شاخصات مرورية خاصة بمحافظة اللاذقية

نضال نعيسة:

على خلفية الحدث المؤسف الموجع الذي وقع مساء الخميس الفائت، يحييكم مجلس محافظة اللاذقية، مدينة الشهداء والفقراء والعاطلين عن العمل، ويعلمكم إخوتنا السياح الأكارم بأننا عاجزون تماماً عن فرض الأمن والقانون في المحافظة على الشبيحة والزعران والمشلحجية واللصوص والمغلاجية والنشترية والسرسرية والبلطجية، أو التجرؤ والاقتراب منهم والتعامل معهم بعدما صاروا ظاهرة عالمية فريدة تشتهر بها هذه المدينة التاريخية العظيمة، ونعلن اننا لا نستطيع لمـّهم وتأديبهم، ورد أذاهم وبلائهم عن الفقراء والمساكين والمعترين والمنتوفين والمشحرين وهم يمارسون تشبيحهم فقط في مناطق معينة في المحافظة، ونؤكد أن لا قدرة لنا على فرض هيبة الدولة والقانون، وبما أن اللاذقية منطقة سياحية من الطراز الأول يؤمـّها السياح من داخل وخارج سوريا والمظاهر السلبية والتشبيح والدوس على القانون يطغى على وجه هذه المحافظة الجميلة، فإننا نهيب بكافة الأخوة المواطنين والسياح القادمين ضرورة الالتزام والتقيد بهذه التعليمات والإرشادات السياحية التي نضعها بتصرف الزوار الكرام، راجين لكم قضاء أجمل الأوقات التشبيحية، والاستمتاع مع آخر صرعات التشبيح:
-مرحباًَ بكم في تشبيح لاند “اللاذقية سابقاً”..
-انتبه منطقة تشبيح وانعدام القانون 24/24 ساعة
-أهلا ِبكم في حارة كل مين كلاشينكوفه معه
-همرات شاردة
-شارع أوعا تتقوّص
-نعتذر عن عدم وجود القانون وتطبيقه: القانون في إجازة مفتوحة حتى إشعار آخر
-شبيحة أمامكم
-شارع خاص بالشبيحة: ممنوع المرور
-انتبه خطر التشبيح
مواقف خاصة للشبيحة
أفضلية المرور للشبيحة
-ممنوع إزعاج الشبيحة: الشبيحة أولاً
-ممنوع التحدث مع الشبيحة
عزيزي المواطن: الله لا يردك
-حزام الأمان غير ضروري ولا تنسوا طاسة الرعبة
منطقة زعران ولصوص ونشترية وسرسرية وشبيحة ومغلاجية ومشلحجية
-احذر سيارات مفيـّمة سوداء ولا تحمل هوية ولا لوحات رقمية
-احذر همرات
عزيزي المواطن: روح خـ…يها وبلط البحر
-خطر التقويص
-ممنوع الدوبلة والتجاوز (ما في مزح أبداً)
-لسنا مسؤولين عن فقدان حياتك الشخصية
-عزيزي المواطن: شو خلـّفناك ونسيناك؟
ممنوع اصطحاب الأطفال في السيارة كي لا يروك وأنت تقوّص أمام أعينهم
-طاعة الشبيحة من طاعة المافيات وطاعة المافيات من طاعة الله
-عزيؤزي المواطن: تشهـّد على روحك،
وأخيراً رافقتكم الشبيحة
-لا تنسى شراء نسختك بتوقيع المحافظ بعنوان
إرشادات كيف تتعامل مع النشترية والزعران والمدعومين والشبيحة بثلاثة أيام من دون معلم وأعذر من أنذر….
ملاحظة هامة: كان محافظ اللاذقية قد قال في تصريحات لشام إف إم، وفي واحد من أغرب اللقاءات وغير المسبوقة، بأنه: “كان هناك جملة من التجاوزات القانونية قام بها قاتل العقيد الشهيد حسان الشيخ، ولكن لم يكن هناك ادعاء شخصي بحقه من أحد”، أي أن الدولة لن تتصرف مع هذا وأمثاله إلا إذا كان هناك ادعاء شخصي ضدهم، وبالتالي وضع الحق على الضحية، وأن الكرة في ملعب الضحية التي يجب أن تشتكي على الشبيحة (يعني الميـّت والمقوّص لازم يقيم دعوى) وبرّر التقصير في معالجة تجاوزات الشبيحة على المواطنين الفقراء وعدم حماية الدولة للمواطنين، وأعفى الدولة وأجهزتها من مسؤولية الرقابة ورصد التجاوزات وملاحقة وقمع الشبـّيحة وجلبهم للعدالة وهي تنتظر الشكوى والادعاء من المواطن للتحرك ضد الشبيحة وإلا فانعموا بالتشبيح…….عجبي!!!.

شاخصات مرورية خاصة بمحافظة اللاذقية” comment for

  1. كاتب المقال هو بدون شك نضال نعيسة , وفي عام ٢٠١٢ ككتب نضال نعيسة مقالا تحت عنوان طوبى للشبيحة , طبعا مدح نعيسة الشبيحة وختم مقاله بعبارة طوبى وعاشت الشبيحة .
    لابأس ان طور وغير الانسان رأيه ,يتعلم الانسان لطالما هو على قيد الحياة , الا أن تطور نضال نعيسة الى حد شرشحة الشبيحة لم يكن مصدره زيادة الفهم والعلم عند نعيسة وانما قلة الأخلاق , طوبى للتشبيح على الآخرين , أما عندما يصيب التشبيح الأقرباء فيجب استنكاره وذمه , لا أود التعليق أكثر على تلفيقة نعيسة أليكم مقال طوبى للشبيحة كاملا
    طوبى للشبيحة .. بقلم نضال نعيسة

    2012/11/19

    لا نخفيكم البتة، وكما عودناكم دائماً على الحقيقة والمصارحة واحترام العقول، أن مصطلح “الشبيحة” قد ولد في مدينة اللاذقية، على الساحل السوري، وكان هؤلاء “الشبيحة” عبارة عن مجموعات من الشباب العاطل عن العمل، لا ينتمون لعائلة أو مذهب معين، امتهنوا التهريب بشكل عام، وتحديداً تهريب الدخان الأجنبي، في فترة الثمانينات، حيث كان هناك حصار غربي على سوريا، وكانت أسعار الدخان الأجنبي في لبنان رخيصة جداً قياساً بسوريا، وبسعر الليرة السورية المرتفع في حينه، ما كان يجلب عائدات مالية ضخمة جراء عمليات التهريب تلك .

    ولا نخفيكم، أيضاً، أن بعضاً من هؤلاء الشبيحة كان يلوذ برموز وأسماء معروفة في اللاذقية، كانت منخرطة بالتهريب، أو كان يعمل عند بعض من أبناء بعض العائلات “النافذة” أو تلك التي لها أقارب، في دوائر القرار العليا، يستخدمون ويستثمرون أسماءهم في عملياتهم اللاقانونية، في المنطقة الساحلية. وكان هؤلاء الشبيحة يقودون، حصرياً، سيارات المرسيدس طراز الشبح المعروفة، (من هنا أتى اسم الشبيحة)، وليس من “الشبح”، وذات اللون الأسود “المفيـّم” تحديداً، -أي السيارات- ويتميزون بإطلاق اللحى المشذّبة بعناية وأناقة، ويرتدون القمصان والبناطيل السوداء، ومعظمهم كان من أصحاب الأجسام الرياضية، والممشوقة، وطول وعرض المنكبين، ذوي الشخصية الجدية العبوس المستنفرة دائماً. وبحكم تقربهم من بعض الأسماء المعروفة، مهابة الجانب في المحافظة، كانوا يلجؤون في بعض الأحيان إلى خروقات وانتهاكات للقانون، ويقومون بممارسات شاذة من مثل قطع إشارات المرور الحمراء دون التوقف عندها، والتشفيط بالسيارات في الشوارع العامة دون أي احترام لمشاعر المارة مع التسبب ببعض الإزعاج لهم، ومعاكسة نسوة بعينهن ممن يثرن المعاكسة ويستفزونها، والضغط على بعض الموظفين وابتزازهم من أجل تمرير بعض المعاملات غير القانونية، ….إلخ، وصار يطلق على هذه الممارسات اسم “التشبيح”، وصار فاعلها “شبيحاً”، والفعل منها شبــّح، وهو فعل ثلاثي متعدٍ يفيد المبالغة والإكثار من فعل الشيء. وهذه الطبقة التي تخرج عن القانون لأسباب، وفي ظروف مختلفة، موجودة في كل زمان ومكان، ولا يخلو منها أي مكان في العالم. وفي مصر، مثلاً، انتشر مصطلح “البلطجية”، المعد مسبقاً في الدوائر، “إياها”، التي تثير الأحداث والفوضى، ليوازي مصطلح الشبيخة وله ذات المضامين والإيحاءات، تقريباً، وذلك لإطلاقه على مناهضي “ثورة سي مرسي” (ورجاء ممنوع الضحك على مصطلح الثورة فقد يكون إهانة غير مقصودة لمشاعركم ولثورات التاريخ الأصيلة).

    وبعد تمادي بعض الشبيحة في ممارساتهم، وتغول الظاهرة واستفحالها، لدرجة أنه حدثت أكثر من مرة، وفي حدود ضيقة، جداً، عمليات إطلاق نار في شوارع اللاذقية، وكنت شاهداُ على إحداها، في حي مارتقلا الشهير في قلب اللاذقية، ذهب ضحيتها شاب من آل (كـ….)، على ما أذكر، صار من الواجب وضع حد لهذه الحالة الشاذة واللا قانونية أو الأخلاقية من قبل الجهات المسؤولة في البلد، فجرت حملات جدية وصارمة واسعة وحقيقية، وبتوجيه ومتابعة، من دوائر رفيعة جداً في دمشق، لاستئصالهم والحد من ممارساتهم، حتى انحسرت الظاهرة، تماماًَ، وغابت في منتصف التسعينات تقريباً، وانتهى عهد الشبيحة الذهبي، ولم يعد لهم أي وجود أو تحرك، إلا في ذاكرة الناس، وجـُلـِب بعضهم للعدالة، وانخرط القسم الأكبر منهم في الحياة الطبيعية، وعادوا لعائلاتهم، وبيوتهم، بعدما رؤوا من عين القبضة الأمنية العاتية “الحمراء” ما لم يتخيلوه، ولم نعد نسمع عن أي شبـّيح، ولا عن أية عمليات تشبيح جاوزت سمعتها، أحياناً، حدود المدن الساحلية.

    ومع استعار الأحداث الدامية “الثورة” ، واتضاح أنها هي نتيجة حبكة وتحالف دولي، وإقليمي، ومحلي، استخباراتي وأمني عالي المستوى، للنيل من سوريا الوطن والدولة، وتطويع شعبها الوطني الرائد إقليمياً في شتى مجالات الحياة والإبداع، وتدميرها على الطريقة الليبية والعراقية، والسطو على ثرواتها كما تم السطو على ثروات وخيرات العراق وليبيا، ولتنفير الناس، وتأثيم، وشيطنة، والإساءة لكل من يعترض أو يكتشف أو يشير إلى هذا المخطط الشيطاني الرهيب، تم استحضار أسوأ مما في ذاكرة الناس عن مجموعات كانت تتجاوز القانون، لإطلاقه على كل من يتصدى لـ، ويقف في وجه هذا المخطط الشيطاني الرهيب، حتى لو لم يكن يوماً من الشبيحة، وكل من لا يجاري ويجتر ببلاهة خطابهم الكاذب الأبله الساذج السقيم العقيم، وحتى لو لم يكن له علاقة بسوريا ودوائرها الرسمية، لا من قريب ولا بعيد، ولا بأي نوع من التشبيح في سوريا، وحتى لو كان مقيماً خارج البلد منذ عقود. وأصبح عناصر وأفراد وضباط وجنود الجيش الوطني النظامي البطل الذي يتصدى ببسالة نادرة لـ150 ألف مرتزق وإرهابي ومخرب تكفيري مجرم من القاعدة وبلاك ووتر، مجرد شبيحة وخارجين عن القانون ومطلوب من هذا الجيش مناصرة العدوان الإجرامي على سوريا وتسليمها للقاعدة وبلاك ووتر.

    لا بل تم إطلاقه -أي المصطلح- على مفكرين، وكتـّاب، وصحفيين، وسياسيين ودبلوماسيين أجانب وعرب مرموقين كبار من ذوي التاريخ الناصع المشرف المناهض للبربرية الأطلسية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، وهم “الشبيحة”: (نعوم تشومسكي، تيري ميسان، الكاتب التركي حسني محلي، محمد حسنين هيكل، هوغو شافيز، جورج غالاوي، عادل إمام….إلخ وكثر غيرهم)، ممن فهموا اللعبة الجهنمية وناصروا بقاء الدولة والوطن السوري، واكتشفوا بحسهم الفطري النقي خطورة وأبعاد مخطط آل برنار ليفي، وزيف ربيعهم الدموي وإرهابهم البدوي المستورد (أي الثورة)، في تقويض استقلال الدول ونسف استقرارها المجتمعي، تماماً كما يحاولون اليوم، أيضاً، الإشارة إلى الجيش الوطني النظامي السوري الباسل البطل باسم “كتائب الأسد”، لتجريده من أية صفة ومهمة وطنية مقدسة، وإلحاقه فقط بشخص السيد رئيس الجمهورية، عبر الإيحاء، بكل خبث، بأن هذه “الكتائب” (أو الجيش)، تقاتل في معركة شخصية ومن أجل فرد أو أفراد، ولا تخوض غمار اشرف حرب وطنية ضد أعتى وأشمل حلف وتكتل ومنظومة عسكرية وإعلامية واقتصادية عرفها التاريخ، وكل هذا في إطار عملية شيطنة وإهانة، وتحقير، والحط من قدر كل من يقاوم المشروع الجهنمي الدموي التدميري الرهيب.

    ومن هنا، صار المواطن البسيط الشريف الذي لا يؤيد عمليات القتل والتخريب، ولا ينضم لـ”الثوار”، ولا يحمل السلاح، والمناهض لتدمير الوطن والدولة السورية، وظل وفياً لوطنه وأهله، وشعبه، شبيحاً. وكذا الأمر بالنسبة للضابط والجندي الشريف، ومن مختلف الطوائف السورية، الذي رفض الانشقاق والهروب والفرار من ساح الوغي والشرف، والانضمام لكتائب ومرتزقة الإخواني الدولي “أردوغان”، شبيحاً، وكذا المسؤول، والاقتصادي، والإعلامي، والكاتب، والصحفي، والفنان، والمحامي، والطبيب…..وكل فعالية اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية ونخبوية، وجهة اعتبارية، لا تشاطرهم رؤيتهم للعدوان الأطلسي-الأردوغاني الإخواني- الخليجي الوهابي، البربري شبيحاً، حتى أضحت غالبية الشعب السوري الرافضة للعدوان، والواقفة في صف بقاء الوطن والدولة، مجرد “شبيحة” تتجاوز أعدادهم عشرات الملايين خارج وداخل سوريا، فيما أصبحت تلك القلة القليلة من المرتزقة من أزلام وعبدة كلينتون وأجيري أردوغان، المدعومة بإعلام الفتنة والتضليل والضلال، بمجالسها الإستانبولية العميلة وكرازاياتها الكبار، وبمليارات من الدولارات تتدفق في شرايينهم وجيوبهم، ومن يذبح ويقتل على الهوية ويختطف المدنيين ويقول عنهم منشقين ويقطع رؤوسهم وينسب ذلك للجيش الوطني النظامي، هم من “الثوار” والحمائم الوديعة والمتظاهرين السلميين الأطهار الأبرار.

    ومن هنا فقد غدا مصطلح الشبيحة، ومن حيث لا يدري دهاقنة العدوان وأساطينه، معنى لكل النبل والطهر والفداء ومقاومة مشروع الإرهاب البدوي ورعاته، ومفهوماً، إيجابي المضامين في أذهان الكثيرين من السوريين، يتفاخر البعض به، كما يتفاخرون بجيشهم الوطني السوري النظامي البطل، طالما أنه يحمل في طياته معاني مناهضة ومقاومة آلة الخراب والدمار التي تنفذها أدوات الناتو ومرتزقته من المسلحين في سوريا. وإذا كان من يتصدى، فعلاً، ويقف في وجه هذا العدوان هم “شبيحة”.

    فلا يمكننا سوى القول : طوبى وعاشت الشبيحة .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *