يعتني علم الفراسة بامكانية التعرف على شخص ما من خلال تعابير وجهه , فموقف الشخص ينعكس على تعابير وجهه , وهكذا يمكن التعرف على كثير من خفايا شخصية الأسد أو غيره مثل ميشيل كيلو أو نهاد قلعي أو دريد لحام أو سهيل الحسن ..الخ ,أما صورة الدكتورة ماريا شعبو فهي حسب شعوري أكثر تعبيرا من غيرها من الصور عن موقفها تجاه مايحيط بها من أحداث وكوارث , فهي التي ولدت في السجن أيام حافظ الأسد , وهي التي اعادها محروسه بشار الأسد الى السجن, وهي الطفلة والبنت التي لاتعرف والدها أو والدتها الا في السجون و وقد نشرت وسائل الاعلام مؤخرا صورتها بعد أن اعتقاتها شبيحة الأسد , وفي الصورة نستطيع التعرف على الكثير مما يدور في عقلها ووجدانها .
الصورة المرفقة تجيد التعبير عن العديد من مشاعر الشابة ماريا , أشعر على أنها تنظر بنوع من القرف , وهل يوجد ماهو أقرف من اعتقال انسانة لأنها شاركت في ورشة عمل خاصة بحقوق الانسان في بيروت .
اضافة الى القرف يعبر وجه ماريا شعبو ونظرتها على وجود نوع من الاحتقار , انها ولأسباب موضوعية تحتقر النظام الأسدي , الذي هو أصلا نظام وحوش , ولم يطرأ على هذا النظام من تغير وتطور الا احتكاره ا لمزيد من الوحشية , انه نظام أكلة لحوم البشر , ولا يفترق ايجابيا عن البعض من الذين قضموا القلوب ووضعوا الرؤوس المبتورة على الفحم للشوي , فعند هؤلاء ولع بممارسة البربرية المشهدية ,أما في حالة الأسد وزمرته فهناك ولع بممارسة البربرية المتخفية في السجون والمواخير.الصور التي نشرها المدعو “قيصر” أظهرت تفوق الأسدية على النازية بما يخص توحش الانسان .
النظرة تعبر أيضا عن فقدان الأمل , انها نظرة زاهدة عدمية توحي باستسلام مطلق , ولدت في السجن وعادت الى السجن بعد ٢٦ عاما , وما بين الولادة والسجن الأخير سنين من الجبرية ومن انعتاق هذه الشلبة من كل أمل بحلول شيئ من الحرية والاحترام للانسان , تصوروا هذه الشابة في معتقلها الآن وهي وسادة الاغتصاب , وتصوروا فدادين الأسد وهم يمطروها بحيوانتاهم المنوية , لا.. أيها الأعزاء لم يمارس هتلر ما يمارسه الأسد , فموضوع الاغتصاب والتحبيل في السجون لم يمارسه هتلر وجرذانه , ان ذلك استحقاق أسدي عربي مارسه كل الأعراب في سجونهم مع سباياهم وغنائم حروبهم, سينهال البغال على ماريا شعبو وكل بدوره !, فكيف ستنظر ماريا شعبو الا عدميا وزهدا وهل ترك البغال منها شيئا الا ودمروه ؟.
أشعر وكأن ماريا شعبو لاتريد أن تفتح عينيها لتشاهد مايجري وما جرى لها , وهل يمكن للعين أن تبصر بذاكرة سجنها لسنة ونصف بعد ولادتها , هل يمكن لعقل أن يتصور تدميرا لمخلوق كما تم تدمير ماريا شعبو ؟, فعندما تفكر ماريا شعبو في طفولتها وسجن أمها ووالدها لسنين فكيف سترتكس , في نظرتها نوع مع الحقد وولع في التشفي , أليس من خصائص البشر أن يحقدوا على الحاقدين وأن يكرهوا الكارهين وأن يتشفوا من الظالمين ؟, أليس من شبه الطبيعي أن يلتحق شاب بداعش عندما يحدث له ماحدث معها , لاتظنوا على أن كل محارب مع داعش هو مبدئيا اسلامي متشنج ومتعصب ومجرم قاتل , هناك الكثير من الداعشيين الذين يبحثون عن لقمة العيش بعد أن دمرت الأسدية الأسس المادية للعيش في سوريا , ناهيكم عن أسس العيش الأخلاقية والمعنوية والاجتماعية , فهل يمكن العيش براتب لايكفي الا لثلاثة أيام في شهر من ثلاثين يوما , وهل يمكن العيش لمن يريد أن يفكر في دولة تمنع الفكر والتفكير , هل يمكن العيش في جولايعرف الحق والعدل , في جوالرشوة والفساد والتعفن ..في جو من هيمنة الآخر عليه , لقد ولدت ماريا شعبو مسيحية ,لذا عليها أن تقبل مواطنة من الدرجة الثانية أو الثالثة , وهل يمكن للطبيبة المتخرجة حديثا أن تستفيد من بعثة للتخصص في الخارج , انظروا الى من تم ارسالهم للتخصص على حساب الدولة , انهم بنسبة ١٠٠٪ من العلويين , وما هو ذنب ماريا شعبو ان ولدت مسيحية ؟
الانتماء للحزب الشيوعي هو بمثابة “تهمة” , وأن لاتكون علوي فهي “تهمة ” أيضا في سوريا الأسد !