بين بشار وأبو بكر ..بين الموت البطئ والموت السريع !

 بقلم : نبيهة حنا

*

لايتفوق رعب الصوملة على رعب المشهد السوري , حيث يقتدي  كل تطور  في هذه البلاد المعذبة  بالقدوة الصومالية  , لا بل أكثر من  ذلك فقد حذر سياسي صومالي  من  تطور بلاده  حسب  النمط   السوري ,  فصوماليا لاتريد أن تصبح كسوريا   , وسوريا  بقلبها  وقالبها االأسدي تتصدر قائمة الانحطاط  من الأسفل ,ولا تزال حقيقة   أفضل من صوماليا بمرتبة أو مرتبتين من أصل ١٨٠ مرتبة , وكل ذلك  لايدفع الأسد الا  الى المزيد  من الأسدية , ومن لديه  أي شك  بحيونتها  وتوحشها  عليه  ادراك العبر  التي تقدمها الأسدية كل يوم , وما اعتقال   الطبيبة ماريا  شعبو وعمار الشعار  وجديع نوفل   ثم رئيس تيار بناء الدولة لؤي حسين   الا  برهنة  على  أن الأسدية  لاتزال حيوية في حيونتها  وفي سجونها لايزال المزيد من  الأمكنة لايواء  خلق الله ,  ولديها من وحوش التنكيل  ما يكفي,وهي قادرة على الفتك  حتى  بابن الطائفة المعارض -المؤيد لؤي حسين .. لذا ترجوا الأسدية من الناس الانتباه  وعدم التمظهر بأي مظهر  يشكك  بأبدية الأسد , وقد اعذر من أنذر !, فالموت الزؤام  ينتظر كا متنكر وكافر  بالأ سد   , وفي المقابل الداعشي  ينتظر الموت الزؤام  كل متنكر  وكافربخليفة الله أبو بكر .

لقد خفضت مؤسسة مسلخ أبو بكر  سقف  التسامح  والتحمل     ,  عندما تشك مؤسسة المسلخ  بخرق طفل  لواجبات الصيام  يصلب الطفل حتى الموت  ,  ومؤسسة  بشار    خفضت  بالمقابل  سقف التسامح والتحمل  , وعندما تشك هذه المؤسسة  بخرق لفروض  حب الأسد   يسجن  الانسان  ويعذب حتى الموت , فالموت أصبح واسع الصدر وواسع الانتشار  في البلاد, نتيجة لذلك  أصبحت القبور في المقابر  نادرة  , اذ حتى بعد الموت لايجد القتيل السوري ان كان طفلا أو شيخا رجلا أو امرأة مكانا  للراحةالأبدية .

الطريق الى الراحة الأبدية   يختلف  بين  بشار  وابو بكر  , فأبو بكر  حاد الطباع  قليل الصبر   يفرض العقوبة  وينفذها  في لحظات  , بين دقيقة وأخرى  تجد رأسك  مقطوعا  وجاثما على صدرك , أما بشاربشكل عام   فباله أطول  ولايتميز  بشكل عام بحدة الطباع   الداعشية , الا أنه  أحيانا  كأبو بكر  يفرض العقاب  وينفذه ميدانيا   وخلال دقائق  يخر  الخائن  صريعا ,ثم انه ليس من النادر  أن يتعامل بشار  مع الرؤوس  كأبو بكر  بترا وتقطيعا  ,اضافة الى ذلك يجري  أحيانا تحطيم الرأس   بالخفان والحجارة  ويترك الرأس معلقا  على الجثمان ليصبح عبرة لمن  يعتبر .

لقد  أظهر العديد من الأشرطة المسجلة   عمليات تحطيم الرؤوس  بالهراوات الحديدية ثم  بقذف الرأس  بالخفان  الاسمنتي  وبالنهاية يتدلى الرأس  من جسد بدون حراك  , لقد شاهدنا   كل مايخطر على البال  وما  لايخطر على البال  , فما لايخطر على البال مثلا   كان  نشر الرقبة بالمنشار الكهربائي , بينما  لايزال الرجعي أبو بكر   يستخدم وسائل عتيقة كالسكين  والسيف  , ومن يذبح  في مسلخ أبو بكر  يضع  قناعا على وجهه  ..خجلا أم خوفا ؟ , أما من يذبح في مسلخ بشار  فلا يخجل ولا يخاف  الا أنه  غير ميال الى مشهدية  الجزارة  , ففي السجن  يتم النحر  بالتقسيط  وعلى مدى  اسابيع أو شهور  أو حتى سنين  ,  والتخرج يكون  في العديد من الحالات بشكل جثة  لايستلمها  أهل القتيل  الا نادرا  ,أما  الأشياء الشخصية الخاصة بالشخص القتيل  فيستلمها  أهل هذا الشخص وذلك  تعبيرا عن  الدقة والأمانة في هذه السجون , وهل يمكن لأحد  نفي  أمر التشفي  والترهيب من خلال تسليم متاع القتيل الشخصي  , بينما الشخص  الذي أصبح جسدا بدون روح  يستريح في قبر اجتماعي جماعي  أو على المزبلة أو في قاع نهر  , أو أنه  قد تبخر بالأسيد… لايخجل الموت في سوريا  من أي ممارسة “وطنية” , مقتل الشاب وسام فايز سارة في السجن  وهو في  السابع والعشرين من عمره  هو اجراء “وطني”  القصد منه  محاربة ارهاب الأجانب  فهل وسام  ارهابي  أو أجنبي ؟

المطالبة بالجثة  ممنوعة  تحت طائلة  العقاب , لقد انتهت حياة عشرات الألوف من  الشابات والشبان   في سجون الأسد  ,وبالكاد يتطرق اعلام الأسد  الى  قتلى السجون  , يقال على  أن   قتلى ربيع العمر  أعطونا عمرهم  “طبيعيا”  كنتيجة لمرض عضال  أو بفعل تقدم العمر  الذي يتميز به سجناء الأسد , نعم  طويل العمر  في سجون الأسد  هو  العشريني أو الثلاثيني   ونادر الخمسيني  , طويل  العمر في سجون الأسد هو  من  تسمم عن طريق شرب بوله , وهو الذي تقمل  وتقرح  وأنتن وتعفن  وهو حي   , اياكم  والظن بأن العلف والعناية  في سجون الأسد ليست راقية جدا  , رقيها دفع علماني مشهور   في هذه البلاد للقول  على أن سجون الأسد هي مراكز للنقاهة  ,فالصيدلاني  العلماني نبيل فياض جرب  هذه المراكز  شخصيا قبل  أن  يدلىي بتقريره  المعروف  عن مراكز النقاهة الأسدية.

بالنتيجة لاتوجد  فروق كيفية بين الداعشية والأسدية , كميا  تفوقت الأسدية على الداعشية  بامتياز , فعدد  القتلى على يد الأسدية يفوق  بمئات الأضعاف عدد قتلى الداعشية  , لاشك بأن عامل الزمن  يلعب هنا دورا مهما  , فالأسدية تمارس كار التقتيل منذ  عقود , بينما  الداعشية لاتزال في سنينها الأولى , على أي حال  لاخوف على الموت  في  هذه البلاد ..قوي وجبار  تحت قيادة أبو بكر وبشار

*كاريكاتير  من الفنان أكرم رسلان

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *