من هو المتهم بمحاولة تصفية اللواء غزالي وما موقعه بالنسبة للأسد؟!

 إياد عيسى:

ثمة شخصية “مثيرة”، تلعب دور البطولة، في الروايات المُتداولة بشأن “أحاجي” ما حدث للواء رستم غزالي. هي، رئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء رفيق شحادة. يجوز اعتباره “عراباً” لمافيا أمنية مُصغرة. تضم إلى جانبه، شقيقه العميد الركن معين شحادة، قائد ما يُعرف بسرية “الموكب” في القصر الجمهوري. عدا عن كونه المرافق الشخصي لبشار الأسد.

عزرائيل!
هذه المهمة الحساسة ورثها معين أصلاً، عن أخيه رفيق. الذي تألق لسنوات طويلة، بصفته “الملاك الحامي” للمؤسس حافظ الأسد. قبل أن يُمنح “مكافأة” الاشراف المُباشر، على أمن “قوات الحرس الجمهوري”. ما جعله أشبه “بعزرائيل”، إن لم يقبض أرواح “المشكوك” بولائهم الخالص “لآل الأسد”، شتتهم إلى الأبد، خارج دوائر النفوذ “مادياً أم معنوياً”.

لم يحظ “الجنرال” بشهرة شعبية، كتلك المُلتصقة ببعض أقرانه، ربما لأنه لم يسع إليها، أوغير متاحة له. لكن ما ترفع عنه “الضابط الأمني” مُرغماً بحكم “وظيفته”. أتاحه لشقيقه الأصغر شريف شحادة، نجم “الغفلة” الإعلامي.

الأخ سر أخيه!
مارس شريف “الإعلام”، “بمعية” شقيقه الأكبر، الأهم على طريقته، مرة “باللكم”، مرات “بالشتم”. لذا لا غرابة في اعتماده “ناطقاً متنقلاً” شبه حصري، ما بين “الفضائيات” الخارجية، باسم جماعة “الأسد أو نحرق البلد”، مُتفوقاً على مُنافسيه اللدودين “بسام أبو عبد الله – طالب إبراهيم، بفارق نقاط. أحالتهما للخدمة على خطوط “الإعلام الداخلي” .

ارتكب “مُحلل الغفلة” غلطة قاتلة، في عرف “المافيا”. لما تجرأ على “طلب” اللجوء السياسي في بلجيكا. ثم تراجع عنه “بالريموت كونترول”.عاد “شريف” من بروكسل، إلى منفى “التجميد” الداخلي. لولا شفاعة الثنائي “رفيق – مفيد”، لأعلن “تلفزيون بشار” نبأ انتحار شريف شحادة بعشرين طلقة في الرأس.
نعم، ضحكت الأقدار للرجل. حين اختارته شقيقاً “صغيراً” “للجنرال”. يشبهه حتى شكلاً. الثاني “بحسب ذاكرتي” أضخم جسداً. أقرع، صاحب رأس لافت للنظر.

صراع الجبابرة بين ذو “الهمة – شحادة”!
مرت، نحو “12” عاماً، على مصادفة، التقيت خلالها باللواء رفيق شحادة. حينذاك، كان برتبة عميد، رئيساً لفرع مدينة دمشق، في شعبة الأمن السياسي، الكائن “بالميسات”.

جاء اللقاء “روتينياً”، في ختام جلسات تحقيق. أجراها معي، ضابط برتبة رائد، جرى تداول خبر مقتله بداية تسلُح الثورة، يُدعى “برهان اسمل”، على خلفية مشاركتي بتحرير العدد الأخير (115+1)، تاريخ 28/7/2003، من جريدة “الدومري”، إضافة إلى تسهيلي “طباعته”، بعيداً عن الرقابة.

لا انطباعات شخصية هامة، يُمكن أن يتركها لقاء “يتيم” سريع بالجنرال، باستثناء “تشابه” خُلقي واضح، يجمعه بشقيقه شريف. عدا عن “دردشة” أقرب “للمُحاضرة الاستعراضية”، تعكُس قلة خبرة بالعمل الأمني، تصل حد “السذاجة، عكس ما يشاع منذ ذلك الحين، عن “امكانيات” الرجل.

جاء العميد إلى “فرع الميسات”، منقولاً من مرتبات “الحرس الجمهوري”، على وقع خلاف كبير مع “الرقم 1” في دائرة الحماية الضيقة، اللواء “ذو الهمة شاليش عيسى”، وفقاً لمعلومات حصلنا عليها يومها.

هذا التفصيل “غير المُتداول”، يُشير إلى مكانة خاصة جداً، يشغلُها “رفيق” لدى بيت الأسد . مكانة جعلته، يتجرأ بالذهاب بعيداً، في التطاول على أحد أفراد العائلة المُقربين جداً ” ذو الهمة”، ابن عمة بشار الأسد، دون أن يخشى تسريحاً، أو قتلاً.

تعويذة “الطائفة – الدموية – الفساد”!
لم يدُم غياب رفيق، عن قصر بشار طويلاً، حيث أُعيد إليه، قبل أن توكل إليه لاحقاُ، رئاسة الفرع “293” شؤون الضباط، أقوى فروع شعبة المخابرات العسكرية.
ما بين الأسدين “المؤسس – الوريث”. حفر اللواء “حظوته” بشراسته الشخصية، يحلو للبعض تسميتها “صلابة شديدة”، مشفوعة “كما العادة” بولاء طائفي “مُطلق”، لا تشوبه شائبة. فوقها “شهية مفتوحة” على الفساد.

حيازة اللواء لتعويذة “الولاء الطائفي – الدموية – الفساد”. حمته من عواقب التطاول على ذو الهمة، ثم أجلسته على كرسي رئيس شعبة المخابرات العسكرية، في التنقلات التي أعقبت “تفجير” ما يعرف “بخلية الأزمة” 2012، الذي تُشير أصابع الاتهام بتدبيره لبشار الأسد.

تراكم حساسيات على طريق “شحادة غزالي”!
في “نظام” أمني بامتياز، لا تسير تعيينات مدراء الإدارات الحساسة عموماً، خاصة الأمنية، ضمن آلية، أو تسلسل معين. بيد أنها تخضع لتدقيق شديد الصرامة، حتى في المفاضلة بين الأشخاص، قُبيل توزيع المناصب عليهم. لذا، ليست مُصادفة أن يُنقل اللواء رستم غزالي من رئاسة فرع “دمشق وريفها” بشعبة المخابرات العسكرية “الأصيل” فيها، إلى مدير إدارة الأمن السياسي. فيما تم اسناد رئاسة “الشعبة العسكرية” إلى اللواء رفيق شحادة، المُستجد عليها .

يُدرك اللواء غزالي، أن قرعة المُفاضلة، رست لصالح اللواء شحادة. ما يعني أن منافسه، لا يتفوق عليه بالاستحواذ على ثقة بشارالأسد فقط. إنما بالكفاءة، التي تؤهله بنظر “الرئيس”، لقيادة أقوى الأجهزة الأمنية عدداً. أوسعها صلاحيات.
إذاً، هناك حساسية آخرى، تُضاف إلى ما هو موجود أصلاً، بين مختلف رؤساء الأجهزة الأمنية. إذ تُعتبر “الكراهية المُتبادلة” شرطاً “أسدياً” أساسياً، لبقاء هؤلاء في مناصبهم. بمعنى، “لو لم تكن موجودة بينهم لأوجدوها بأنفسهم”.

حكايا!
لا يكفي ذلك بالطبع، لأن تصل الأمور بين الجنرالين، إلى “شروع رفيق بقتل رستم”. على ذمة إحدى الروايات الأكثر تداولاً.
المؤكد، أن حادثاً ما، وقع للواء رستم غزالي بعيداً عن المعارك، في محيط قرفا. كما ورد برواية النائب عن البعث اللبناني “عاصم قانصو”، لصحيفة الشرق الأوسط. بل أقرب إلى حكاية “العاصمة ديلي نيوز”، بشان خلاف بين اللوأين ” رفيق شحادة – رستم غزالي”، تطور إلى مشادة هاتفية بينهما، انتهى باعتداء عناصر الأول على الثاني، بالضرب المُبرح. ما أدى إلى ادخاله المشفى.

هذه الرواية، “لا نتبناها أو نستبعدها”، أقله حتى اللحظة. لكن ثمة يقين، بأن اللواء رستم، يعيش منذ فترة طويلة على “الوقت المُستقطع”. يا “لها” من مكافأة، يمنحها “خامنئي – الأسد”، لأحد المُريدين. بجعله آخر الشهود في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الذين يُغادرون الحياة.. لتستمر المُفارقات (رفيق يقتل رفيقه المشتبه به بمقتل الشهيد رفيق .. شتان بين الرفيقين .. يا رفيق).

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *