بقلم :عبدو قطريب
***
أن يحتل البوط العسكري هذا المقام في الثقافة الاسدية هو أمر مثير للتعجب والحزن على من اتخذ من البوط العسكري “رمزا” وقدوة , ولا توجد حقيقة أي أسباب موضوعية لهذا الانحدار البربري الضار أولا بمن تنكص بربريا , توجد بدون شك أسباب نقول عنها انها لاموضوعية منها سيطرت الخوف على عقول البشر , والخوف كما هو معروف لم يكن يوما ما الناصح الأمثل , الخوف المتطرف والمبالغ به به يشل العقل والرؤية , الخوف يقود الى اصطفاف البشر على أسس وقواعد ضارة بالوطن , الخوف يقود الى ممارسات عبثية عدمية , الخوف هو المسؤول الأول عن معظم مايحدث في سوريا , والذي مارس بنجاح منظومة التخويف هو المسبب للحالة التي وصلت اليها البلاد .
استبدال بشار بالبوط هو أمر سيئ ومشين وضار , ليس لأن السيد بشار نعمة , ولكن لأن البوط لم يكن في التاريخ الا نقمة , رفضنا بشار فقدموا لنا البديل , البوط بدلا من بشار , رفضنا زعران عائلة الأسد فقدموا لنا زعرانا أسوء من زعران الأسود , رفضنا الفساد فقدموا لنا بديلا هو الانبطاح تحت البوط , رفضنا الديكتاتورية وتعاطف بشار الأسد معنا ظاهريا ..ديموقراطيته التي يريد ترسيخها في سوريا ستكون قدوة للعالم ( وزير الخارجية ) , فقدموا البوط بديلا حث ستداس رقبة كل معارض ..هكذا جهارا .., رفضنا غباء بشار الأسد وانفصاميته وسوء ادارته والكوارث التي سببها للوطن , فقدموا لنا بدائل تنطرب بمعزوفة البوط العسكري .. بدلا من بشار قدموا لنا ألوفا من كسم بشار , فماذا ينتظر هؤلاء ؟
للأسف لايمكن أن ينتظر هؤلاء الا معاملة بالمثل , وحتى لو منعت الأخلاق هذه المعاملة بالمثل , ولو فعلوا بهم ربع مافعلوا هم بالغير , فستكون كارثة حضارية وأخلاقية , غير أني لا أرحب بأي منهجية تستند الى منطق المعاملة بالمثل أو العين بالعين والسن بالسن , ويجب محاسبة كل انسان مهما كان ومن كان على اعماله شخصيا وليس جماعيا , والمعاملة بالمثل تعني مثلا معاقبة مطرب كسميح حبيب بالسجن لمدة عشرين سنة حسب المادة ٢٩٨ و ٢٨٥ , وهل وضع الآخر تحت البوط العسكري ليس اثارة للفتنة واضعافا للشعور القومي وايقاظا للنعرات الطائفية وهل استبدال الرئيس “الرمز” ” برمز البوط ” ليس اساءة الى رئاسة الجمهورية وفق المادتين ٢٧٤ و٣٧٧؟ , وهل سيتم التعال مع مطرب كسميح حبيب كما تم التعامل مع المطرب القاشوش , حيث تم ذبحه بالسكين ورميه في العاصي .
كل ذلك سوف لن يحدث , والدستور سيتغير , ومطرب كسميح حبيب سوف لن يسجن عشرين سنة ولا عشر دقائق وسوف لن يذبح بالسكين , من ثار على الهمجية سوف لن يمارسها على المدى المتوسط والبعيد ..صحيح على أن الثورة الفرنسية ترافقت في البدء مع أعمال همجية , الا أنها نورت العالم على المدى المتوسط والبعيد , وصحيح على أن هناك في صفوف الثوار زعران وقتلة ومجرمين , الا أنه لتصدر هؤلاء الصفوف الأولى أسباب وجيهة , فلا يمكن مثلا مكافحة زعران الأسد الا بزعران مثلهم , الحرب التي تحولت الى قذارة تجذب كل قاذورة , لقد اعلنها الأسد ومنذ البدء “قذرة” لذا اجتذب كل قذر , أما المدني الديموقراطي المسالم والمتنور فقد استقال مؤقتا , الا أنه لم يندثر ولم يموت ومستقبل سوريا سيكون في يده , وليس في يد داعش أو الشبيحة أو الدفاع الوطني أو غيرهم من الميليشيات .
تمجيد البوط العسكري ليس الا اختذالا لمعاني الأخلاق والكرامة , وليس بمقدور أحد أن يوظف البوط دعائيا واعلاميا , الا من هو بمستوى البوط .. صفاقة ووقاحة لانظير لها , البوط ذو أمجاد عسكرية !!!! أين هي الأمجاد العسكرية عند جوقة الرد في الشكل المناسب والزمن المناسب .
حذاء أصبح رمزا لنظام , يا للهول !!! ففي سوريا هناك حملة ضد الأصنام , لقد انهار العديد من تماثيل الأسد قسرا ,وبعضها جرى تفكيكه طوعا (حماه) , وقد استغرب البعض وجود تماثيل لحافظ الأسد وكذلك تماثيل لباسل الأسد (حلب) , وعدم وجود تماثيل لبشار الأسد , خطأ لقد نصب بشار الأسد لنفسه تمثالا على مدخل مدينة اللاذقية … انه بشار الأسد وبجانبه القذيفة ….
القذيفة والبوط ..قصة حب لانهاية لها
*** الفنان علي فرزات