ويل لأمة يقودها جاهل !

بقلم :نبيهة حنا

رئيسنا المؤبد وضع لنفسه  مستوى رفيع  من التطهر الأخلاقي  تندق تحته الأعناق ,  فهولا يتنازل   على الرد  عندما يتهمه   يتهمه البعض  باللصوصية*  , فالرد أدنى من مستواه  , والتهمة هي أصلا نوعا من الخزعبلات  , رئيسنا المؤبد يتكلم عن الديموقراطية   وهو  يزور الانتخاب والاستفتاء  ,  ورئيسنا المؤبد  يتحدث عن الاصلاح وهو غارق في الفساد  , ورئيسنا المؤبد   يتحدث عن الراي الآخر وضرورة احترامه  , والرأي الآخر  في السجن  , ومن يخرج من هذا السجن حيا  فحظه  من السماء  ,  رئيسنا المؤبد   خبير بموضوع الديموقراطية  , ومن خلال  ممارساته الديموقراطية جمع خبرة طويلة  ,  الا أنه  في  خبرته  ومعارفه الديموقراطية   , التي أنزلها الله عليه  , وحيدا  , فالشعب  لايصلح  للديموقراطية  وهذا ليس ذنب الرئيس انما ذنب الشعب   ,  الشعب يريد  الكرباج  ويحب الكرباج  ويستحق الكرباج ايضا  , والرئيس المحب للشعب  يستجيب  لارادة الشعب , ألمم يستجيب الرئيس المؤبد لارادة الشعب عندما طالبه هذا الشعب  بالترشيح للانتخابات  , التي نال بها حقيقة  ١٥٣ ٪من أصوات الشعب ,   وفي سياق  مراعاته لمشاعر  المنافسين  واحتراما   لجدول الجمع والطرح (الرئيس يحب العلم  وهو  علماني بفتح العين وكسر العين )   وتفاديا للشك في  شفلفية الانتخابات   حول  نسبة مؤيديه الى حوالي ٨٨٪  ,  ونسبة ٨٨٪  كافية  للمارسة الافتخار   والبخترة  ورفع الرأس عاليا  , وهذا مافعله  الكاتب   المؤيد ناهض الحتر  (اردني الجنسية  ومن  موظفي  بهجت سليمان )  , حيث قارن الحتر بين  نتائج أبو حسين أوباما ونتائج أبو حافظ بشار , ووجد  على أن   باراك هزيل أمام بشار  , اذ أن باراك نجح  بفرق  لايتجاوز ٠,٥٪   على منافسه الأوحد , بينما  نجح بشار  بفرق  أسطوري  ليس على منافس واحد  , وانما دفعة واحدة عن  اثنين من المنافسين , وبذلك استنتج الحتر على  أن  شرعية بشار هي الشرعية الوحيدة في البلاد , وهي شرعية  لاشائبة بها  وهي كافية  الى  الأبد  , وحتى لو تدنت  شعبية بشار بمعدل ٥٪  في  كل  جولة انتخاب رئاسية  , يبقى عنده من احتياطي الأصوات   لأكثر من سبعة   جولات انتخابية رئاسية  , اي أنه  فعلا  رئيس شرعي  لمدة أدناها  ٤٩ عاما (٧×٧=٤٩)  , عندها  يكون  سيادته قد بلغ أرزل العمر   أو اعطانا عمره , وفي كلا الحالتين  فالفرخ حافظ جاهز  للرئاسة  , وكما ورث بشار  حافظ   , فسيرث حافظ بشار , صدق من  طرح  السؤال التالي : لانعرف على أي خازوق سنجلس ! .

الرئيس يسهب  احيانا  بالحديث عن  متطلبات الحرية  وعن  اشكاليات التحديث , رئيس مفتتن  بالواقعية  ومغرم بالموضوعية, ولو أخذنا حديثه  في مناسبة  طعام الافطار  أمام فاعليات المجتمع السوري لعام ٢٠١٣  فنجد في هذا الحديث  كل  مانريده  , الرئيس قال في هذاالحديث   متكلما باسم الوطن”ان  الوطن لا يتخلى عن أبنائه في الملمات والمحن بل على العكس يقف معهم معنوياً ومادياً..”   وترجمة ذلك واقعيا  تعني  زيادة سعر الخبز بمعدل  ٧٥٪   , لأن من يشتري ربطات الخبز الحكومي هو من الطبقات الميسورة  . نصف  الشعب السوري  ميسور   بالجوع    وما   علب  مساعدات الأمم المتحدة الا نوعا  من الرفاهية , والحديث عن الوطن  والمواطن  لاجدوى منه  لأن الرئيس  وعياله لم يجوعوا يوما ما .

لنترك الرغيف   ونتحول الى  المعارضة  , حيث قال سيادته بصراحة  مؤكدا   على أن كلامه ”  ليس هجوماً على الآخر.. لم أهاجم المعارضة في أي كلمة أو خطاب سابقاً” ,  لم يهاجم المعارضة يوما ما !!! , وانما  قال   في نفس الحديث  على أنه   توجد في سوريا  رمادية وطنية تحتضن الارهاب ومعارضة وطنية  واخرى ابتزازية  وثالثة   لاوطنية وخائنة للوطن “أما في الوطن فلا يوجد سوى طيفين أبيض مع الوطن وأسود ضد الوطن..” ,  وفي سياق عدم الهجوم على المعارضة  تبنى سيادته  نظرية بوش  في تقسيم المجتمع  الى نصف  وطني  أبيض  , ونصف خائن   أسود ضد الوطن ..لقد قال الرئيس ذلك  انطلاقا من كونه كما قال في هذا الحديث رجل علم” أعود وأؤكد مرة أخرى أنني لا أحب الحديث الإنشائي ولا المبالغات.. أنا شخص علمي وأحب الحديث من خلال الواقع..”,   أين هي نظرية  الأسود -الأبيض من العلم ؟؟؟ والعلمياسيادة الرئيس  خاصة الاجتماعي والسياسي منه لايستقيم مع  فرضية السواد والبياض ,  حبذا  لو تذكر سيادته  شرشحة الرئيس بوش عندما  تحدث عن  السواد والبياض  ..اما معنا أو ضدنا !!! هذا   الأمر لايمت للعلم ياسيادة الرئيس بصلة  ..هذا جهل مطبق  !!

لقد كان بودي  متاابعة الحديث عن أحاديث السيد الرئيس , الا أنه  بالواقع لاجدوى من ذلك  , من يريد ممارسة الدقة  في تحليله  لأحاديث الرئيس  لايستطيع  القفز فوق أي كلمة يقولها ..كلمات  انفصامية متناقضة  حاضنها الوحيد هو الجهل  ,  وهل من العجب أن  تتدمر  دولة  رئيسها جاهل ؟ , تذكروا كلام جبران خليل جبران :

ويل لامة تكثر فيها الطوائف وتخلو من الدين

ويل لامة تلبس مما لا تنسج ، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر

ويل لامة تحسب المستبد بطلا”، وترى الفاتح المذل رحيما”

ويل لامة تكره الشهوة في احلامها وتعنو لها في يقظتها

ويل لامة لا ترفع صوتها الا اذا مشت بجنازة، ولا تفخر الا بالخراب

ولا تثور الا وعنقها بين السيف والنطع

ويل لامة سائسها ثعلب،  وفيلسوفها مشعوذ، وفنها فهن الترقيع والتقليد

ويل لامة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودعه بالصفير،

لتستقبل اخر بالتطبيل والتزمير

ويل لامة حكماؤها خرس من وقر السنين ورجالها الاشداء

في اقمطة السرير

ويل لامة مقسمة الى اجزاء وكل جزء يحسب نفسه أمة

 

*كيف يمكن  أن يصبح  جميل الأسد ملياردير  ورفعت الأسد ملياردير   ورامي مخلوف ملياردير  , وذو الهمة شاليش شرحه , ومحمد مخلوف ملياردير  ,  وبهجت سليمان ملياردير   , وفواز الأسد ملياردير   , وكل  سلالة الأسد ومخلوف ومعلوف   ! باستثناء  حافظ وباسل  وبشار وبشرى …  لقد قالوا على أن المرحوم حافظ ” مات وما عنده بيت ” , هل نحن حمير لنصدق هذا الهراء ؟؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *