قبل أيام تم اغتيال خمسة من المهندسين العاملين في مجال الطاقة النووية على أيدي مجهولين وذلك أثناء توجههم الى مكان عملهم في حي برزة وهم المهندس نزار الصمل وكامل السوادي وعبادة عيون ونضال غازي , وقد أصبح من المألوف في هذه البلاد ذكرمذهب القتيل ومكان ولادته , لأن القتل أصبح على الهوية .. مباح دم السني عند العلوي ومباح دم العلوي عند السني , انها تهمة عظيمة كونك من أهالي القرداحة , والتهمة أكبر ان كنت من أهالي الرستن ,فهؤلاء المهندسين سنة وينحدرون من مناطق ثائرة مثل حرستا والتل .
من المألوف في حالات من هذا النوع أن يتم تبادل التهم بشكل تلقائي , السلطة قالت على أن الجماعات الأرهابية قتلتهم , والثوار قالوا على أن السلطة الارهابية قتلتهم , وذلك رميا بالرصاص بعد تعصيب أعينهم واصطفافهم على الحائط حيث كلف موضوع تصفيتهم ميدانيا لا أكثر من خمسة رصاصات .
لا أريد القول على أنه يوجد قتيل ثمين وقتيل رخيص , كل قتيل ثمين , الا أنه من الممكن اعتباء هؤلاء الضحايا رمزا لكل الضحايا في سوريا , والحزن بمناسبة متقتلهم هو جزء من الحزن العام بمناسبة مقتل مئات الألوف من السوريين , ولا لزوم للحيرة في التعرف على القاتل , فالقاتل هو الوضع السوري بشكل عام , ثم انه يجوز في هذه الحالة القول على أن السلطة , ولو لم تكن هي المرتكبة للجرم بشكل مباشر!!! , الا أنها مسؤولة عن حدوث الجريمة , فالسلطة التي تمارس الجباية والتجنيد القسري ولها من السجون مايفوق كل تصور هي المسؤولة رسميا , خاصة وان هذه السلطة لاتعترف بوجود سلطة أخرى تدير أمور البلاد , انها الوحيدة التي تدعي الشرعية وتدعي امتلاكها للحق في حكم البلاد بدون أي منازع .
لم تفشل السلطة في الدفاع عن أرواح البشر للمرة الأولى , وانما الفشل هو من أهم ميزاتها وخصائصها , فالسلطة لاتتورع عن استخدام أي وسيلة, مهما كانت بربرية, تمكنها من السيطرة على الوضع , الا أنها لاتسيطر على الوضع , وهي أبعد من أن تسيطر حتى على نصف جغرافية سوريا ونصف شعبها ,نظرة عابرة الى سوريا وحالها وقتلاها وتمزقها ُو جياعها وسجنائها والنازحين ثم اللاجئين من شعبها تكفي لاعطاء السلطة, التي تم كل ذلك في عهدها , شهادة براعة في الاجرام وشهادة استحقاق في ابتكار وسائل قتل غير مكلفة كالبرميل المتفجر , الذي وفر على الشعب أموالا طائلة وبرهن عن فاعلية ممتازة في تقتيل الأطفال ..ارهابي المستقبل!من الذين نزل البرميل بردا وسلاما عليهم
لو أن فشل السلطة اقتصر على موضوع حماية خمسة اشخاص أو حتى خمسين شخصا لهان الأمر كثيرا , الا ان السلطة فشلت في تدعيم ركائز “الدولة” , لا بل ساهمت هذه السلطة في تدمير الدولة السورية , حيث لم يبق من هذه الدولة الا الاسم , لقد فشلت في تنمية البلاد وفي تشغيل العباد وضربت ارقاما قياسية في خلق العطالة عن العمل فقبل الازمة تراوحت العطالة حول ٦٠٪ , ناهيكم عن العطالة المقنعة , انها السلطة التي عطلت الانتاج وأسست لريع الفساد , الفساد هو مصدر رزق من عنده رزق , لولا الفساد لما استطاع ضابط أن يبني قصرا , ولولا الفساد لما وصلت ثروة رامي مخلوف الى عشرات الملياردات , ولما كان هناك ثروة عن آل الأسد وصلت الى ١٢٢ مليار دولار ..الخ .
يختلف الاقتصار الريعي عن الاقتصاد الانتاجي , ففي أوروبا يوجد اقتصاد انتاجي حيث تنتج هذه الدول أجهزة تبيعها وتأتي من خلالها بالقطع النادر , الاقتصاد الريعي يعني اعتماد البشر على منتجات الأرض كالبترول مثلا في السعودية ومن ريع هذا البترول يأخذ المواطن ماتيسر له , أما في سوريا فلا توجد تلك الثروات في الأرض والتي تمكن المواطن من نيل مايلزمه لتغطية تكاليف الحياة , فما هو موجود من مواد يدخل في دارة الفساد , ويتناقص ويتآكل بعد كل دورة حتى لايبق منه شيئا , لذلك أمن الأسد مصاريفه عن طريق تخصيص مورد لهذه المصاريف , الأسد انتقى البترول السوري واكتفى به تواضعا , عائدات النفط تذهب الى القصر وتبقى هناك, كما قيل , بأيد أمينة .
الذهب الاسود للأسد , وما تبقى للفساد , والأيام السوداء ل ١٢ مليون سوري أصبحوا من الجياع في سوريا الأسد , وهل يوجد في العالم شعب نصفه جائع وثلثه بين نازح ولاجئ وعشره بين قتيل وسجين , أرقام لاتدفع الأسد الا على تطميننا على أنه باق الى الأبد قائدا لمسيرة التطوير والاصلاح , يريد اعادة البناء وتشغيل الناس ..كل ذلك “سوا” مع الشعب يدا بيد وتحت اشراف مؤسسة البستان الخيرية ومالكها فاعل الأعمال الخيرة ابن خالته الذي تفرغ منذ فترة لأعمال البر والخير , اذ لولا جماعة البستان على سبيل المثال لسقط حقل الشاعر في يد داعش , جماعة البستان تدافع كمؤسسة خاصة مثل بلاك ووتر عن حقول الغاز والنفط لقاء مبلغ ٣٠٠ مليون ليرة سورية شهريا ..يا مال البلاش !!!.
هناك اشاعات تقول على أن المهندس الخامس الذي لم أذكر اسمه هو ايراني الجنسية , حيث تم حشر هذا الخبر مؤخرا في ديباجة الاتهامات المتبادلة , ولحشر هذا الخبر هدف تأكيد كون العصابات المسلحة هي المسؤولة عن الفعلة , توجد علامات استفهام كبيرة حول جنسية المهندس الخامس وذلك لعدة أسباب , أولها هو أن ايران لم تعترف بمقتل مهندس ايراني وثانيها هو الاعتراف المتأخر بمقتل الايراني حيث تنكر السلطة وجود ايرانيين في القطاع النووي ,هناك اشاعة مفادها ان موضوع استخدام الكيماوي في الغوطة معروف بتفاصيله من قبل ثلاثة من المهندسين على الأقل , وقد لوحظ عليهم في الفترة الأخيرة بوادر توحي بأن انشقاقهم عن النظام قريب , لذلك كان على السلطة تصفيتهم ونقلهم الى القبر مع أسرارهم , وهناك أمثلة من حالات مشابهة تقريبا , من يعرف كيف قتل غازي كنعان ؟ وفي جعبة غازي كنعان الكثير من المعلومات والمعارف حول مقتل الحريري , ومقتله يعني صمته الى الأبد
أعلنت ايران رسميا على أنه لايوجد لها مهندسين نووين في سوريا , لذلك فان خبر مقتل مهندس ايراني كاذب والهدف منه واضح , اعلام الأسد يريد من نشر هذا الخبر تأكيد مسؤولية المعارضة المسلحة عن هذا العمل الاجرامي ..حبل الكذي قصير وأقصر مما ظن الزعبي , انه بالفعل اعلام لايخجل
أعلنت ايران رسميا على أنه لايوجد لها مهندسين نووين في سوريا , لذلك فان خبر مقتل مهندس ايراني كاذب والهدف منه واضح , اعلام الأسد يريد من نشر هذا الخبر تأكيد مسؤولية المعارضة المسلحة عن هذا العمل الاجرامي ..حبل الكذي قصير وأقصر مما ظن الزعبي , انه بالفعل اعلام لايخجل