجير نصف الشعب السوري وتجويع النصف الآخر , فكيف سيكون الحال مع المزيد من هذه الطائفية ؟ .. رحمة الله على سوريا وعلى السوريين !
الطفل وسيم زكور وسوريا التي سكنته
*:سوزان سيدون
سمير صادق :syriano.net
رابط المقال :https://syriano.net/2019/12