الاديان وخدمة الانسان

هشام أحمد10944812_804312449650667_3444137670672651591_n
وجدت الأديان على مر التاريخ لهدف سامي , وهي نقل الإنسان من حالة التشرزم والتقاتل ضمن المجتمع البشري الوحد إلى نظام يسوده بدرجات متفاوته شيء من الانضباط , واستطاع الدين ـ بتأسيسه بعض أسس العدل وبابتكاره شعوذة الحياة بعد الموت ـ أن يقنع الجهال بالعمل وشق الأنهر وعدم إيذاء الغير , فبنيت الأهرامات وحدائق بابل المعلقة وتطورت اللغة , وتعددت الفنون من شعر ومسرح وموسيقا ورسم ونحوتات وكلها ذات جذور دينية , فنقشت على جدران الأهرامات نقوش تظهر الإله حورس يحمل بيده ميزان ليحاسب الناس , وكان المسرح هو إعادة لخلق الإله “باخوس” اليوناني , ووجد الغناء من أصل الترتيل لربات الفن التسعة , وإن كان قد انتهى الدور الحضاري للأديان مع بداية عصر الأنوار والفلسفة , فلا يجب أن ننظر لها بعين الحاقد أو المستهزأ , كأن تقود سيارة حديثة وتسخر من جدك الذي يمتطي الحمار , هذا ليس من النبالة بشيء , إذا الأديان أدت دورها وأنتهت !.
فأكبر كذبة على خط الزمن ويعيشها الإنسان هي نقطة الآن , أي الحاضر , فلا وجود لها , والشعوب الأبيقورية الذين يعيشون اللحظة مصيرهم كان وسيزال الزوال , فإما أن تعيش الماضي وتصبح عالة على الحياة أو أن تعمل المستقبل وتسعى إليه , فالبشر كالفلسفة يزدادون اتساعاً على خط الأفق , أما الإنسان فهو تراكم علمي شاقولي , فلا يجب الاعتقاد بالطقوس والعادات وإلا لكنا ما زلنا نعبد العجل المجنح , ولا يجب أيضا أن نؤمن بأننا مجموعة خلايا مبرجمة وسجناء هذا الجلد والجسد , فهنا نقع أيضاً في التناقض , ونبقى بشر , فيجب أن نكون دائماً الإنسان الديكارتي المفكر الذي يتجاوز هذا الجسد ويتراكم لدرجة الخلود من دون السقوط في هاوية التحايل على الموت , أي ولنتحدث بلغة تقدمية علمية مطروقة , تطورت الإنسانية من إعطاء الأولوية للإنسان الذي يقتل والأقوى في الجماعة , إلى إعطائها اليوم للإنسان الذي يبدع ويلد ويبتكر شيء جديد !.
وكل هذا يقودنا لواقعنا السوري اليوم , ونبدأ بالدين الإسلامي الذي يقسم الناس إلا زمر , ويبيح قتلهم , ويشجع التناسل البيولوجي المكرر , ويقطع الغابات , ويفرض الأتاوى , وينكح النساء مثنى وثلاث ورباع , وطقوسه الشيطانية من تعفير للوجوه وفسود للدين و الوضوء من ريح تخرج من دبر المؤمن إلى ربط الأخلاق بالتدين , وأما عدله فتجاري على حساب العمال والمزارعين والجزية واستعباد الناس وتسخير كل شيء لخدمته , ويحرم الموسيقا , ويحطم التماثيل , ويلعن الفن , ويسجن أتباعه في ماضي سحيق ليعتقدون بطقوس وعادات سنة نبوية من دون أي حسبان أو أخذ بعين الاعتبار لتراكم علمي في الحياة , فتراهم يزدادون اتساعاً وانتشاراً من دون أي نكهة أو وجود حقيقي بين الشعوب , قطعان جائعة ومشردة ومتخلفة , عشاق للموت بطريقة مرضية وكارهين محتقرين للحياة , فلا خلود إنساني لهم بأفعالهم , فيشعوذون الحياة بعد الموت عندهم ليعيدوا كل ما يفعلوه على الأرض بشكل مضاعف ومكثف وأبدي , نكاح وجواري وخادمات وخمور …. الخ  !.
بسبب استكمال الأعمال الإرهابية من قبل المسلمين المتطرفين ومداعبة وتعفف المسلمين المعتدلين بتبريرات أشبه بالتضامن والتشجيع والموافقة المبطنة , نصل لحقيقة أينما حل الإسلام حل الدمار والتصحر والتخلف والتقتيل والموت , كل مسلم مدان حتى يثبت برائته !!.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *