المظلومية بين عدد البشر وعدد البنادق !

سمير  صادق :

 تعريف   المظلومية   بأنها  سياسية  في  معظمها  مصيب   بشكل  عام   ,  الا  أنه   بهذا   الخصوص   توجد   استثناءات   ,  خاصة  بالنسبة   للمظلومية   المسيحية,   التي  أتى  كاتب  المقال  على  ذكرها  , وبالنسبة   للمظلومية   السنية   التي   لم  يأت كاتب    المقال  على   ذكرها     ,  لاوجود  لملحق    سياسي   بما  يخص المظلومية   المسيحية  ,   اذ ليس        من  المعروف  عند  المسيحيين   سعيهم     للوصول   الى  حالة  سياسية   تؤمن  لهم   الهيمنة  على  الآخرين,  كما  تريد   العلوية  السياسية   أو  السنية  السياسية  (الاخوان  المسلمين) , مشاريع    المسيحيين   خارجية     تتمثل   بالهجرة    من   أوساط   اجتماعية    وسياسية    لاتناسبهم   ,  مشروع   الأكرار   مختلف  ,  انه   مشروع   الانفصال   عن   حالة   سياسية  واجتماعية    لاتناسبهم , وتأسيس  حالة   تناسبهم   في   اطار  دولة   لهم  ومنهم ,

  أما  حالة   المظلومية   العلوية  فأمرها  واضح  , وحالىة   المظلومية   السنية   بحاجة   لبعض   التوضيح   الذي   أهمله   كاتب   المقال   فبعد     ثلاث  أو  أربع  سنوات  من  انطلاق   الثورة  الثورية ,  التي  توفيت    في  عامها   الأول  أو  الثاني  على  أبعد  تقدير ,  أصبح الأمر يتعلق بـ “مظلومية سنية”, وليس بثورة ضد نظام استبدادي مافيوي,لقد  بات الأمر يتعلق بـ “حق طبيعي” لـ “الأكثرية السنية” أن  تكون  الحاكمة ,لكون “الأقلية العلوية”   قد  استأثرت  بالسلطة , هذا  هو  منظور صادق جلال العظم,  منظور  بدأ   بالتكرار  والتبني  من  قبل “نخب”  وأناس  ركبوا  الثورة , ويراد   منا   الاقرار  بأن   ذلك  هو  جوهر   الديموقراطية   وجوهر   الحق  والحقيقة ,

  اذن,  لم  نعد  أزاء  ثورة  “الحرية والكرامة”  بالدرجة   الأولى  , بل  أزاء حراك “السنة” من أجل استعادة “موقعهم الطبيعي كأكثرية” في السيطرة على السلطة, وبالتالي عدنا  إلى  فكرة   “الثورة سنية ضد نظام علوي”، الفكرة التي  سيطرت  على  قطاعات   كبيرة  من   خصوم   الأسد   العلوي,  وأسهمت في  ايصال   البلاد   الى   حالة   تتوافق  مع  تمدد  داعش  وجبهة النصرة  وجيش  الإسلا م  وغيرهم  من   الأصوليات .
إذا  انطلقنا  من  هذا المنظور  يمكننا  أن نبرر  ما جرى  في  العراق ,  حيث  انطلق  قطاع  طائفي  من  الشيعة  من  فكرة  “المظلومية الشيعية”  التي  حكمتها  “أقلية سنية”.  وبالتالي,    سوف  لن  نقبل ماجرى  هناك, لأنه   لايستقيم  مع   الواقع  و”رجعي” بكل معنى الكلمة,    لقد   أعاد     العراق  قروناً  إلى  الوراء.

 لقد كان التنظير  لمفهومي  الأغلبية  والأقلية ,  بالمعنى  الديني  قد  بدأ مع  برهان  غليون  في كتابه  “بيان من أجل الديمقراطية”, الذي  قاد  إلى هذا التصور عن المظلومية ,الذي   ترسخ   لدى  قطاع من النخب ,أنه  فهم  يقوم  على  قسم  الصراع  إلى  أغلبية  سنية  ضد  نظام  علوي, انه  تصور يظهر الآن   بشكل  فاقع  ومؤسس  على  أن  أن بيئة الثورة  كانت  في  “المناطق السنية”، من  دون  السؤال عن سبب   عناد  السلطة  والإخوان  المسلمينوبعض  الدول عن  حشر الثورة  هناك   , والعمل  على   اعطائها  ذلك   التوصيف  وتلك   الصيغة .

بالعودة  إلى  “المظلومية السنية”,  يمكن   القول على  أن  داعش  والنصرة  وجيش  الإسلام  وغيرهم  من   الأصوليات  حكموا  باسم  السنة, وعمر البشير  حكم  باسم السنة,وكلهم   عملوا  ضد شعوبهم,  نهبوها  واستبدوا  بها , بمعنى  أن المظلومية  هي  الغطاء  لنظم  مستبدة  ناهبة  أصولية  (كما في إيران والعراق), لايتعلق  الأمر  بمظلومية  طائفة, بل  بظلم  شعب  من  خلال   نهبه  وقمعه, وما   يجري  في سورية يهدف  إلى  ذلك ،   باسم المظلومية  تسعى   فئات  للسيطرة  على السلطة واعادة   انتاج  مظلومية  من  جديد .

  لميتم طرح  المطالب الحقيقية  للناس,   بدلا  من  ذلك   تم   طرح  منظور قائم  على أساس طائفي,  المظلومية   حقيقة   هي  مظلومية   الفئات  الفقيرة  والمدمرة   والمسحوقة  والمنهوبة  من  قبل     المذهبيات  السياسية  …  علوية   ..سنية ..شيعية… وليس  مظلومية  طائفة ,  يعتقد   البعض   على  أنه  من  حقها   الطبيعي  أن  تكون  على  رأس   السلطة الناهبة   المفترسة   …العدد   هو   العامل   المهيمن  …عدد   الرؤوس   أو  عدد  البنادق  .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *