حوار تحت سقف الوطن وفي خيمة الأسد ,أي الزنزانة !

نبيهة  حنا :

    سمعنا  في   الماضي القريب  تعابير جديدة نسبيا  مثل   تعبير “سقف الوطن ” أو تعبير ” خيمة الأسد “, حيث على الحوار أن يتم  تحت سقف الوطن , وفي خيمة الأسد , ولا نعرف كثيرا  ماذا  تعني السلطة  بتعبير”سقف الوطن” ؟  , وان كان تعبير “خيمة الأسد” اكثر وضوحا ,فالحوار  في الخيمة  هو بمثامة استلام  لصاحب الخيمة , والتواجد في  الخيمة  ليس الا للتوقيع على وثيقة الاستسلام ,  ففي نهاية الحروب  تنصب الخيم على  خطوط وقف اطلاق النار ,  ثم  يلتقي المنتصر والمهزوم  لتبادل التواقيع , ومن الخطأ ان يظن  أحد على ان   الشعب   السوري  وصل  الى  هذه  المرحلة  مع  الأسدية  !!

عودة الى تعبير “السقف”  ولا أعرف تماما  ماهي ضرورة “السقف  ” للحوار, الحوار يجب ان يكون في الفضاء  وليس  تحت السقف , هذا  بالاضافة الى كون تعبير السقف  ضبابي  ولذلك مضلل ….. لا عجب من نزعة السلطة للتضليل , الذي تمرست به وتمرنت على ممارسته طوال نصف قرن من الزمن .

اذا اصرت السلطة على “السقف” فيجب  عليها  ان تخبر المواطن , من رسم هذا السقف ؟, ولماذا ؟ وأين هي حدوده؟  وأين هي ضرورة  وضع سقف للحوار؟  فالحوار ليس شخصي  وانما وطني  والقائمون على الحوار هم  أشخاص “اعتباريين” , وبهذه المناسبة  يتملكني الشك  على انه  كان   للسقف وظائف أخرى  …. كما تعودنا , الخداع  والتضليل  والالتفاف والتزوير .

لايمكن لفكرة “السقف”ان تأتي الا من قبل سجان , لايرى في الوطن الا  ثقافة  الزنزانة , سجان تمرد على الحرية والعدالة الاجتماعية والديموقراطية ,  وخرب البلاد ببلاء  منهجية الأحادية  الضيقة ” المسقوفة ”  عائليا ,المنغلقة والمتقوقعة في مصلحة العائلة ماديا  قبل أن تكون معنويا , ولو كان للمعنويات عند فيلق النهب قيمة , لما تحمل هذا الفيلق  بهدلة  وشرشحة السرقات.

  حاولت  الزبانية شرح  مفهوم  “السقف ” بالقول  : تحت سقف الوطن يعني  أن يصب  كل شيئ في خانة  المصلحة  الوطنية من أجل الجميع  ,  حيث أن الجميع مدعوين  الى حلقة الحوار  , ليدلي كل  برأيه  (هذا مليسمى في قاموس السلطة ,استئناث) وبأفكاره  التي قد تقدم شيئا مهما  وايجابيا  من أجل اخراج سوريا من أزمتها الحالية , ولتكون الديموقراطية  في أبهى اشكالها  هي الوجه المشسرق  لسوريا  مابعد الاصلاح , وكل مواطن “شريف”  مدعو للحوار , بشرط أن يرفض الارتباط  بأجندة خارجية  ويرفض الاملاءات  الغربية الأمنريكية  ويتمسك بالثوابت الوطنية  وثوابت المقاومة والتمسك  بحقوقنا  وبكل شبر   من تراب  أرضنا المحتلة  , ولا يقبل أبدا بلغة اتنازل  , لأنها لغة  رفضتها سوريا ولا تزال ترفضها حتى  اليوم , والبوق يقول اضافة الى ذلك , على أن الجميع يعرف  ان الأزمة  المفتعلة  في سوريا  هي الثمن الباهظ  الذي تدفعه  بسبب مواقفها  المبدئية  والمشرفة . وهل يمكن القاء االوم على أحد بسبب  رفضه المشاركة في جلسات “تهريجية” حيث  تحاور السلطة   نفسها , سلطة احتكرت  الشرف بشكل عام  وشرف  المقاومة   والدفاع عن كل شبر من أرض الوطن , هذا بالاضافة  الى جوانب    الشرف الأخرى , التي لاتتمثل بمخلوق آخر  باستثناء  بشار والله .

تناقصت   امكانيات التدجيل على الشعب السوري  الى  حد  التلاشي , ولم تعد  لملمة جماعات التصفيق   والاستماع الى اناشيد التبخير والتبجيل والتأليه  سهلة , تسيير المسيرات   أصبح  عسيرا , وحتى  جمع خمسة أشخاص طوعا  للاصغاء الى أمين  الفرع أو أمين الشعبة  , وهو يكيل المدح  للرئيس “الشامخ”   أصبح  بمنتهى  الصعوبة ,ولم يعد ينفع التهديد ..وانتم ايها الديدان سيأتي دوركم  ! اي الدور لدخول الزنزانة , ولم تعد كلمات الاهانة للمثقف ذات فعالية ,   سوى  الضحك عليها ..اما عن مرتزقة السياسة من خبراء  التحليلات   السياسية , وفي الوطن ثلاثة نجوم   منهم  كخالد  العبود  وطالب ابراهيم وشريف شحادة , انهم  ثلاثي التهريج ,   الذي  احتكر   لفترة  طويلة  شرف   الحوار   التهريجي  كممثلين   للسلطة ,هذه  بضاعتنا  !!! كما   اعترف  فيصل  القاسم ,لذلك ازدحمنا  في  القاع !

نبيهة  حنا:syriano.net

رابط  المقال :https://syriano.net/2019/11

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *