وماذا عن الفتى في يومه العالمي

بقلم: مادلين بوزيوس

ليست فبركة   ولا تزوير ولا غش  , انما فيلم  يصور  حادثة تتكرر  يوميا عشرات المرات  , لم  يدع  أحد على أن  الفيلم  عبارة عن “وثيقة”,  من  أخرجه وصوره ونشرعه قال صراحة  وبدون أي ضغط   على أن الفيلم  انتجاج  وثائقي  وليس “وثيقة”  ومنه يراد  اعطاء  صورة عن الواقع السوري  الظالم والمظلم  ,  فالفيلم يظهر   ضراوة القنص   والقناص  , ويظهر  ماهو تعاضضي تعاوني  وانساني في مسلكية الطفل ,  انه عمل  سينمائي بمنتهى التوفيق  والجودة  والمضمون  , وعلى المنوال الذي  طرحه الفيلم  تم حتى الآن  قتل حوالي ١٨٠٠٠  طفل  على الأقل  والحبل على الجرار  , حيث يتم قتل الأطفال  ببربرية لامثيل لها  , فان لم يكن القناص  , فهو الطيار الذي يلقي براميله  على كل  مايتحرك  وما لا يتحرك  , انه  راكب الدبابة   وقاذف الصواريخ  وملقن المدافع  , انه الحصار   بهدف التجويع  , انه  ذلك الوغد الذي  يسمم  الأطفال بالكيماوي  , انه  الوحش المفترس الذي   أيتم  عشرات الألوف من الأطفال   ورمل عشرات الألوف من النساء , انه  الديكتاتور  مغتصب الحريات  ومزور الانتخابات  , انه  اللص  السارق لقوت الشعب  , انه  السجان  الذي حول البلاد الى سجن كبير  وابتدع من  أساليب التعذيب مايفوق كل تصور , انه الداعشي  الذي  عذب وقتل  أكثر مما عذبت داعش وقتلت  , انه الطائفي  الذي   حرض في  العديد من الفئات  الطائفية  المقيتة  ,انه الوحش  المتوحش الذي  انجب  وحوش داعش, انه الفاشل الذي أفشل البلاد  والفاسد الذي أفسدها …انه ..انه  …طبعا الفيلم عاجز عن  التطرق  لكل  ماذكر من مشاكل  , عمليا   هناك حاجة  لمئات الأفلام  من هذا النوع .

مشاهد الفيلم  تمجد  دور  الطفل   الانساني   تجاه اخته الصغيرة  ,  والفيلم لايبالغ !!, فسوريا تعرف  في   أوج  احتضارها  كدولة  الكثير من القصص  المشابهة , الموت   وشبيحته يفتكون يوميا  بالمئات   من  البشر  اطفالا  وشبابا وشيوخا ونساء   وحتى الحيوانات  تعرفت على  ابتكارات   الجزار بشار , وكل ذلك  على مرأى ومسمع  من بقي من الأطفال حيا  ,فماذا ننتظر  مستقبلا  من  طفولة  مجروحة ومتندبة نفسيا   , هذا اذا كان لهذه البلاد أي مستقبل  ..هذا اذا بقي  في هذه البلاد طفل واحد غير مشوه  على قيد الحياة .

يقولون ان عدد القتلى بلغ ربع مليون  وعدد  المعذبين في السجون أيضا ربع مليون   وعدد الجائعين ١٢ مليون  وعدد النازحين واللاجئين   ٧ مليون  , فماذا بقي من الشعب السوري  ؟,لقد مات في  الفرد السوري  العديد من معالمه الجيدة  وولدت به   الكثير من  المعالم السيئة  ,, مات الحب , وولد الكره ,  ماتت  الأخلاق  وولدت الزعرنة  , ماتت السلمية   وولدت الحربجية .. النازح  أواللآجئ أو  المعتقل قيد التعذيب  أ والجائع  كلهم   بشر  تم اتلاف  الكثير  من خصائصهم,  والظن  على  ان  هؤلاء  سيعودون “طبيعيين”  بمجرد   اطعامهم أو  اطلاق سبيلهم   فهو خاطئ  ,  جروحهم عميقة  , ومهما   تطورت حالتهم  ستبقى هناك  في كيانهم ندبة  عضوية أو نفسية  أو كلاهما خاصة الأطفال منهم , أما من مات  فلربما استراح ,  الا أنه ليس  في  موت  الأب  اوالابن  اوالصديق  اوالقريب اوالجار  أي  راحة  لأي من الباقين, جرح التثكل والتيتم  والترمل    عميق  ومزمن  , وكارثية فقدان الصديق أو الجار أو القريب  ..الخ  لاتقتل  بكثير عن  كارثية فقدان  الأب أو الأم أو الولد …رئيسنا  يعد بأنه  سيبنيها  “سوا” مع   مابقي  من  السوريين على قيد الحياة  ,  ورئيسنا قال  على أنها  ستكون  أجمل!!! ,وهل  ستكون حقيقة أجمل بالنسبة لليتيم  أو الثكلى أو الأرملة؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *