أدونيس التعيس , لاتظلموه !!

نبيهة حنا:

ولما  التقزز من تحول أدونيس الى علوي ,  فقد تحول كامل المجتمع الى  فئات مذهبية  ,فالبعض السني   ليس أقل سنية  من  علوية   البعض العلوي ,   وحتى  أن بعض المسيحيين تطوروا في هذا الاتجاه   … يطورون انفسهم باتجاه الانغلاق الذي   أصاب فئات   أخرى من العلويين ومن السنة  ,  البعض يريد منهم أن يصبحوا طائفة  متراصة كباقي الطوائف  ,  ويريدون منهم   أن يحاربوا  كما يحارب الآخرون ,وقد  قطعوا في هذا المجال  الضال  باشراف رجال الدين أشواطا وهم في طريقهم الى التحول الى مايشبه أدونيس التعيس .

دعونا نفترض وضعا آخر  , وضعا  يتسم بالتوجه السياسي  وليس التوجه المذهبي , فهل كان  من الممكن لادونيس أن  ينحدر باتجاه علويته ؟ والجواب على ذلك  قطعي  , لو كلن الجو مدنيا  لما تنكص أدونيس وغير أدونيس بهذا الشكل المريع  , السبب هنا واضح , فمن يلغي السياسة  ويعاقب  من يتداولها بأشد العقوبات  ليس له  الا  اللجوء الى التمذهب  , المذاهب التي  لم يتجرا الأسد على الغائها   هي البديل عن الأحزاب التي تمكن الأسد من الغائها  , ولا نعرف   ان ارادت الأسدية ذلك  عمدا  وعن سابق اصرار وتصميم  , أو انها انزلقت في الدوامة  المذهبية   لأنها ارادت لنفسها الأبدية  , ومن يريد  التأبيد عليه بالنبوة  , والأسد أصبح نبيا من حيث  يريد أو لايريد …

وقع  أدونيس في الوحل  مرارا  , الا أن الوقعة الكبرى  تمثلت باحجامه   عن التوقيع على  العديد من البيانات  الشجاعة وذات الحس الانساني  ,والتي توالت في  فترة السنة الأولى   أي عام 2011 وقد وقع  على هذه  البيانات  آلاف  السوريين  باستثناء  أدونيس , في هذه البيانات  امتزجت مواقف تأييد الإنتفاضة مع مشاعر إدانة النظام وشجب ممارساته اللاأخلاقية  لم يوقّع أدونيس على أيّ من هذه البيانات،لكن السؤال المنطقي اللاحق هو التالي: هل يعقل أنه ـ هو الذي يتمتع بدرجة وافية، وكافية، من الذكاء وحسن تقدير الموقف، وانتهاز الفرصة المناسبة في التوقيت المناسب ـ لم يدرك  الحاجة الأخلاقية  والسياسية الحياتية  لموقف البيانات  الانساني والأخلاقي ؟؟,والسؤال الآخر  عن الوحل الآخر , الذي تمثل  بالنص الاستعطافي  لرسالته الىى هذا “الرئيس المنتخَب”،  ألم يدرك  “الثعلب” أدونيس  بأن مقامرته هذه خاسرة  لامحالة,  ألم يتمكن أدونيس  من ادراك  مقدار الضرر الأخلاقي الذي سيلحق بسمعته كشاعر سوري، له صيت حسن في أوساط عالمية لا يجمعها جامع مع الإستبداد والمستبدين؟ قال المغوط عن  أدونيس  ..بدو نوبل !! فمن يريد نوبل  لايتصرف كما  تصرف  أدونيس  لاحقا  وسابقا  أيضا  ,لجنة نوبل العليا  على معرفة تامة  بأشعار مديح الملالي  وخاصة الامام الخميني  عام 1979 , وعلى معرفة تامة  بكتاب “الشيخ  الامام محمد بن عبد الوهاب ” الذي جمع نصوصه مع زوجته  خالدة سعيد  وصدر عن دار الملايين … يبدو  وكأن موقفه  الهلامي  والبايخ  المايع  من الأسد هو استمرار لمولقفه  السابقة من الخميني  ومن  عبد   الوهاب , أكاد لا أصدق   أن  أدونيس شاعر بلاط   أي بالعامية “بلطجي”,

بالرغم  من كل  دلك   أجد أن   أدونيس  الانسان  الغير معصوم  عن  الخطأ  قد  تجنب عموما   الوقوع  في  تفكير  السماء  بالمعنى  الديني  المقدس  , الا  أنه  سقط ولو جزئيا , ولا  أنكرتقاربه  من الأديب  السياسي  السلطاني  , ولا  أنكر  محاولته  المترددة  لاضفاء  نوعا  خجولا تناقضيا  من   المشروعية  على  وجود   سياسي  اعتبره  انحل  وانقضى , فأدونيس   لم  يهرب  من  السماء  ولم يسقط على  الأرض  كاسرا   أضلاعه  , الشاعر كان    متواجدا دائما  على  الأرض  والدليال  على دلك  تطرقه  العنيد  لكل   أمور هده   الأرض !. هدا  هو  مثقفف  غرامشي العضوي !.

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *