بين الأسد الاعتباري والأسد الشخصي !

سمير صادق:

بشار الأسد في حمى دولة خلافة داعش !...

اني مع الوطن السوري , ولست اطلاقا ضد شخص  بشار الأسد  , فالأسد أسدين , هناك الأسد الاعتباري ,الرئاسة تعريفا هي حالة اعتبارية  ,  وهناك  الأسد  الشخصي , وعلاقة الشخص مع الحالة الاعتبارية يجب  أن تكون عموما  ضعيفة , والا تشخصنت الرئاسة وتحول الرئيس الى مايشبه الخليفة   , كشخص  يمكن القول على أن أبو حافظ  انسان  مهذب  ومتزوج  ويلعب مع أطفاله  ويرسلهم الى المدرسة  ولا يخون زوجته  ويحترم  أمه  ويقال على أنه خاسر صبور وجلود في  لعبة “الطاولة”,شخصيا ليس لي أي مأخذ على طبيب للأسنان ساذج  وبسيط  وذلك عندما يمارس مهنته  , مآخذي هي على رئاسة الجمهورية , التي بهدلتها تناقضات الرئيس ومواقفه التهريجية  الارتجالية ثم سذاجته  وسطحيته وانفصاميته  ,ألا يوجد بين ٢٣ مليون سوري من  يستطيع القيام بمهمة الرئاسة بشكل  أفضل  من   الرفيق بشار الأسد ؟؟ وهل بلغنا من الجنون  حدا لايمكننا من ادراك  كارثة قيادة بشار الأسد ؟؟وهل  توهمنا في جدية شعار  الأسد أو نحرق البلد , انها يحرقها فعلا ..أمر لايصدق  !

عن هيغل  ورأيه  بالسيد والعبد , يقول هيغل  على أن السيد هو من يرى نفسه سيدا  , والعبد هو ذاك الذي يعترف  بسيادة السيد , أي أن العبد يصنع بشكل ما  السيد , ولولا تقاعس العبد  لما  تـحول السيد الى سيدا , لقد تقاعس العبد السوري  كثيرا  في الدفاع عن نفسه وكرامته وحقوقه  , العبد السوري كان قصير النظر وضيق الأفق ولم  يظن هذا العبد على  أن  تعمق وتجذر  استبداد السادة  سيصل يوما ما الى شكل  غير قابل للعكس , يصل الى شكل طريق وحيد الاتجاه ,العبد  السوري  يدفع الآن دفعة واحدة ضريبة  تخاذله وتعاميه  وتلفيقه  …كان له  أن يدفع كل ذلك بالتقسيط  المريح الا أنه لم ينتبه واختار طريق الفساد  مبتعدا عن الفضيلة , وبذلك  اصبح  القتيل في المظاهرة والقتيل  في الحرب الأهلية  ثم  ذلك  المشرد  واللاجئ والجائع  والمريض ,  كل ذلك اثمان  لخطئ  الترزق عند الأسد أو  التبرطل من الأسد أو حصوله على  امتياز تبرطل  أسدي , فجباية البراطيل  هي امتياز  يهبه الأسد للمواطن الشريف  في اطار منهجية المكرمات التي يمارسها الرئيس بجدارة  ملحوظة .

عند الأسد مشكلة بل مشاكل , وأحد هذه المشاكل هي تزاوج نرجسيته مع غبائه  لينتج  من هذه الخليطة نوعا نادرا من الانفصامية , فغبائه لايسمح له  باكتشاف الرث  والسفاف  في محاضراته  , ويسمح له  بممارسة التناقض  , ففكرة اليوم لاتنتظر  نقيضها غدا , وانما مباشرة  بعد انتهائه من  الكلمة الأخيرة للفكرة الأولى ,  ومشاركة نرجسيته المخجلة  في صنع انفصامه  تتجلى بكونه  عاشق لذاته  وعاشق  لأقواله  التي لايمكن  أن تكون قبيحة أو خاطئة  بل جميلة كجماله  ومصيبة كمصيبته , لايأبه بقول الشيئ  ونقضه مباشرة  , لأن  احتقاريته للغير (التي هي  اسقاط لاحتقاره   لذاته على الغير) تجعله  يظن على   أن الغير  قطيع من الحمير ,  وجدير بالغير  أن يعتقد  كما يعتقد عاشق الذات  , يقول أزلامه على  أنه عملاق فكر  وقول وفعل  وقامة أيضا , والشك يخيم على صحة كل هذه المقولات , وكونه عملاق هبلنة واجرام وفشل  هو أمر  يجب  أن لايشك به أحد .

بعض الكلمات  حول الاجرام والقتل , بأي صفة  يقتل الأسد  السوريين  ويجيعهم  ويدفعهم على الهروب  والنزوح  ويفقرهم  .. الخ , هل بصفته الاعتبارية كرئيس للجمهورية  , أو بصفته الشخصية  كولد حافظ الأسد  , الذي تربى  على النشاذ والسيئ  , وكيف  يمكن أن تكون تربية الولد صالحة  عندما يكون المربي  بهجت سليمان  , الذي  قال مفتخرا  على  أن  الولد لم يعد يخاف رؤية الدم , نجاح تربوي باهر  , فعدم  الخشية  من مرأى الدم  جعلته يسيل انهارا في هذه البلاد المنهارة ,.

لايمكن  أن تكون صفته الاعتبارية  مسؤولة عن اجرامه , فرئيس البلاد  لايقتل العباد ولا  يدمرها , المسؤول هي صفته الشخصية  التي  طغت على الرئاسة , انه بذلك طاغية  وأصلا  لم يمارس الرئاسة يوما  ما بصفة رئيس  اعتباري  وانما بصفة شخصية , هل  سمعتوه وهو  يقول على  أن  بعض الدول  فشلت في حل مشكلة اللاجئين والنازحين  والهاربين  , الا أن سوريا الأسد لم تفشل اطلاقا بهذا الخصوص  , مهمته التهجير  وقد قام بذلك بنجاح باهر , ومهمة الآخرين  ايواء واستيعاب  وتغذية وتعليم   من  هجرهم .. هل من المعقول ان يكون شخص  من هذا النوع رئيسا  لبلاد ؟؟؟؟؟؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *