حور العين أو عذاب القبر وجهنم !!

سمير صادق:

لايتساوى كل الذين ينقلون نقلتهم الأخيرة الى الآخرة مع بعضهم البعض , فهناك من له مع الجنة حسابات خاصة , هؤلاء تقدموا ,بفضل طغيان القتل على الموت, قافلة الوافدين الى الآخرة ,لقد أصبح القتل رائدا والموت نادرا , المنتقل قتيلا “مجاهدا” في سبيل الله ينتظر هناك في جنان الخلود مغريات جمة أولها الحور العين وضمانة تجنب عذاب القبر وجحيم الآخرة , لاتنتظر الحور العيون المنتقل “موتا” الى ربه تعالى ولا ضمانه له بتجنب عذاب القبر وجحيم الآخرة , , تناسبا مع ذلك نفرح بالقتيل جهاديا ونحزن بالميت طبيعيا , الزغاريد للأول والبكاء للثاني …عجبا !!!! نفرح بالتيتم في غير زمانه ! , وبالتثكل في غير مكانه ..عجبا!!!, يقال عن الأمهات (على ذمة الراوي يوسف الأحمد ) ماهو غريب وعجيب , فبعد انتقال الأول مجاهدا الى ربه تصر الأم على انتقال الابن الثاني وحتى الثالث …كل ذلك هو بمثابة ارتقاء اجتماعي , انه مجد وتفوق وفضيلة!.

بالمقابل هناك تفوق آخر , فمن يكفر ويفجر وينتقل من حيث أراد الى جوار ربه مجاهدا , سينعم (على ذمة الراوي الشيخ أصولي) أيضا بحور العين وبتجنب عذاب جهنم , وبذلك أصبح الأمر مستعصيا تقريبا على الفهم , فكيف تساوي حكمته تعالى بين ممارسي كار القتل وتعدهم جميا بالخلود في جنانه , مع العلم بأن كل قتيل قد يكون قاتل وكل قاتل قد يصبح قتيل , هنا يخطر عل بال المسطح ثقافيا ومعرفيا سؤال غبي …ماذا يفعل جمع المؤمنين بثقافة القتل مع بعضهم البعض في جنان الخلود ؟ هل يمارسون التقاتل والتقتيل هناك أيضا ؟؟؟ , هنا يجيب الشيخ مخبول على السؤال بثقة ربانية بالنفي القاطع ,لاقتال ولا اقتتال تحت اشرافه عز وجل , وعلى السؤال وماذا عن اشرافه تعالى على الأرض وما عليها من اقتتال ؟ هنا يجيب الشيخ علي .. اننا نجاهد في سبيل الله ضد التكفيريين , وأما الشيخ عمر فيدعي على أن جماعته تجاهد في سبيل الله ضد الكفرة!!!! هنا استعذت بالله من تباين في شؤونه وتضارب في مفاهيمه , الحيرة دفعتني الى الشك بنبل مآربه وحكمتها الى أن تجرأت على الظن بأنه سبحانه حاميها هو حراميها , الذي أوقعنا في داء الأديان والتدين وبمفارقات المقدس والمدنس . ان هذا يسمى ثقافة , والثقافة التي ابتلينا بها هي ثقافة العنف والاقتتال , ولحد الآن لانقوم الا بما يرسخ هذه الثقافة ويمجد هذا الفكر الذي تكاثر وتزاوج وأنجب الارهاب تحت مسميات مختلفة منها داعش على سبيل المثال وليس الحصر , كلهم يريدون القضاء على الوليد داعش , أما الفقاسة التي انجبت داعش فهي باقية ومنتجة , وكلما انتقل داعشي الى جوار ربه فقست الفقاسة عشرة بدلا منه

بالرغم من وضوح العلاقة بين ولادة الارهاب والظروف التربوية والحياتية والسياسية المنتجة لداعش وغيرها , لانزال نرفض التداوي الوقائي الذي يعقم فضاء العقل من امكانية التفكير بالارهاب كحل لأي مشكلة , وبأن الارهاب هو من أكبر المشاكل , اننا بحاجة الى رؤية جديدة ترى في التنوير والعقلانية والنقدية سبيلا الى الوصول الى مايكفي من التمنيع , ولا سبيل لذلك الا بتحرير العقل من الاعتقال والعطالة,العقل العاطل عن العمل يموت ضمورا , والعقل العامل يزداد حيوية وانتاجية , هل تعلم المدارس على سبيل المثال النقد والشك الديكارتي – الرشدي ؟أو أن ماتعلمه المدارس هو قطعي دوغماتيكي يقود الى مطلقية الفكر ووحدانية الأفكار , وكيف يمكن لنقاش بين حامل للبندقية وبين خائف منه أن يثمر ؟؟؟..ان عاجلا أم آجلا سيتم تدمير الكيان الداعشي , وماذا عن ولادة دواعش جدد ؟؟ممكن ومنتظر !!! , الا أذا امتلأت رؤوسنا بفكر جديد ينتج اساليب جديدة وفعالة , المعارك وساحاتها تقرر مصير داعش أفقيا وآنيا ,أما شاقوليا أي ماسبق وما سيتبع فتقرره نتائج المعركة مع الجهل, ,الهزيمة تعني بقاء داعش والنصر يعني اختفاء داعش !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *