شعار المعارضة: الأسد أو نحرق البلد !!

الياس متري:

غرابة  جماعة الأسد تجاوزت حدود المعقول , وكما  قال حازم صاغية في مقال له  انهم يستهبلون الناس ,ولطاما هم بلا عقل  يظنون  ان غيرهم فاقد العقل  ,  فحول  شعار  “الأسد أو نحرق البلد” أصدروا نوعا من  فتوى للتفسير , حيث  اعترفوا على  أن  بعض الأنصار  طرحوا هذا الشعار , الا أن الفتوى تقول بأن من نفذه مضمون الشعار  هم سباعي الحرب على سوريا   ..أمريكا ,اسرائيل , فرنسا , بريطانيا  , تركيا   وآل ثاني في قطر , وفتواهم   تعني  اما رحيل الأسد أو نحرق البلد  ,  ومن رفع الشعار مبدئيا  هم بريئون من  دم هذا البلد براءة الذئب من دم ابن يعقوب !,

لايفهم هؤلاء   مضامين “تدمير البلد”  وليس بامكانهم نظرا لغيبوبتهم العقلية أن يفهموا ذلك ,  لم يدركوا على أن تدمير البلد لم يبدأ عام ٢٠١١  وانما بدأ عام ١٩٧٠  , ولا يعرف هؤلاء على أن تدمير البلد يعني  نشر الفساد  , ويعني أيضا  تخريب الأخلاق  وقتل الحريات  وممارسة الاستبداد  ودسترة المادة الثامنة  وانعدام  العدالة الاجتماعية  ونشر الطائفية  وتخريب الجيش  بتحويله الى  فرقة لحماية الطاغية  ثم تخريب  المدارس  وافراغ المعاهد من التعليم  وتزوير الشهاردات   وتوريث السلطة  ..الخ , فما نراه اليوم من خراب هو نتيجة  حتمية للخراب السياسي والاجتماعي  والاقتصادي  والى افقار الناس ..كل ذلك كان مقدمات   تطورت مؤخرا  بتسارع أشد   , بعد عام ٢٠١١  ازداد   “انحلال ” البلاد سرعة   بدأت في   تبني الحل الأمني  في قمع  كل من  طالب بالاصلاح  , حيث تم تقتيل حوالي ١٠٠٠٠ مواطن في سياق هذا الحل الأمني في  الأشهر السلمية الأولى  , مما قاد الى العسكرة  التي  أضرت بالثورة  الا أن العسكرة فرضت على الثورة  ظنا من  الأسد وجماعته  على أنهم  سيربحون السجال العسكري  بسرعة   كما عبرت عن ذلك  بثينة شعبان بقولها  ..خلصت !!, الا أن الرياح لم تجر كما أرادت سفن الاسد  وانقلب السحر على الساحر .

انحلال البلاد  اجتماعيا  وسياسيا وعسكريا واقتصاديا   لايتم  الا اذا انحلت رئاسة البلاد أولا  , وقد انحلت هذه الرئاسة  وانحطت  تدريجيا في نصف القرن السابق , فبعد  المجازر  ان كان في حماه أو تدمر أو  صيدنايا  وبعد   احتقار الدستور على يد من  صنع هذا الدستور وبعد تآكل  السلطة  وتحولها الى  عصابة من اللصوص  وعلى رأسهم اللص الأكبر بشار وبعد السجون والتعذيب   ومنع السياسة وممارسة التعسف ..الخ  , لم تعد هناك رئاسة بالمعنى الكلاسيكي  للكلمة , رئاسة فاشلة حولت البلاد  الى دولة فاشلة حققت شروط الفشل ال ١٨ المعروفة  عالميا , معالم الفشل المتواجدة في سوريا  والعراق أيضا    تجعل من هذه  المناطق كيانات  لايمكن بسهولة تفريقها عن  الصومال  لأنها  ستصل  الى مرحلة الصوملة  تحت القيادة “الحكيمة” , وأين هي الحكمة في  قيادة القيادة  ؟

كل ماحدث لحد الآن كان من صنع الأسد  أبا وابنا ,  وهل  نفذ الأسد ذلك بايعاز من  سباعي  الحرب على سوريا ؟ سيان ان كان تنفيذ ذلك  انصياعا   للايعاز السباعي  أو لم يكن,  فالأسد لايرق هنا الا الى مرتبة الخائن  أو الى مرتبة الفاشل  , والفرق بينهما هو كالفرق بين الجدري والكوليرا  , لقد  سقط الأسد كرئيس  قبل سنين عديد  , ولايمكن لمن  سقط  أن يسقط  لأنه ساقط , الا أنه لم يسقط  كزعيم عصابة  وفي صيغته المافيوزية متواجد لحد الآن  , وقد يستمر تواجده لسنين  أخرى .

لم تولد الأزمة السورية يوم ١٥-٣-٢٠١١  , وانما ازدادت حدة  وتسارعت وتغيرت شكلا  وبقيت مضمونا , ووصلت الى حالة النضوج  ولم يعد  التحمل ممكنا   ..حدث  انفجار  أقوى من الانفجارات السابقة   ووصل الأمر الى  المطالبة باسقاط النظام , هنا انبرت العصابة الأسدية  الى ممارسة التصعيد والتصعيب  والتهديد  ..طرحوا شعار  اما بقاء الأسد أو حرق البلد ونفذوا مضامينه بحذافيرها  , كلما انكفأ الأسد عن منطقة قامت طائراته بتدميرها, والأسد اليوم يسيطر على حوالي ١٦٪ من  الأرض السورية  أي أن ٨٤٪ من  الأرض السورية  مدمر  ,كل   قاعدة عسكرية    أو مطار أو ثكنة أو حي أو بلدة  رحلت عصابة الأسد  عنها قسرا  كان نصيبها  التدمير  بسلاح الطيران كليا  , والسؤال الآن  ماهي مصلحة  سباعي الحرب بتدمير المناطق التي  انكفأ الأسد عنها  , لماذا لايدمر سباعي الحرب على سوريا  المناطق  التي  لايزال  الأسد  مسيطرا   عليها ؟؟فأين   هو  الشبه  بين  بابا  عمرو   وحي الزهراء   أو  بين  حمص   وطرطوس   أو   ادلب   واللاذقية ؟؟, ماتسميه عصابة الأسد “سباعي الحرب على سوريا”   ساعد الثوار ومولهم  ومدهم بالسلاح , والثورة مسؤولة عن جزء  من التخريب تقدره الأمم المتحدة  بحوالي ٤٪  بينما عصابة الأسد مسؤولة عن ٩٦٪ من التدمير الذي حصل بعد  عام ٢٠١١ , ومسؤولة ١٠٠٪ عن التدمير الذي حدث بين عام ١٩٧٠ وعام ٢٠١١, وهذا التدمير الأخير  هو الأهم  , لولا تدمير  الديموقراطية  وتعمير الديكتاتورية  ولولا  الفساد  وانعدام  العدالة الاجتماعية  ,ولولا الاستبداد  والهيمنة  وانعدام المساواة  في السنين قبل ٢٠١١  لما  حدث ماحدث بعد ٢٠١١.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *