بقلم :تيسير عمار
***
لايستحق اعلان البسطار رمزا للنظام الكثير من التفنيد والتحليل والبحوث النفسية , فالبسطار ليس ظاهرة الظواهر في تاريخ سوريا المعاصر , انه بالواقع رمز القائد الخالد ووريثة القائد الى الابد , وهل تنتظرون أن يرفع الأسد نصبا تذكاريا للحرية أو للعدالة الاجتماعية أو الديموقراطية ؟ هذا هو الأسد الرمز , وهذا هو رمز البسطار ولا تناقض بن الرمز والمرموز .
هناك شيئ وحيد يستحق التنويه , وهذا الشيئ هو صراحة التماهي بالبسطار , ولا يختلف هذا التماهي عن غيره من مفاخر الأسدية , هل شعار الأسد الى الأبد أكثر انحطاطا من رمزية بسطار الأسد ؟ هل شعار البسطار يحميكم أفدح من شعار الأسد أو نحرق البلد , كل ذلك عبارة عن تعريف صريح بالأسدية , صراحة تشكر الأسدية عليها , ولو كانت في معظمها وقاحة لامثيل لها .
من يتلذذ بالبسطار هو الذي ينشرح للأسد , من يؤله البسطار هو ذات الشخص الذي يؤله الأسد , الأسد بحد ذاته يمثل استفزازا للوطن والمواطن , انه من داس على رقبة الناس ببسطاره جهارا نهارا , ووضع القذيفة الى جانب البسطار في النصب التذكاري على مدخل مدينة اللاذقية , هو تأكيد على أن الذي لايريد بسطار الأسد ستناله القذيفة , أي بمعنى الأسد أو نحرق البلد , اما تقبل الأسد أو يتم احراق البلد , واحراق البلد لايعني احراق الأرض , بل يعني احراق الأرض وما عليها من انسان أو حيوان أو شجرة , قيل ذلك ويتم تنفيذه بحرفة وحرفية وبامتياز .
رمزية البسطار تمثل افرازا بهائميا متحيوننا ومتوحشا , رمزية البسطار هي رمزية لمن وصل الى قاع الانحطاط الأخلاقي والقيمي , البسطار على الراية الى جانب وجه الرئاسة , ولا ينقص هذا الثنائي الا التحول الى ثلاثي ..بسطار.. بشار ..شبيحة , وليس من الغريب أن يعلن النظام عن مستواه الرمزي والأخلاقي , فأي رمز يستطيع النظام رفعه الا رمز البسطار الى جانب القائد الرمز بشار؟ .
هل البسطار هو رمز للمصارحة , حيث تريد رسالة البسطار القول , من يعارضني سأدوس رقبته بالبسطار , أو أن مصارحة البسطار تعني نوعا من الهروب الى الأمام بسبب الذعر والخوف ,او انه تهديد نهائي , انه آخر طلقة متوفرة للنظام , شبيه باستعمال السموم ضد جحافل داعش التي تهدد مطار دير الزور , هل عرض البسطار نوع من قلة الذوق , أو أنه تعبير عند عدم وجود الذوق أصلا ؟ لانعرف جوابا على كل هذه الأسئلة , ذلك لأن الخبرة بموضوع البسطار قليلة عالميا باستثناء بعض الرمزية في الجيش الأمريكي , الا أن ألامر هنا يختلف تماما عن رمزية بسطار بشار
*** الفنان السوري عمر العبد اللات
===================
ثقافة البوط تمددت من اليافطة والورقة والصورة الى الفم واللسان , هوهو المطرب سميح حبيب يرندح للبوط في نص من قلم “شعراء” , والنص الذي يريد المطربي أن يفتتننا به يقول مثلا على أن مكان البعض هو تحت البوط , وبالبوط سيفرض المطرب ارادته ..الخ وهل يمكن للانحطاط أن يكون أعمق , وما هو رأي المطرب ومن ينطرب معه اذا حاول الآخر أن يضع سميح حبيب تحت البوط , وأن يشق الآخر طريق ارادته بالبوط العسكري ؟ , عيب أن تنحدر قيم الذوق الى هذا المستوى , ومن يفعل ماقاله المطرب فعليه عدم التعجب من التطرف , التطرف يولد تطرفا آخر , وفي نص المطرب لانجد فقط التطرف وانما الانحطاط والتفسخ , انه من مصلحة الطائفة العلوية لجم لسان المطرب والتبري منه , وتأييده هو من أشد المخاطر التي سنزاجه الطائفة …هذا ليس انذار وانما محاولة لتفهيم البعض بأن البهائمية لاتنتصر , ومن قتل لحد الآن من شباب الطائفة هو دلالة على حجم الكارثة التي وقعت بها هذه الطائفة … ربي اغفر لهم لأنهم لايدركون مايفعلون !