المملكة الأسدية التخيلية !

نبيهة حنا , حنان عبدو :

الوضع يزداد بلورة والبلاد تزداد تقسيما بشريا وجغرافيا غير معترف به الآن , لا أحد يريد التقسيم الا أنهم جميعا يقسمون , لا أحد يريد الفساد وكلهم يفسدون , ولا أحد يريد الطائفية وكلهم طائفيون , وأهم فاعل في كل هذه المجالات هي السلطة والفصائل المسلحة التي اندحرت وستختفي , وما سيبقى هو كم من الكوارث التي ستستعصي على العلاج , هل السلطة والفصائل مجانين ؟
الأسد أصلا ليس مجنون والفصائل ليست مجنونة ,انما لكل منهم أهداف ذاتية , جهة تقول الأسد أونحرق البلد والجهة الأخر تقول سنحرق البلد ان بقي الأسد , هذه الشعارات هي الشعارات الوحيدة التي وجدت تطبيقا حرفيا لها في الواقع , فلا شعارات الوحدة أو الحرية أو الاشتراكية أو امة عربية واحدة . أو الدولة الاسلامية أو الخلافة ..الخ وجدت أي شكل من التطبيق , لا بالعكس البلاد أبعد ماتكون عن الوحدة وعن الحرية وعن الاشتراكية , وأبعد ماتكون عن كونها أمة عربية واحدة وأبعد عن كونها خلافة , لكن بالمقابل أقرب ماتكون من تطبيق شعار الاسد أو نحرق البلد أو سنحرق البلد ان بقي الأسد , البلد يحترق على أي حال , الحرية قتيلة على يد الجميع , لا اشتراكية الى الشراكة بالفساد,والوحدة بين الأقطار العربية أصبحت ثرثرة , حتى الوحدة ضمن القطر أصبحت نوعا من الهذيان.
الأسد يريد رئاسة الى الأبد حتى ولو على ١٠٪ من الأرض السورية التي ورثها ولا توجد أي دلالة على اهتمامه بالباقي مثلا بالرقة الحبيبة التي أقسم على تحريرها , الا انه يسير في طريق أغلب الظن على انه مسدود , وما يدور في رأسه هو أقرب الى الأحلام , فلا دولة علوية ولا رئاسة أبدية للأسد , لقد تورط وورط غيره باشكالية من الصعب حلها, ليس مجنون وانما يتصرف بجنون ,ولا يختلف أمره عن أمر الفصئل, فلا دولة اسلامية ولا خلافة ولا شرع اسلامي وحتى لا اخونجية … نعجب من صلافة وغباء الجميع , لايخجلون في المطالبة بقيادة الدولة وهم من دمر هذه الدولة …ماذا سيقودون ؟
الأسدية حسب شعورنا مستعدة لقبول أي حدود لمملكة مهما صغرت , وهي مستعدة للتخلي عن جزء كبير من البلاد اذا جد الجد , انتصارات داعش وغير داعش لاتلوي رقبة الأسد , وذلك لعدم اهتمامه بالقسم الغير نافع من سوريا , فالأسد يظن على أنه سيرتاح في مملكته الأصغر والسرقات ستستمر والاستبداد أيضا والطائفية التي سيكون لها وجها ديموغرافيا مناسبا , سيعلن عن قيام مملكة نصف سكانها من العلويين على الأقل ومن سيحاربه داخل هذه المملكة على المدى القصير ؟, وهل ستتوقف الحرب ضده من خارج هذه المملكة ؟
الاشكالية بخصوص المملكة أمر حتمي , فهذه المملكة العلوية تقع على الحدود التركية , وفي المنطقة التركية المقابلة يعيش ملايين من العلويين , واعلان المملكة الأسدية قد يصيب العلويين في تركيا بالعدوى , وسيصابون بالعدوى , لذلك فان تركيا سوف لن تسمح بقيام هذه الدولة , وأغلب الظن سينطبق ذلك على الأكراد أيضا , ثم أن انزواء الاسد في الدويلة العلوية لايعني اطلاقا اعتراف الجزء الأكبر من سوريا بالدولةالعلوية , لذا فان الجهة المقابلة سوف لن تتوقف عن عن محاربته وبشراثة كبيرة .. اضافة الى فساده أصبح انفصالي , وفي هذه الحالة تورط أكثر وأوقع الطائفة بورطة أكبر , ولا يعلم الا الخالق كيف ستتطور الأمور !.
ليس الخالق وحده أعلم بالنهاية , الغرب الصبور على علم بشكل النهاية , وما يراه الغرب مناسبا سيتحقق , فالغرب متفوق على الأسد وحلفائه الروس والايرانيين وعلى الفصائل وحلفائهم القطريين والسعوديين ماديا وعسكريا وسياسيا , ولا نعرف كيف سينتصرفريق من الفريقين ,وعلى من سينتصرون أصلا؟ هل على الأمريكان ؟ لاوجود لمن يستطيع الانتصار على الأمريكان في هذا الزمان , وعلى سوريا فقد انتصروا وشرعوا بتشييد الممالك التخيلية , التي سوف لن يكون لها من وجود في الواقع , اسألوا الأمريكان عن شكل النهاية واختصروا الطريق .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *