الأرض لمن يزرعها ..الأرض لمن يدافع عنها!!!

نبيهة حنا:

 لافرق  ان  كان بشار الأسد  كاتب خطابه  أو كان   آخر كبثينة شعبان , فبشار الاسد هو الذي ألقاه  وبالتالي  يتحمل بشار الأسد تبعاته, ومن يسمع الخطاب يصاب بالتقزم والوضاعة  , فالسيد الرئيس يتلعثم  ويناقض نفسه بنفسه ويكذب مع  أنه  ليس بالكاذب “المحنك” . فتكاذبه مكشوف , وما   قاله  سفاف , ورئيس دولة لايتكلم كما تكلم بشار الأسد  حول كل النقاط التي  تعرض  اليها , نقطة  لفتت انتباهي  بشكل خاص  وهي نقطة  ملكية سوريا  ..انها ليست ملكا لساكنيها  وليست ملكا لمن حمل جواز سفرها , انما هي ملك لمن يدافع عنها !.

 ليس  الشعب الذي يسكن  البلاد مالكها   , وليس م نثبت  بالمستندات الرسمية (جواز سفر) على أنه سوري  يملك البلاد , من يملكها هو المدافع عنه  ,وماذا يجب استنباطه من  مبدأ التملك  الذي  أعلنه بشار الأسد ؟.

 اولا لا أظن على أن بشار الأسد  على المام كاف  بتداعيات  ماقاله  , لقد  كتب  شخص  آخر  هذه العبارة  وما على بشار الاسد الا  أن يقرأها  أملم المهنيين  ورجال النقابات  وغيرهم من  الحضور المصفق الملفق , وحتى  القراءة  لم تتم   بسلاسة  وانما بالتلعثم المعتاد منه , ومن يأخذ العبارة   مأخذ الجد  يجد بها العديد من المضامين , التي لو أدركها بشار  الأسد الأسد  لاحمر وجهه خجلا ..هذا على فرض أن بشار الأسد يخجل !:

١- يوحي  بشار الأسد  بالعبارة  وكأنه مالك لسوريا , وقيم على  توريثها  أو تمليكها لمن يريد , ولما  لايستطيع رئيس جمهورية تملك البلاد “كجمهورية”,  الا أنه  يستطيع تملك مزرعة  ,  وهنا  يؤكد بشار الأسد صحة   المقولة الشائعة  ..الاسدية حولت البلاد الى مزرعة   تملكوها  بالبندقية ولا يزالون  يدافعون عن هذه الملكيةبالأساليب  التي نراها يوميا  , وهم مصممون عل   احراق المزرعة  عند تعرض ملكيتهم لها للمخاطر ..نحكمها  أو نحرقها !!!

٢-في العبارة  شرعنة  لموضوع الاستعمار   خاصة النوع  الاستيطاني منه , واذا أخذنا كمثال  فلسطين والصهاينة فسنقع  بسبب المبدأ الأسدي في  هوة عميقة , الصهاينة يدافعون عن فلسطين التي سموها اسرائيل  , ويدافعون عنها  بنجاح كامل , لذا فان  فلسطين ملكا حلال زلال لهم , أما ساكنيها ومن ثبت بالوثيقة انتمائهم لها  فليسوا  بالمالكين لها  .واذا كان الأمر  كذلك  فلماذا  يقاوم ويمانع بشار الاسد ؟ , وهل يمكن للنظرة الى فلسطين  أن تكون مغايرة للنظرة  الى سوريا  أو جنوب افريقيا  أو غيرهم من  البلدان التي تعرضت لاستعمار استيطاني ؟

٣- يحلل بشار الاسد بعبارته هذه  تملك فرنسا للجزلئر  , ففرنسا دافعت عن الجزائر , لذا فان فرنسا  هي المالكة للجزائر , والجزائر  هي فرنسية أي جزء من فرنسا ,   ومقتل  مليون جزائري  في سياق الثورة الجزائرية يعتبر مقتل  لمليون  ارهابي… لا أسف عليهم  ولا هم عند ربهم يرزقون , وهل  يقبل العقل والضمير  تطبيق  المبدأ الأسدي  الواضح في صياغته  والذي  لايحتمل  أي  تأويل؟؟, أعود وأقول على أن بشار الأسد ليس  بالدراية الكافية  لما نطق به , ولا يمكن أخذ ماقاله مأخذ الجد ,ولا يمكن  لمن يأخذ هذه المقولة مأخذ الجد الا أن يعتبر بشار الأسد انسان معتوه فعلا !

٤- اذا  اراد بشار الاسد  التنويه  الى مشروع يفكر به  , وهو ترحيل الشعب السوري  بدلا من رحيله , والاستعاضة عن الشعب السوري  بشعب  آخر , فانه يمارس  بذلك  الجنون بعينه , وذلك  لأن مشروعه سيفشل  , وحتى قوة وجبروت اسرائيل لم تتمكن من  ترحيل الفلسطينيين  الذين         سيشكلون بعد حوالي خمسين سنة الأكثرية العددية في اسرائيل , والمقارنة بين  الأسد واسرائيل  لاتعتمد على شيئ من الموضوعية , ضعفه يتناسب طردا مع قوتها , ومهمته يجب أن تكون  حماية العلويين من الترحيل  وليس محاولة ترحيل باقي  الشعب السوري والاستعاضة  عن هذا الشعب بشعب حزب الله  , حزب الله هو عبارة عن      كتائب حربية     تعدادها بعض عشرات الآلاف  ,  ومجيئ كل حزب الله الى سوريا  واستوطانهم  في القصير وغيرها  سوف لن يغير  من  الديموغرافية السورية اطلاقا  , لهذا المشروع فائدة كبيرة  بالنسبة للبنان  , عندها يستريح لبنان من حزب الله .. وانطلاقا من  تعاطفي مع اللبنانيين … أتمنى ذلك !.

٥- اذا كان مشروع الاسد  يتضمن  جلب  الايرانيين الى  سوريا  للدفاع عنها  وبالتالي تملكها , فان ذلك يمثل جنوننا أعظم من جلب   رجال حزب الله الى القصير , فعلى الأقل يوجد بعض التاريخ المشترك بين  السوريين واللبنانيين  , أما مع أهل فارس  فلا يوجد ذلك  التاريخ التوافقي المشترك  الا من  ناحية الانتماء الشيعي, فالسوريون   بنسبة٠,٥٪ يشاركون  بانتمائهم الشيعي شيعة ايران  , وحتى العلويون بنسبتهم التي تتراوح حول ١٠٪لايستطيعون ممارسة الشراكة مع شيعة ايران باسم أكثرية  الشعب السوري , مجيئ عشرات الألوف أو مئات الألوف من الايرانيين  يعني  تعرض هؤلاء  الى  النبذ المزمن والمستمر  ويعني تعريض هؤلاء  الى  مشاكل هم بغنى عنها , وبالنهاية سيرحلون  بعد أن خلقوا  عداء لالزوم له بين الشعب السوري والشعب الايراني , وللأسف لايقتدر الرئيس القدير على التفكير  أبعد من ذروة أنفه , ولو استطاع  لما حدث ماحدث في سوريا

٦-قد يظن  بشار الأسد على أن تخليده الذي  فشل أو  سيفشل  في سوريا  قد ينجح في دولة للعلويين ,  هنا يخطئ بشار الاسد  في التحليل بشكل عام  , لم يقف العلويون  مع بشار الأسد الا  بعد أن شاركهم في  الهيمنة ومكاسبها  , انهم شركاء  الاسد في النهب والاستبداد , ولا يوجد في سوريا ديكتاتور واحد  وانما المئات , فعلى من  ستهيمن الطائفة في دولة العلويين ؟وهل  سيوفق الأسد في استعباد العلويين  في  دولة العلويين ؟واذا شكل العلويون أكثرية بعد  التصحيح الديموغرافي , فكيف سيكون  حال الأقليات ؟ وهل  على الأقلية الغير علوية في دولة العلويينن أن تحكم بنفس  المنطق الذي تحكم به الأقلية العلوية في  سوريا؟سينهبون بعضهم البعض  وسيستعبدون بعضهم البعض , ولذلك فستكون هناك  أيضا ثورة لأن الأسدية لاتقتدر على تغيير سحنتها  وممارساتها ,تسود حيث تتمكن من  احداث تفرقة , وفي دولة العلويين  سوف لن تكون هناك ديموقراطية  ولا حريات  وسيستمر  الفساد  والتشليح والتعفيش  , وسيشعر العديد منهم بداء الشبيحة , لايشعرون الآن بذلك  لأن ساطور الشبيحة  لايهدد اعناقهم  بل أعناق غيرهم,لقد ارتكبوا   أفدح الأخطاء في الدولة السورية  وسيكرروا تلك  الأخطاء في دولة العلويين  ,  أخطاء قادت الى اندثار سوريا  وستقود الى اندثار  دولة العلويين أيضا

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *